ابدت الولاياتالمتحدة تحفظات كبيرة في شأن ارسال قوة دولية لفرض السلام في هايتي. وجددت ضغوطها على الرئيس جان بيرتران اريستيد والمعارضة، لدفعهما الى التوصل الى مخرج سياسي للأزمة. وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول إن الولاياتالمتحدة وشركاءها في منطقة الكاريبي "ليسوا متحمسين" لارسال قوات لقمع الانتفاضة العنيفة في هايتي. لكنه لم يستبعد إمكان إرسال قوات بعد توصل اريستيد ومعارضيه إلى تسوية. وجاء الموقف الاميركي بعد اعلان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان بلاده تدرس مع دول أخرى في الاممالمتحدة امكان التدخل لاعادة السلام الى الجزيرة. لكن باول اكتفى بالتأكيد ان بلاده لن تقبل ان يطيح المتمردون اريستيد المنتخب والذي اكد اول من امس، انه لن يستقيل قبل انتهاء ولايته الرئاسية عام 2006. وعلى رغم التحفظ الاميركي دعا اريستيد المجتمع الدولي الى ارسال قوة للسلام متعددة الجنسيات الى الجزيرة حيث أسفرت موجة العنف بين مؤيديه ومعارضيه عن مقتل عشرات الاشخاص، في ما يبدو انتفاضة متصاعدة لإرغامه على الاستقالة. وكانت الولاياتالمتحدة ارسلت حوالى عشرين ألف رجل في 1994 الى هايتي لاعادة الرئيس اريستيد الى السلطة. لكنها اكدت مرات عدة بعد ذلك انها ليست مستعدة للقيام بعملية مماثلة من جديد. ودعا البيت الابيض الرئيس الهايتي الى اتخاذ "الاجراءات اللازمة" للتغيير في ادارة البلاد". الوضع الميداني وميدانياً، عاد الهدوء الى مدينة هينش الاستراتيجية وسط التي سقطت بأيدي المتمردين الثلثاء. وسجلت عمليات نهب لما تبقى من مركز الشرطة في المدينة، فيما لم تسجل اي اضطرابات في العاصمة بور او برانس او مدينة الكاب شمالاً. وعلى رغم التجاذب في المواقف، اكدت الخارجية الاميركية ان واشنطن وباريس على "اتصال وثيق" في شأن هايتي، وعبرت عن ترحيبها "بجهود فرنسا للعب دور بناء في هذه الازمة". وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان باول ودو فيلبان تحادثا هاتفياً، لكنهما لم يبحثا في خطة لارسال قوة دولية.