بدأت الكنيسة الانغليكانية البريطانية وساطة بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان. وكشف وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية غبريال روريج ان رئيس أساقفة الكنيسة الانغليكانية جورج كيري زار السودان وكينيا قبل فترة للاطلاع على وجهات نظر كل من حكومة الخرطوم والجيش الشعبي، وانه سيزور الخرطوم مرة ثانية في الشهر المقبل بعد لقائه الأساقفة السودانيين الجنوبيين في نيروبي. ولم تعط الحكومة السودانية مزيداً من التفاصيل عن هذه المبادرة. وكان مجلس الكنائس العالمي لعب دوراً مؤثراً في التوصل الى اتفاقية أديس أبابا للسلام بين حركة اينانيا - واحد السودانية الجنوبية ونظام الرئيس جعفر نميري في العام 1972. ويلعب المجلس الذي يتخذ من نيروبي مقراً دوراً وفاقياً منذ فترة بين الخرطوم والحركة المسلحة في جنوب السودان. وفي هذا السياق نجحت الكنيسة الكاثوليكية الاثيوبية في ترتيب لقاء بين روريج وعدد من الأساقفة السودانيين المنتمين الى الحركة الشعبية عقد في تشرين الأول اكتوبر الماضي بهدف الطلب من الأساقفة لعب دور لانهاء القتال في جنوب السودان. وفيما كشف عبدالله دنيق نيال، وزير السلام السوداني، ان حكومته ستستأنف قريباً محادثاتها مع الجيش الشعبي المتحد لتحرير السودان بزعامة رياك مشار، أعربت حكومة الخرطوم عن استيائها لأن السلطات الأوغندية سمحت لمشار بفتح مكتب لفصيله في العاصمة كمبالا، ومنحته تسهيلات. وتعتقد مصادر رسمية في كينيا ان تعيين اوتافير كاهندا رئيساً جديداً للأمن في أوغندا جاء لمصلحة جناح مشار، اذ ترتبط أوغندا بعلاقات وطيدة مع العقيد جون قرنق الذي كان زميلاً للرئيس الأوغندي يوري موسوفيني، في جامعة دار السلام في تنزانيا في مطلع السبعينات، لذلك فإن منح تسهيلات لجناح مشار، المنشق على قرنق، أثار علامات استفهام على مصير العلاقة بين قرنق وحليفه موسوفيني. كما طاول هذا التطور دور كمبالا، العضو في منظمة "ايفاد" لمكافحة التصحر والجفاف، التي تلعب دوراً وفاقياً بين الأطراف السودانية المتصارعة.