على رغم اختلافي الشخصي مع ما تقوم بطرحه مجلة "الوسط" من موضوعات اسلامية، الا انني في هذه السانحة اشكر الاخت عفاف زين التي ابحرت بنا على مدى عددين من المجلة 66 و67 في لقاء شيق مع جون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان. لقاء افتقدناه طويلاً لغيابه عن الساحة الصحافية واختفائه مع بقية جيشه المثخن بالجراح. لقد اظهر اللقاء الزعيم المتمرد بصورة الحمل الوديع الذي يظلمه دوماً الشماليون فيصب جام غضبه على الحكومة الحالية باعتبارها "ام المشاكل"، علماً ان مشكلة الجنوب يعود تاريخها الى ما قبل تكوين الاحزاب السودانية بصورتها الحديثة الراهنة، مما يؤكد ان "المشكلة" صنيعة استعمارية كغيرها من المشاكل التي خلفها الاستعمار في كثير من البلدان الافريقية والآسيوية. ويفهم من حديث قرنق ان المشكلة الوحيدة هي التشريعات الاسلامية، على رغم ان وجود حركته سابق لاعلان الشريعة الاسلامية في سبتمبر أيلول 1983 خلال عهد الرئيس السابق جعفر النميري... علماً بأن حركته قامت لأسباب لم يعد لها وجود في عالم اليوم حسب رأي الحركة نفسها، ولم تكن التشريعات الاسلامية من بينها، ولعل ابرز تلك الاسباب: 1- الغاء قرار التقسيم تقسيم الجنوب لثلاثة اقاليم. 2- وقف العمل بمشروع قناة جونقلي في الجنوب للاضرار البيئية والتنموية. 3- تنشيط وتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية اديس ابابا عام 1972. 4- تطبيق النظام الاشتراكي في البلاد. ويعتبر الاخير اهم تلك الشعارات والاهداف، ويؤكد ذلك وقوع الحركة في احضان المعسكر الاشتراكي لاستكمال محور عدن - اديس ابابا - طرابلس، مع الاحتفاظ بخيط رفيع مع المعسكر الغربي عن طريق عضو القيادة العليا في الحركة الدكتور منصور خالد. والسؤال الاهم: لماذا تجاهلت الاخت عفاف زين كل المآسي والفظائع التي ارتكبتها الحركة ضد الآمنين في الجنوب وجنوب كردفان واكدمك وقيسان والدعوات التي وجهت له منذ اندلاع الانتفاضة في نيسان ابريل 1986 والمجهودات التي قام بها الجزولي دفع الله والصادق وغيرهما، والدعم الغربي الذي يغذي الحركة حتى يومنا هذا؟! عبده محمد وقيع الله الدمام - المملكة العربية السعودية المحرر: نرحب باختلاف وجهة نظرك ونشكرك على شعورك، ونرجو ان تعيد قراءة الموضوع في "الوسط" لتتأكد من عدم وجود التجاهل الذي تحدثت عنه.