أعرب الملك حسين عن تفاؤله بنجاح مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية اذ قال لوفد من وجهاء الضفة الغربية وغزة جاؤوا الى عمان نهاية الشهر الماضي انه واثق "بحتمية انتصار الحق حتى اذا كان السلام فهو السلام العادل والدائم والمشرف الذي تقبل به الاجيال من بعدنا. وسنعمل بكل طاقاتنا وامكانياتنا لمثل هذا السلام". والملك حسين ليس المتفائل الوحيد. فتقارير الوفود العربية المفاوضة في واشنطن والواردة الى عمان، تؤكد حدوث تقدم جوهري في المفاوضات وان جداول الاعمال على المسارات الاربعة باتت جاهزة تقريباً. وكشف مسؤول اردني لپ"الوسط" ان الجولة التاسعة الحالية للمفاوضات الثنائية "ستسفر عن إقرار جداول الاعمال المشتركة الاربعة على اقل تقدير، وهو التقدم الجوهري الاول على صعيد مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية". والمقصود بذلك جداول الاعمال بين كل من سورية ولبنان والاردن وفلسطين واسرائيل. وعلى صعيد المبعدين يستعد مئات من الفلسطينيين المبعدين الى الاردن منذ عام 1967 للعودة الى وطنهم منتظرين وصول قوائم جديدة بأسماء الاشخاص الذين ستسمح اسرائيل بعودتهم حتى نهاية العام الحالي، حيث سيكون مبعدو حركتي حماس والجهاد الاسلامي في مرج الزهور عادوا ايضاً، تنفيذاً لصفقة السلام الاميركية - الاسرائيلية - العربية. وقد عاد حتى الآن الى الاراضي المحتلة نحو 30 مبعداً. وفي هذا المجال تبرز الاسئلة الآتية: ما هو مستقبل العلاقة الاردنية - الفلسطينية، وهل سيلغي الاردن قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية؟ هل ستقوم العلاقة الكونفيديرالية الاردنية - الفلسطينية نتيجة عملية السلام الحالية؟ هل انتهت العلاقة القانونية بين الاردن وفلسطين، وهل ستقوم دولة فلسطينية مستقلة؟ الاردن يؤكد ان لا عودة عن قرار فكّ الارتباط لأنه كان مطلباً فلسطينياً وعربياً، ولا يستطيع الاردن اتخاذ قرار يناقض الرغبة العربية والفلسطينية. اما بالنسبة الى الكونفيديرالية الاردنية الفلسطينية فان الاردن يعتبر هذا الموضوع سابقاً لأوانه، وان احراز تقدم في عملية السلام لا يعني ضرورة بحث الموضوع حالياً لأن الكونفيديرالية او اي شكل آخر من العلاقة الاردنية - الفلسطينية يجب الا يبحث قبل عودة الاراضي المحتلة. واما بالنسبة الى الدولة الفلسطينية المستقلة فان الشعب الفلسطيني نفسه يشعر بان دولة فلسطينية مستقلة لن تقوم في الضفة والقطاع، وان المتوقع قيام كيان فلسطيني يرتبط بعلاقة قانونية بشكل او بآخر مع الاردن او مع دول مجاورة اخرى.