عرضت فرنسا امس، قيادة قوات سلام دولية في هايتي، بعدما بدأت الانتفاضة ضد الرئيس جان برتران اريستيد تكتسب زخماً بسيطرة معارضيه على مزيد من المدن وحصولهم على تعزيزات. وفي الوقت نفسه، حضت الاممالمتحدة الدول المجاورة لهايتي على توفير الملجأ للهايتيين الفارين من القتال في الجزيرة. وتحدث وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان عن تشكيل "خلية ازمة" في باريس لصوغ التعامل مع الازمة في هايتي، مشيراً الى ان كثيراً من البلدان ابدت استعدادها للتحرك. وقال في تصريح للاذاعة الفرنسية ان باريس على اتصال بشركائها في الاممالمتحدة التي أرسلت بعثة إنسانية إلى هايتي لتحديد خيارات التدخل. وفي المقابل، طلب الرئيس الهايتي من المجتمع الدولي دعم قوات الشرطة في بلاده، لتمكينها من مواجهة التمرد المسلح على نظامه، داعياً منظمة الدول الاميركية الى لعب دور في هذا الشأن. ودان اريستيد ما وصفه ب"الهجوم الارهابي" على مدينة هينش وسط التي سقطت في ايدي خصومه مساء اول من امس. وأسفرت المواجهات في هينش عن مقتل ثلاثة اشخاص احدهم قائد الشرطة المحلية. لكن سقوط المدينة التي تبعد 130 كلم من العاصمة بور او برانس، اعتبر مؤشراً الى عزم المتمردين على التقدم في اتجاه الاخيرة. وعزز سقوط هينش سيطرة المعارضين في شمال البلاد حيث استولوا منذ مطلع الشهر الجاري، على مدينة غونايف وطردوا الشرطة منها. وأدت اعمال العنف بين الجانبين الى مقتل 54 شخصاً. ويلقى المتمردون دعم فلول ميليشيات موالية للديكتاتور راوول سيدراس الذي طرد اريستيد من السلطة بين 1991 و1994. ودعا المؤتمر الكنسي في هايتي "الحكام والسياسيين" الى "اتخاذ القرار المطلوب الذي يخلص البلاد بسرعة" لإنهاء العنف، فيما اعلنت السفارة الاميركية ان السفير جيمس فولي سلم البعثة الخاصة لمنظمة الدول الاميركية في هايتي شيكاً بمليون دولار يشكل مساهمة بلاده في عمل تلك البعثة. وقال البيت الابيض انه سيواصل العمل مع المؤسسات المتعددة الاطراف، للتوصل الى تسوية سلمية للازمة.