بعد طي صفحة قطاع أوزو واعادته لتشاد إثر قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بادر العقيد معمر القذافي الى توقيع معاهدة تعاون وحسن جوار وصداقة مع الرئيس التشادي ادريس ديبي في طرابلس. وتهدف المعاهدة الليبية - التشادية الجديدة، كما التخلي عن أوزو، الى تسوية العلاقات الليبية مع دول الجوار في وقت يستمر فيه الحصار الدولي على نظام القذافي وتخشى معه ليبيا أن تصبح مطوقة بدول عدوة وبحدود مقفلة، لذا عملت في السابق على تسوية علاقاتها مع مصر ثم مع السودان وهي تحرص على "الانضباط" في اطار الاتحاد المغاربي على رغم تحفظاتها عنه. والجديد الذي ترافق مع المعاهدة هو دعوة ليبيا الى خروج القوات الفرنسية من تشاد حوالي 800 عسكري وهي قوات تمركزت في هذا البلد لردع القوات الليبية والمعارضة الداخلية التي كان يدعمها القذافي في الثمانينات. لكن الرئيس ديبي لا يبدو مستعجلاً لتلبية رغبة القذافي في هذا المجال، خصوصاً أن حكومته تعيش أساساً على المساعدات الفرنسية، وهو نفسه ينسق سياساته مع باريس التي زارها قبل توقيع المعاهدة مع القذافي.