تنتظر الاوساط الادبية والمسرحية بكثير من الاهتمام، موعد ظهور مسرحية جديدة تحمل توقيع سعد الله ونوس. والنص الذي فرغ من تأليفه الكاتب السوري أخيراً، هو بعنوان "منمنمات تاريخية"، وسيصدر في القاهرة ضمن سلسلة "روايات الهلال" خلال شهر آذار مارس المقبل. المسرحية مستوحاة من أحداث تاريخية حقيقية، تدور أحداثها خلال قيام جيش التتار بقيادة تيمورلنك، بغزو مدينتي دمشق وحلب. ويتناول النص موقف كل التيارات العربية الموجودة ذلك الوقت، من هذا الغزو، وبخاصة موقف مجموعة من المفكرين ورجال الدين أمثال الشيخ التادلي وعبد الرحمن بن خلدون. ومن البديهي القول أن الكاتب يتوخّى الكلام عن الحاضر في لغة الماضي ورموزه، على طريقة مسرحيين عالميين معروفين منوشكين مثلاً...، وكما سبق له أن فعل في مسرحيات سابقة. والارتياح الذي قوبل به نبأ الصدور الوشيك ل "منمنمات تاريخية"، يعود أولاً لكون هذا المبدع الذي لعب دوراً أساسياً في حركة المسرح العربي قبل عقدين، انكفأ خلال السنوات الماضية، ولاذ في الصمت... كما أن ونوس اجتاز أزمة صحية خطيرة، في فترة العمل على ال "منمنمات". بين مسرحياته التي مثلت وتمثل في العالم العربي بشكل مستمر، نذكر "الملك هو الملك"، "رأس المملوك جابر" و"الفيل يا ملك الزمان"... اضافة الى "حفلة سمر..." التي شهرته عربياً بعد النكسة. آخر مسرحية له قدمت على الخشبة، هي "الاغتصاب" من اخراج جواد الاسدي الذي سمح لنفسه باجراء تعديلات صغيرة، حورت بعض الشيء في خطاب المؤلف.