قالت مصادر حكومية ومحلية ان مدينة هينش في وسط هايتي وقعت في ايدي ما وصفتهم بمتمردين مسلحين معارضين للرئيس جان برتران اريستيد بعد مواجهات اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص احدهم مسؤول في الشرطة. ودان اريستيد في مؤتمر صحافي في بور-او-برانس الهجوم الارهابي على المدينة ، داعيا الى زيادة المساعدة الاجنبية لتعزيز عمل الشرطة برعاية منظمة الدول الاميركية. واضاف انه اجرى اتصالات هاتفية مع رؤساء حكومة دول المنطقة، موضحا انهم اكدوا دعمهم له ضد الارهاب. وكان نهار امس الاول هادئا في العاصمة بور-او-برانس بينما ما زال الثوار يسيطرون على غونايفا رابع مدن البلاد، مطالبين باصرار برحيل الرئيس اريستيد. وفي هينش التي تبعد 130 كيلومترا شمال شرق برو-او-برانس قرب الحدود مع جمهورية الدومينيكان، هاجم الثوار مركز الشرطة للاستيلاء على المدينة. وقد قتل قائد شرطة المنطقة جوناس مكسيك وشرطيان آخران في الهجوم، مما دفع القيادة الوطنية للشرطة لارسال تعزيزات الى هذه المدينة. ويأتي هذا الهجوم بينما نشطت المجموعات المسلحة في الايام الاخيرة في شمال البلاد بعد ان استولى المعارضون لاريستيد على غونايفا في الخامس من فبراير. يشار الى ان اعمال العنف منذ ذلك الحين ادت الى مقتل 54 شخصا في هذا البلد الفقير الذي يبلغ عدد سكانه 5ر7 مليون نسمة. كما يلقى المعارضون دعم افراد المجموعات شبه العسكرية السابقة الموالية للديكتاتور السابق راوول سيدراس الذي طرد اريستيد من السلطة بين 1991 و1994، وعلى رأسهم احد قادتهم لوي-جوديل شامبلان والمفوض السابق للشرطة غي فيليب اللذان عادا الى هايتي من منفاهما في الدومينيكان. واكدت المعارضة مجددا انها اختارت الطرق السلمية والشرعية للحصول على استقالة اريستيد المصمم على اكمال ولايته الرئاسية التي تنتهي في 2006 . وقال الاشتراكي سيرج جيل احد قادة برنامج المجتمع المدني واحزاب المعارضة نؤكد مجددا قناعتنا بالكفاح المسلح ونستخدم كل الوسائل السلمية التي ينص عليها الدستور. واضاف ان هناك شكلين من المعارضة واحدة شرعية ننتمي اليها والثانية عنيفة لا نوافق عليها. من جانبها، دعا المؤتمر الكنسي في هايتي الحكام والسياسيين الى اتخاذ القرار المطلوب الذي يخلص البلاد بسرعة لانهاء العنف. واخيرا، اعلنت السفارة الاميركية ان السفير الاميركي جيمس فولي سلم امس البعثة الخاصة لمنظمة الدول الاميركية في هايتي شيكا بمليون دولار يشكل مساهمة اميركية خاصة في عمل هذه البعثة. وقال البيت الابيض ان واشنطن ستواصل العمل مع المؤسسات المتعددة الاطراف للتوصل الى تسوية سلمية للازمة.