ظهرت الدراجة النارية الاولى عام 1885. صممها وصنعها الالماني "غوتليب دايملر" من هيكل خشبي ركز عليه محركاً ذا شوطين من اسطوانة واحدة. في اوائل ظهورها كانت الدراجة النارية لعبة الاغنياء، يتباهون باقتنائها. ومع مرور الزمن وظهور السيارة، اخذت تتحول الى وسيلة تنقل لذوي الدخل المحدود. مصانع عديدة اوروبية واميركية دخلت حقل صناعة الدراجات النارية، وباعتها تحت اسماء متعددة جاوزت الألفي اسم. أول سباق استهوت الدراجة النارية محبي المغامرات والرياضيين الذين نظموا في ما بينهم اول سباق للدراجات النارية تحت اسم "سباق الكأس الدولي" عام 1904 في فرنسا. ثم اقيمت عام 1907 سباقات "تي. تي" توريست تروفي المشهورة والتي ما زالت تقام كل عام في جزيرة "آيل اوف مان" من اعمال بريطانيا. فارس الحصان الناري اتخذ لنفسه صفة الرياضي المغامر الذي يتحدى عوامل الطبيعة بلباسه الخاص، غير هيّاب وممتلئ بالرجولة. البقاء للافضل خلال الحرب العالمية الاولى أصبحت الدراجة النارية احد اسلحة تلك الحرب. استعملها المراسلون والمصورون الصحفيون لسرعة نقل الاخبار. هذا اضافة الى استعمالها كوسيلة قتالية في ساحات الوغى، حيث زُودت بعربة جانبية لتنقل اكثر من شخص واحد، وجرى تركيب مدفع رشاش من عيار ثقيل على عربتها الجانبية، فاصبحت تكرّ وتفرّ بسرعة مذهلة. بعد انتهاء الحرب زالت اسماء كثيرة في حقل الدراجات النارية، ومن بقي منها اخذ يطور ويعدد من اطرزته. فظهرت دراجات بمحركات من اربعة اشواط او من شوطين، وعدد الاسطوانات راوح بين اسطوانة واحدة حتى اربع اسطوانات. انظمة تحويل القوة الى العجلة الرافعة عملت بواسطة "قشاط" او سلسلة وأحياناً باستعمال نظام الجذع المرفقي. معرض للحد من الهجوم الياباني تحاول اليوم المصانع الاوروبية والاميركية للدراجات النارية إعادة تنشيط مبيعاتها باقامة معارض عالمية للتعريف بانتاجها، ولأحياء اسماء عدة كان لها شأن كبير في عالم الدراجات النارية، لعل هذا يعيدهم الى مركز الصدارة امام اليابانيين. الدراجة النارية الاميركية "هارلي دايفدسون" عرضت طرازها الفاخر الذي قُدّر سعره ب 000،40 جنيه استرليني. "نورتون" الدراجة النارية التي نالت شهرة واسعة في ما مضى، عادت الى صناعة حصانها الناري وقدمت طراز "نورتون إف 2" القوي. "ترايامف" اسم مشهور ايضاً لدراجة نارية بريطانية، كان خبا منذ زمن، عاد الى الوجود اليوم مع طراز "ترايامف دايتونا". المانيا اعادت احياء دراجتها النارية "سكوربيون إم. زد". مصنع "بي. إم. دبليو" الذي كان منع من صناعة محركات للطائرات عام 1919، على اثر خسارة المانيا للحرب الاولى، فتحول لصناعة الدراجات النارية منذ عام 1919، يقدم اليوم طرازه المتفوق "بي. إم. دبليو كي 0011 آر. إس" بمحرك سعة 1092 سم3 يبرد بالماء. الصين جاءت بتشكيلة واسعة من اطرزة الدراجات النارية، مستعيرة لها اسم "ميغ" اسم اشتهر على الطائرات المقاتلة الروسية. اليابان لم ترض ان تغيب عن هذا المعرض فقدمت طرازين فقط من دراجاتها النارية، "هوندا" و"ياماها".