في الاول من أيلول سبتمبر ترتفع الستارة في "دار الاوبرا" القاهرية عن مسرحية "سقوط إيكاروس" الراقصة وتحمل توقيع اللبناني وليد عوني، معلنة عن افتتاح الدورة الخامسة ل "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي". وتأتي التظاهرة الضخمة التي تستضيف هذا العام عشرات العروض العربية والعالمية، في الظروف الصعبة التي تشهدها العاصمة المصرية، لتؤكد أن الجواب الوحيد الممكن على العنف والارهاب هو الجواب الحضاري، وأن الثقافة وحدها بوسعها الوقوف في وجه التعصب والاصولية. ولعل المسرح، بما يختزنه من أبعاد اجتماعية ومن معطيات ثقافية وأشكال تعبير مختلفة، هو أقدر الفنون على اختصار تحديات المرحلة وفتح آفاق المستقبل. المهرجان الذي ينظم تحت اشراف وزير الثقافة المصري فاروق حسني، ويديره الدكتور فوزي فهمي، يمتد ككل عام على عشرة أيام تحفل خلالها القاعات القاهرية بالعروض الآتية من 26 دولة أجنبية و11 دولة عربية. وللمرة الاولى ستحضر فرق من السويدوالبرتغال وجورجيا وفيتنام وكازاخستان وماليزيا وكوستاريكا والارجنتين وتركمنستان. كما يكرم مهرجان هذا العام مجموعة من رموز المسرح العربي والعالمي نشير بينهم الى الاسباني الفونسو ساستري والفرنسي آرمان غاتي والبولوني كريستيان لوبا والسوري رياض عصمت والتونسي عز الدين غنون والمغربي حسن الجندي والجزائري الزياني شريف عياد واللبناني يعقوب الشدراوي، بالاضافة الى المصريين شوقي عبد الحكيم وجلال الشرقاوي واسم الفنان الراحل عبد الله غيث. أما ندوات الدورة الحالية فمن المتوقع أن تدور حول خمسة محاور رئيسية: التجريب ومفهوم الحداثة/ القطيعة مع الماضي - اتجاهات التجريب لاستكشاف التراث - قضية الشكليين في التجريب على مادة كلاسيكية - واقع التجريب على مادة كلاسيكية وصدمة التلقي الجماهيري - أزمة المناهج النقدية في مواجهة التجريب على مادة كلاسيكية. يشارك في هذه الندوات نفر من أهل الاختصاص بينهم: عبد الاله العوضي السعودية، بول شاوول لبنان، حنان قصاب سوريا، مفيد الحوامدة الاردن، المنصف السويسي تونس، راشد الشمراني السعودية، حسن نجمي المغرب، كرم مطاوع، جابر عصفور، منى أبو سنة، سمير سرحان، يسري الجندي، هدى وصفي، أحمد زكي، عبد الغفار عودة، عبلة الرويني، ونهاد صليحة مصر... وبين العروض الغربية المشاركة نشير الى "د. فاوست" بولونيا، "أنتيغون" البرتغال، "حلم ليلة صيف" اسبانيا، اضافة الى العرض النمساوي المأخوذ عن مسرحية "مسافر ليل" للكاتب المصري صلاح عبد الصبور. من الاعمال العربية التي سيكون بوسع الجمهور القاهري مشاهدتها: "بيت النار" فرقة الصخرة للفنون الدرامية، الجزائر، "الاجراس" فرقة الصواري، البحرين، "أيوب" فلسطين، "تقاسيم على العنبر" سوريا، "الشمس تحتضر" المغرب، "مريض الوهم" لبنان، "ديك البحر" السعودية... وتشكلت لجنة تحكيم دولية ستتولى منح خمس جوائز لافضل الاعمال المشاركة، كما يتوقع أن يعيد المهرجان طرح أزمة المسرح المصري على بساط البحث.