الرباع اللبناني حسن القيسي يعد الأيام والساعات التي تفصله عن الاستحقاق الذي ينتظره منذ أربعة أعوام: الألعاب الأولمبية في برشلونة إسبانيا هذا الصيف. انه يتدرب بتصميم واضح على تحقيق نتيجة شبيهة بتلك التي حققها سلفه محمد خير الطرابلسي، الذي فاز للبنان بميدالية ثمينة في أولمبياد ميونيخ 1972. الحديد بالوراثة في الثالثة والعشرين من عمره، أصبح حسان صاحب خبرة واسعة لا على المستوى المحلي فقط، بل على المستويات العربية والآسيوية وحتى الأولمبية العالمية. وليس ذلك غريبا على شخص من عائلة القيسي العريقة في "رياضة الحديد" فوالد حسان، سامي القيسي، بطل جمباز ومدرب المنتخب اللبناني في "لعبة الليونة" وجه ابنه منذ البداية إلى الجمباز، ففاز ببطولة لبنان للفتيان العام 1975. لكن حسان فضل الانتقال في الخامسة عشرة من عمره إلى الرياضة الأساسية التي برعت فيها عائلته، رفع الأثقال، ليخلد اسمه مع أسماء محمد القيسي وعبد الرؤوف القيسي وعمه سهيل القيسي، مدربه الحالي في نادي الصحة والقوة وفي المنتخب اللبناني. في هذا "الجو الحديدي"، وفي النادي الذي خرج أبطال لبنان الأولمبيين، أصبح حسان القيسي بطلا في وزن 82.5 كلغ. وانتقل بسرعة من الميدان المحلي إلى المسرح العربي والآسيوي، وبدأت الحواجز والأرقام تسقط أمام إرادته. السجل الذهبي في العام 1985 كانت مشاركته الخارجية الأولى في الدورة العربية في المغرب، فاحتك بالأبطال واكتسب الخبرة. وفي العام 1987 حقق ثلاث ميداليات ذهبية في البطولة العربية في سورية. وفي دورة المتوسط التي أقيمت في اللاذقية في العام نفسه، حل رابعا وأضاع فرصة إحراز الميدالية البرونزية. مشاركته الأولمبية الأولى كانت العام 1988 في أولمبياد سيول، حيث حقق أرقاما عربية لفئة الناشئين واكتسب خبرة ثمينة أعطته دفعا جديدا، فحل رابعا في الدورة الآسيوية في بكين 1990، وظهر التقدم واضحا عندما شارك العام الماضي في دورة "ناحوجو" الإيرانية الدولية وحقق ثلاث ذهبيات. وفي الدورة الخماسية الدولية في سورية، حقق مثلها قبل أن يفوز بذهبية وفضية برونزية في "دورة العاب المتوسط" في أثينا العام الماضي. وهذه السنة، شارك القيسي مرة جديدة في دورة إيران الدولية، فعاد بثلاث ميداليات، ذهبية وفضية وبرونزية، وحقق أربعة أرقام قياسية جديدة للبنان، ثم عاد من بطولة آسيا في الصين في نيسان إبريل الماضي بذهبية أضافها إلى خزانته التي لم يعد ينقصها سوى الذهب الأولمبي. الاستحقاق الأولمبي والقيسي الآن هو، إلى جانب علي شقير 30 عاما والناشئ خضر عليوان، أمل لبنان. منذ انتقل الى وزن 90 كلغ، لم يخلف حسان الرباع الدولي الشهير خالد مقلد فقط، بل نجح في تحطيم أرقامه كلها، والآن يريد هذا البطل، الذي يبلغ طول قامته 1.78 م، أن يتخطى الحاجز الأولمبي. أسابيع قليلة تفصله عن الاستحقاق، وهو تأهل للمشاركة فيه بعدما تمكن من تسجيل مجموعة أعلى بكثير من المجموعة المطلوبة للمشاركة في الأولمبياد 335 كلغ إذ سجل 342.5 كلغ في دورة المتوسط العام 1991، ثم عاد وعززها في بيروت خلال تجارب خاصة نظمها اتحاد اللعبة اللبناني مسجلا 347.5 كلغ 155 خطفا و192.5 نترا. الكومبيوتر وبعد برشلونة مباشرة، ينتقل حسان إلى سورية التي تنظم الدورة العربية الرياضية السابعة بين 4 أيلول سبتمبر المقبل و18 منه. وحتى لو لم يوفق في الأولمبياد، فالطريق أمامه ما زالت في بدايتها، وسيبدأ فورا الاستعداد للأولمبياد التالي. لقد قطع حسان القيسي المراحل بسرعة، ورفع أثقال الحرب بإرادة حديدية مذهلة. وهذا الشاب الذكي الذي تخرج أخيرا من الجامعة وحاز إجازة الكمبيوتر والرياضيات، يريد الآن أن "يخربط" حسابات الدول الكبيرة عندها، ليتخرج من قاعات برشلونة بطلا أولمبيا يحمل شهادة العالم للبنان.