بعد انتهاء الجولة الثانية من مفاوضات السلام في ابوجا بين الحكومة السودانية والفصيل الرئيسي لحركة "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق من دون تحقيق نتائج ايجابية، تجدد الحديث عن موضوع التدخل الاجنبي في السودان تحت مظلة دولية. وقد اكد وزير الخارجية السوداني سليمان ابو صالح رفض بلاده اي تدخل اجنبي، وقال: "نحن قادرون على حلّ مشاكلنا من دون تدخل أجنبي". وأعلن ابو صالح هذا الموقف بعد اجتماع عقده يوم 29 ايار مايو الماضي مع السفير الاميركي في الخرطوم دونالد بيترسون الذي ابلغه انه تم التوصل الى اتفاق برعاية اميركية بين جناحي المتمردين الجنوبيين لاقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب السودان. وقال ابو صالح ان "سيادة الحكومة تمتد الى مجمل الأراضي السودانية" وهي بالتالي "ترفض اي تدخل اجنبي" وأضاف ان السفير الاميركي اطلعه على اتفاق وقف اطلاق النار الذي أبرم برعايته بيترسون يوم 28 ايار مايو الماضي في نيروبي بين الجناحين المتنازعين في الجيش الشعبي لتحرير السودان. ونص الاتفاق على اقامة منطقة منزوعة السلاح في الجنوب للسماح بنقل مساعدات انسانية طارئة. وتشمل هذه المنطقة قطاعات ايود وكونغور ووات وويى التي ستهبط فيها طائرات المساعدات الانسانية، والتي تعتبر الاكثر تضرراً من المجاعة في جنوب السودان. ومن جهته قال اللواء الركن محمد عبدالله عويضة الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية لپ"الوسط" ان التدخل الاجنبي في السودان "افتراضي وبالتالي فان اي حديث حوله افتراضي ايضاً ولكننا بالتأكيد لا نسمح بأي اختراق لسيادة البلاد، سواء باسم الشرعية الدولية او حماية حقوق الانسان او ايصال الاغاثة بواسطة ما يسمى "الملاذات الآمنة"، لأن الحكومة لم تقصر في واجبها نحو مواطنيها في الجنوب، فقد خصصت نحو 156 الف طن من الحبوب لاغاثتهم وتم الاتفاق مع حركة التمرد والامم المتحدة على طرق نقلها جواً وبراً وبحراً عبر كينيا بطريق كبويتا - توريت - جوبا وعبر البوارج بالنهر من كوستي للناصر، وبالجو من الخرطوم الى جوبا، وبالقطار من المجلد وبابنوسة في الغرب الى اويل وواو في الجنوب". وأضاف انه بذلك تنتفي "اية دواعٍ للتدخل الاجنبي لعمل الملاذات الآمنة، الا اذا كان الهدف منها دعم المتمردين، كما ان الأممالمتحدة شهدت ان المجاعة تحدث في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، خصوصاً مثلث كونقور - واط - ايود". وقال اللواء عويضة ان الحديث عن التدخل الاجنبي يطرح اسئلة عن كيفية تنفيذ هذا التدخل في منطقة مثل الجنوب كلها احراج ومستنقعات ليست كلها تحت سيطرة المتمردين. وأضاف ان زعيم حركة التمرد جون قرنق نفسه قال في زيارته الاخيرة الى اميركا انه لن يقبل بأية اجراءات تخترق سيادة البلاد في المناطق التي يسيطر عليها. مصادر سودانية اعتبرت ان المحاولة الانقلابية الاخيرة في السودان التي اتهمت مصر بالمشاركة فيها كانت تمهيداً لتدخل خارجي لفصل الجنوب عن الشمال. ومحاولة الانقلاب نفسها - حسب الحكومة - ليست هي الأولى التي تتم بدعم مصري حيث قالت الخرطوم انها احبطت محاولة مشابهة قبل عام أبلغتها للحكومة المصرية سراً تجنباً للتصعيد. من جهة أخرى نفت وزارة الخارجية السودانية "ادعاءات السناتور الاميركي فرانك وولف حول تجارة الرقيق من اطفال ونساء الجنوب وبيعهم الى ليبيا". وقالت الوزارة "ان السفير الاميركي في الخرطوم نفى ما ذكره وولف من انه استند في دعواه على تقرير اعدته السفارة الاميركية في الخرطوم".