ثروة زيمبابوي: البلد الافريقي العريق والفتي في آن، تكمن الحيوانات البرية التي يحفل بها مثل الاسود والفيلة والفهود والحمير الوحشية 777 وهو يتمتع بقدر كبير من الجمال على رغم افتقاره الى بحيرة طبيعية ضخمة او منفذ بحري7 والتجوال في زيمبابوي هو نشاط لا مثيل له بالنسبة الى السائح التواق الى اكتشاف مناطق لم تعبث بها بعد يد الانسان7 وبفضل سعي ابنائها، الفخورين بهضابهم الصخرية وسهولهم الخصبة الموشاة بالخضرة وجبالهم العتيقة، الى بناء مجتمع حر لقيت السياحة عناية جيدة كمصدر للدخل الوافر، ما جعل البلاد مهيأة لاستقبال الضيوف الاجانب وتأمين المتعة والراحة لهم7 تستلقي زيمبابوي بين نهري ليمبوبو وزامبيزي في جنوب اواسط افريقيا7 وتحدها زامبيا شمالاً وجنوب افريقيا جنوباً فيما تقع موزامبيق الى الشرق منها وبتسوانا في الجنوب الغربي7 وزامبيزي الذي يعتبر رابع اطول نهر في القارة الافريقية، هو اهم معالم البلاد7 يبدأ مجراه الممتد على مسافة 2700 كلم علي سفوح هضاب بعيدة في شمال غربي زامبيا7 وعند كازونغولا يشكل النهر الحد الفاصل بين زيمبابوي وجارتها الشمالية7 وبعد رحلة يبلغ طولها 80 كلم، تنحدر مياه النهر فوق شلالات فيكتوريا7 ويذكر ان الدكتور ديفيد لينفغستون كان اول اوروبي اكتشف الشلالات قبل نحو 150 عاماً واطلق عليها اسم ملكته البريطانية تعبيراً عن اعجابه الشديد هذه التحفة الطبيعية7 وعبر في مذكراته عن دهشته لرؤية البخار يتصاعد على شكل اعمدة طويلة لتختلط بغيوم على ارتفاع يزيد على 70 متراً7 ودأبت ادارة المنتزهات الوطنية على رعاية شلالات فيكتوريا والغابات القريبة منها باعتبارها واحدة من اهم ثروات الطبيعة في زيمبابوي7 الا ان الموقع الذي تقدر مساحته ب23.4 كلم مربع لا يزال كما كان في ايام ليفنغستون اذ حرصت السلطات المعنية على حمايته وعدم السماح لأحد بتشويه معالمه، خصوصاً انه يتمتع بأهمية عالمية7 وعلى مقربة من الشلالات يقع منتزه زامبيزي الوطني حيث الحيوانات البرية تعيش بحرية على مساحة 573 كلم مربع7 ولدى وصول النهر اواسط واديه يواجه سد كاريبا فيتجمع مشكلاً ثاني اكبر بحيرة صناعية في العالم تستخدم مياهها لتوليد الطاقة الكهربائية7 وقبل انجاز السد والبحيرة كان وادي النهر حاراً للغاية ويكاد لا يصلح للعيش7 اما الآن فهو يغص بهواة الرياضات المائية، الذي يتمتعون ايضاً بمنظر البحيرة البديع، وما يجاورها من مناطق خلابة7 وقد تحولت شواطئ البحيرة وجزرها الصغيرة الى مستعمرات لطيور وحيوانات شتى تزيد من متعة صيادي الاسماك7 والغواصين وهواة التزلج على الماء وغيرهم، بممارسة رياضاتهم المفضلة في البحيرة او وادي النهر الجديد7 والنباتات، التي تنمو على الحد الفاصل بين الماء واليابسة، مزيج من الاعشاب والحشائش المائية وغيرها7 والاعشاب الكثيفة، التي تكسو الجزء الممتد بين اعلى وادنى مستوى للماء، فهي كلأ تسعى اليه الفيلة والثيران البرية اضافة الى الحيوانات الصغيرة التي تتزايد عددها على الضفاف في شكل ملحوظ7 اما الغابات المغمورة بمياه ضحلة نسبياً فصارت بمثابة مراع للحشرات التي تتغذى عليها طيور متنوعة تكاد لا تغادر هذه المنطقة، حيث تتنزه ايضاً التماسيح وحيوانات فرس النهر الضخمة بعيداً عن المتطفلين والمزعجين7 وخلف كاريبا تنتشر المخيمات الدائمة على الجزر وفي البراري المجاورة للمدينة، وتتناثر المنتجعات على شاطئ البحيرة ما يوفر للسائح اقامة مريحة وهادئة7 ومنظمو الرحلات السياحية المتمرسون يضعون تحت تصرف السياح المتعاملين معهم طائرات او قوارب شراعية وآلية يشرف عليها فنيون متخصصون7 لكن بوسع المرء ان يستمتع بصيد الاسماك في البحيرة من دون قارب، وهو محظوظ للغاية اذا ظفر بسمكة زيمبابوي الجميلة المسماة تايغرفيش7 وعدا اماكن الاقامة، التي تتراوح بين الفنادق الفخمة والاكواخ البسيطة، وجمال الطبيعة والحيوانات البرية يجد السائح في زيمبابوي خدمات متطورة من رعاية صحية متقدمة وخطوط اتصالات خارجية ومواصلات برية وجوية تفي بالحاجة7