هل انتهت الأزمة في هايتي بمجرد رحيل الجنرال راوول سيدراس الى باناما وعودة الرئيس المعزول جان بيرتران اريستيد؟ هذا الشك بدأ يظهر لدى بعض المسؤولين في إدارة الرئيس بيل كلينتون، على رغم النجاح الأمني الأولي الذي حققته القوات الأميركية منذ وصولها الى الجزيرة الكاريبية، فالأزمة في نظر هؤلاء ليست أمنية فحسب بل هي اجتماعية واقتصادية. فهايتي بلد فقير جداً يحتاج الى كل شيء، ولا يملك في خزانته الرسمية أي دولار، والرئيس العائد وعد شعبه بالكثير لكنه لم يقل كيف سيحقق هذه الوعود. اضافة الى أنه لن يبقى سوى عام واحد في الحكم، مع العلم انه حكم، قبل عزله، سبعة أشهر ولم يستطع تحقيق الشيء الكثير. وتقول مصادر في واشنطن ان الادارة الأميركية عازمة على الاشراف على سير الأمور الأمنية والاجتماعية والاقتصادية في هايتي بواسطة مستشارين أميركيين، وفي هذه الحالة لن يكون اريستيد سوى عامل مساعد لتحقيق المهمة. وتؤكد هذه المصادر ان بعض مستشاري الرئيس الهايتي العائد هم من الأميركيين الذين سمتهم ادارة كلينتون من ضمن اتفاق خاص مع اريستيد للقبول بعودته، وهؤلاء سيكون لهم دور فاعل في التخطيط الانمائي والاجتماعي وحتى في اعادة الديموقراطية الى النظام السياسي. من هنا قال السفير الأميركي في بورتو برنس: "لا تحكموا على مهمتنا الآن بل بعد خمس سنوات".