اعتبر وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان اتهام وسائل الاعلام السودانية اخيراً لمصر بانتهاك الاراضي السودانية وقتل جنديين وجرح آخرين يأتي في اطار "مسلسل الاتهامات التي دأبت الخرطوم على ترديدها كلما ضاق عليها الخناق داخلياً وازداد فشلها في انهاء الازمة في جنوب السودان". وقال موسى لپ"الوسط": "لم يكفهم الزج باسم مصر واطلاق مزاعم حول تدخلها في شؤون السودان ومساعدة الصادق المهدي زعيم حزب الامة المعارض فانطلقوا الى اتهامها بقتل جنود سودانيين". وأكد ان القوات المصرية لم تتجاوز حدودها وان مصر "لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان ولا تسعى لافتعال مشاكل مع احد". ولفت الى تأكيد الرئيس حسني مبارك في غير مناسبة "ان مصر لن تطلق رصاصة واحدة على اي سوداني". ورأى "ان علاقات الجوار لا تقوم على افتعال الازمات" مشيراً الى ان التحفظات المصرية على السياسة الخارجية السودانية، خصوصاً في شأن العلاقة مع مصر، لم تغير الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته. وقال "ان السودان اتخذ اجراءات من شأنها تصعيد التوتر مع مصر الا ان المسؤولين المصريين مارسوا سياسة ضبط النفس حفاظا على العلاقة بين البلدين". في غضون ذلك كلفت مصر سفيرها في الخرطوم السيد حسن جاد الحق تقديم مذكرة الى وزارة الخارجية السودانية لاستيضاح المزاعم التي روجتها وسائل الاعلام السودانية واتخاذ اجراءات حيالها. ومن جانب آخر دعا السفير السوداني في القاهرة السيد عزالدين حامد، في تصريح لپ"الحياة"، الى تجاوز الخلافات القائمة بين البلدين من خلال استئناف عمل اللجنة المشتركة في الخرطوم واجتماع وزيري خارجية البلدين. وقال ان لقاء الرئيسين المصري حسني مبارك والسوداني عمر البشير في القاهرة نهاية شهر حزيران يونيز 1993 كان يمكن استغلاله بصورة جيدة، الا اننا لا نعرف الاسباب التي ادت الى فتور العلاقة بين البلدين. في موازاة ذلك اعتبرت دوائر سياسية في القاهرة ان مصر التزمت خلال الفترة الماضية في علاقتها بالسودان "اعلى درجات ضبط النفس ولم تتجه الى تصعيد التوتر" خصوصاً بعد استيلاء السودان على منازل يملكها مصريون في الخرطوم.