صعدت الحكومة السودانية استعدادها لخوض حرب طويلة في الجنوب، وقررت اغلاق الجامعات لمدة شهر لاتاحة الفرصة لمتطوعي "قوات الدفاع الشعبي" للانضمام الى الجيش في الجنوب. واعتبر الرئيس عمر البشير ان المعارك الدائرة حالياً "معركة فاصلة ضد حركة التمرد وأعوانها الأوغنديين والأريتريين". وأصدر وزير التعليم العالي السوداني البروفيسور ابراهيم أحمد عمر قرار "تعليق الدراسة لمدة شهر في كل الجامعات والمعاهد العليا الحكومية والأهلية حتى يتمكن الطلاب من المشاركة في العمليات العسكرية"، لأن "الطلاب سيكونون قوة رادعة لدحر الغزاة والمتمردين". واستثني القرار طلاب السنة الأولى. ووجه الاتحاد العام للطلاب السودانيين نداء الى متطوعي "الدفاع الشعبي" "للانخراط في صفوف القوات التي تتوجه الى مناطق العمليات". وقال البشير في احتفال أقيم في الخرطوم أمس ان "المعارك في شرق الاقليم الاستوائي في جنوب البلاد بدأت في الرابع عشر من الشهري الجاري". واتهم القوات الأوغندية بالمشاركة في الهجوم على السودان، موضحاً ان 20 دبابة أوغندية شاركت في القتال وأن 15 منها دمرت في المواجهات. وأعلن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق انه استولى على مواقع في الجنوب وأنه تمكن من قطع طريق رئيسي يربط مدينة جوبا عاصمة الجنوب بمدينة توريت مقر القيادة السابق لقرنق التي يسيطر عليها الجيش السوداني منذ ثلاثة أعوام. ونفت كمبالا تورطها في معارك السودان على رغم اعلان الخرطوم قتل عشرات من الجنود الأوغنديين. وكان البشير استنفر الشباب السوداني للمشاركة في "المعركة النهائية والفاصلة ضد حركة التمرد وأعوانها من الأوغنديين والاريتريين". وقال في زيارة مفاجئة قام بها أول من أمس لمدينة جوبا التي يستهدفها المتمردون أن "الرد سيكون رادعاً على المتمردين والأوغنديين". وأكد قدرة القوات الحكومية وقوات "الدفاع الشعبي" على "تلقينهم دروساً قاسية". وأضاف ان "حركة التمرد ومن خلفها الرئيس الأوغندي يويري موسفيني أرادوها فاصلة ونهائية ونحن ننتظر ذلك". على صعيد آخر أ ف ب، اتهمت الحكومة السودانية الولاياتالمتحدة بالإعداد لضربة جديدة ضد السودان. جاء ذلك في مذكرة ارسلتها الخرطوم الى مجلس الامن. وقال وكيل وزارة الخارجية حسن عابدين السبت ان الحكومة السودانية ابلغت مجلس الامن وجود "تهديد اميركي بتوجيه ضربة جديدة ضد السودان". ودعا المجلس الى "استخدام نفوذه لردع الولاياتالمتحدة عن الاستمرار في انتهاك ميثاق الاممالمتحدة". وكان الرئيس السوداني تحدث اخيراً عن تهديد اميركي بتوجيه ضربة جديدة للسودان، مشيراً الى رسالة مجهولة تلقاها ممثل السودان في الاممالمتحدة الفاتح عروة. واضاف ان التهديد الاميركي يؤكد "خطورة الوضع والنيات الاميركية المبيتة"، معتبراً أن الاتهامات الاميركية الموجهة للسودان بمساندة الارهاب "لا اساس لها". وقال ان "السودان نفى هذه الاتهامات مراراً والولاياتالمتحدة فشلت في تقديم أدلة تثبتها".