اتهمت رنا قباني المسلمين بضعف الذاكرة لأنهم ليسوا مثل اليهود الذين حرّموا موسيقى فاغنر لأن هتلر احبها، علماً بأن فاغنر توفي قبل ولادة هتلر... فعلى المسلمين - حسب رأي الكاتبة - مقاطعة سعيد عقل ومنع كتبه والبحث عن فتوى لقتله لأن غريزة رنا قباني تشعر بأنه اهان الاسلام والمسلمين. اننا ندعو الكاتبة الى قراءة تراث سعيد عقل حتى المقالات السياسية التي نشرها في "الصياد" و"لسان الحال" في الخمسينات والستينات لتطلع عما كتبه عن عبدالناصر وكمال جنبلاط وموسى الصدر وكامل مروه ويوم تحدى مسيحيي لبنان داعياً الى انتخاب المسلم السني ابراهيم عبدالعال رئيساً للجمهورية، لأن المهندس عبدالعال كان رجل تخطيط وعمران وعلم وطموحات كبيرة. واذا كانت لسعيد عقل اراء وافكار لا نحبذها او نستسيغها فهذا لا يعني استباحة دمائه، بل علينا ان نبدي رأينا ونعارض ما نراه خطأ، كذلك يفرض الحق علينا ان نعترف بمنزلة الرجل الادبية. اما اذا كانت السيدة الكاتبة تريد الغاء كل شاعر او كاتب تعتقد انه اخطأ سياسياً فلتبدأ بطه حسين بسبب موقفه من العروبة، وبسائر ادباء مصر الذين ايدوا الصلح مع اسرائيل مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ... وقد نصل الى يوم نسمع فيه من يطلب بمجزرة جماعية ادبية وجسدية للذين امتدحوا زعماء لهم من يكرههم. في آخر مقالها تعارض الكاتبة تمجيد الشعراء وتعتبر ذلك نزعة جاهلية. وتقول ان الشعراء ليسوا الا بشراً يعانون في احيان كثيرة من التشويش... فاذا كان للكاتبة مشكلة "شخصية" مع بعض الشعراء فهذا شأنها، ولكن الامم تفاخر بمبدعيها وعظمائها، وتحديد مدى الابداع والعظمة قضية للتاريخ وليست لفورات عابرة. بطرس عنداري سيدني - اوستراليا