لعبة رفع الاثقال هي منجم الذهب للرياضة اللبنانية في المناسبات الاقليمية والدولية، على الرغم من الامكانات الضئيلة والمعاناة الناجمة عن اعداد الرباعين المتفوقين: ورغبة من "الوسط" في اعطاء صورة عن واقع اللعبة حالياً التقت مليح عليوان رئيس الاتحاد اللبناني لرفع الاثقال والقوة والتربية البدنية ونائب رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية وقد حدثنا عليوان عن "مركز الثقل في الرياضة اللبنانية في الوقت الحاضر فتطرق الى صعوبة ممارسة هذه الرياضة وقسوة تمارينها، ولذا فان قاعدتها ضيقة نظراً الى قلة ممارسيها خصوصاً ان الاهالي يخشون على ابنائهم الاصابة بقصر القامة او بأمراض الظهر او الشلل او الديسك أو الفتق، او حتى الاصابة من سقوط ثقل على القدمين في اثناء التدريبات، لذلك يلاحظ ان معظم الابطال يرثون آباءهم أو انسباءهم، فمنهم من آل القيسي وآل عليوان وآل مقلد وآل طرابلسي وآل جليلاتي وآل طرحة. وهكذا تسير اللعبة بشكل وراثي. اكتشاف بالمصادفة ولئلا تبقى هذه الرياضة "حصرية" اوضح عليوان ان المطلوب توفير المال الكثير من قبل الدولة لنشرها في لبنان كما ينبغي، خصوصاً ان هناك خامات جيدة في كل المناطق، والاستعداد البدني متوافر، وعلى سبيل المثال اكتشفنا في زحلة العام الماضي شاباً في الوزن الثقيل من عائلة خوري بامكانه ان يحقق نتائج ممتازة وفق رأي كل فنيي الاتحاد. وطلبنا منه المجيء الى بيروت للانخراط في التمارين في نادي الصحة والقوة نظراً لعدم توافر المعدات والمدرب في زحلة، ونجح هذا البطل خلال فترة قصيرة من رفع وزن 140 كلغ. فأشركناه كرباع احتياطي في منافسات الدورة الرياضية العربية السابقة في سورية. ولو كانت هناك سياسة رياضية متكاملة من الدولة، لأمكن "تفريغ" هذا الشاب من عمله، وافساح المجال امامه للاهتمام برفع الاثقال في بيروت، لأنه يحتاج الى اقامة ومصروف غذاء، فيتدرب بشكل منتظم ويصبح بطلاً بارزاً. وعلى سبيل المثال يتم في بلغاريا جمع الخامات في مركز معين، ويفرّغ الموظف أو العسكري لكي ينصرف الى رفع الاثقال فيتعلم التقنية الصحيحة منذ الصغر ويحقق التوافق الفعلي العصبي ويمتلك السرعة ويتعلق باللعبة حين يجد نفسه قادراً على الاجادة فيها". البحث عن الخامات وأضاف عليوان: "عادة في رفع الاثقال تترك للخبير مهمة البحث عن الخامات الجيدة ليتولى تدريبها اذا وجد اصحابها الرغبة في العطاء، والاستعداد لقطف البطولة. ونحن في لبنان لا نحتاج الى الاداريين، بسبب وجود العدد الكافي والناجح لدينا، بل يلزمنا المدربون ويلزمنا من يعتني في رفع الاثقال كما نحن اعتنينا بها، علماً ان اندية كثيرة تملك رخصاً في الاثقال ولا تجد لاعبين في قاعاتها. خصوصاً ان اللعبة تتطلب فنيات معينة ومشاركة المدرب حتى يتفادى اللاعب الخطر والاذى اللذين قد يلحقان به من الحركات التي يقوم بها. وعن الدقة في رفع الاثقال اعتبر مليح عليوان ان اللعبة تتطلب الكثير من الجهد، "وهذه الرياضة الخطرة والصعبة تتميز بتقنيات هي عبارة عن علوم الطبابة والغذاء وتشريح الاعضاء. وتوجد آلات وأجهزة خاصة تقيس نبضات القلب ومدى ليونة العضلات وقوتها لمعرفة مدى قدرة الرباع على العطاء". إعداد المنتخب الوطني وكشفت عليوان ان الرباع الناشئ تهمه ممارسة رفع الاثقال قبل التطلع الى النتائج المستقبلية، لكن الجهاز الفني المختص يحوّل الخامات الطيبة الى مدرب المنتخب سهيل القيسي لصقلها ضمن مجموعة المنتخب الوطني. ولا شك ان بعض اللاعبين لا يملكون الخامة المطلوبة ويعرف المدرب انهم لن يستطيعوا بلوغ المستوى المطلوب على الصعيد الدولي، ولكننا عادة لا نبوح للرباع بأنه لن ينجح في تمثيل لبنان عالمياً، بل نشجعه على إشباع هوايته الرياضية". واعتبر عليوان ان اقتصار التمثيل الخارجي على رباعين قلائل وفي اوزان معينة مرده الى عدم وجود عدد كبير من اللاعبين، "ومتى وجدت القاعدة الكبيرة قام التنافس بين الابطال وتخرّج اكثر من رباع مميز في كل وزن. ونحن نحوّل بعض البارزين في القوة البدنية الى لعبة رفع الاثقال بعد تدريبهم على اداء الحركات الصحيحة وفق الطريقة الفنية المطلوبة".