الميليشيات ليست القضية الوحيدة على طاولة المفاوضات بين الزعيمين الافغانيين المتنافسين قلب الدين حكمتيار واحمد شاه مسعود. فحكمتيار يريد استعادة موقعه المتميز وسط التحالف الهش الذي يضم مختلف الاحزاب الافغانية وان يدخل كابول وقد حقق انتصاراً ما. فيما يريد مسعود ان يحتفظ باليد العليا امام منافس طموح يعرفه حق المعرفة، لذلك فهو بحاجة الى الميليشيات والجيش وسلاح الطيران وسيعمل على اقناع حكمتيار بذلك. المقابل الذي يستطيع مسعود تقديمه لحكمتيار هو انهاء ولاية صبغة الله مجددي كرئيس للمجلس الانتقالي على الاقل في موعدها 24 ايلول سبتمبر المقبل وتسلم حكمتيار - او احد افراد حزبه - رئاسة الوزارة في الحكومة الانتقالية واقناع القادة الآخرين، خصوصاً برهان الدين رباني زعيم الجمعية الاسلامية التي ينتمي اليها مسعود بقبول مبدأ الانتخابات على ان تجرى الانتخابات الرئاسية والانتخابات لاختيار المجلس الوطني الافغاني خلال عام واحد. ولقد ادى فشل محاولة حكمتيار الاستيلاء على كابول الى تنازله عن شرطين: الاول ابعاد احمد شاه مسعود عن وزارة الدفاع، والثاني التنازل عن حق تعيين الوزراء في الحكومة الانتقالية. وفي المقابل فان ظهور حكمتيار بقوة حول كابول وفي المدن الافغانية الاخرى كجلال اباد العاصمة الشتوية والتي اتخذها مقراً لحزبه الحزب الاسلامي عوضاً عن بيشاور، مقابل دفع مسعود الى العزوف عن فكرة "عزل" الحزب الاسلامي وزعيمه، والتي دعت اليها القوى القديمة، مثل بير احمد جيلاني زعيم الجبهة الوطنية ومجددي وافراد عائلته، خصوصاً ان حكمتيار وجد انصاراً له بين قادة المجاهدين اختلفوا معه حول الهجوم المنفرد على كابول، ولكن رفضوا فكرة عزله مثل حقاني وعبدالحق من الحزب الاسلامي - خالص، وزعيم الاتحاد الاسلامي سياف. ويتردد ان رباني ايضاً عارض عزل الحزب تخوفاً من تقسيم افغانستان بين شمال وجنوب وتحويل حكمتيار الى شخصية يلتف حولها الباشتون. مصادر مقربة من الحزب الاسلامي اوضحت ان سبب تأخير الاجتماع بين مسعود وحكمتيار هو رغبة حكمتيار في ابعاد ممثلي القوى الاخرى الذين يريدهم وسطاء فقط لا اطرافاً، بينما يريد مسعود مشاركة الآخرين في اي اتفاق ويرفض اي حل على مبدأ اقتسام السلطة بين الحزب والجمعية، وهما القوتان الرئيسيتان في افغانستان. وفي هذه الاثناء لا يستبعد المراقبون حصول تغييرات دراماتيكية في التحالفات الافغانية، خصوصاً ان هذا حصل كثيراً في السنوات الماضية فالقادمون من كابول يقولون ان مسعود منهمك بمحاصرة مجددي ومنعه من استحداث اية اوضاع جديدة تسمح له بتمديد ولايته الانتقالية. ويؤكد احدهم ان تثبيت رئيس الاركان في النظام السابق عاصف ديلاور في منصبه لم يكن بهدف الاعداد لمواجهة عسكرية مع حكمتيار وانما لمنع تعيين الجنرال رحيم وردك، وهو من قادة جيلاني، في هذا المنصب.