أثارت زيارة رسمية قام بها الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف لباريس الاسبوع الماضي استياء واسعاً لدى ممثلي الجمعيات الأرمنية في فرنسا وطرحت تساؤلات عن احتمال اجراء تعديلات على الموقف الفرنسي من النزاع الأرمني - الآذري، خصوصاً بعد أن وقّع علييف اتفاق تعاون وتفاهم وصداقة مع فرنسا، كما وقّع شرعة "مؤتمر التعاون والأمن الأوروبي" وبحث في مشاريع تعاون واستثمار مشترك مع عدد من الصناعيين ورجال الأعمال الفرنسيين. وأفادت مصادر فرنسية ان الشركات النفطية الفرنسية مهتمة بتوقيع عقود مع اذربيجان في إطار مساعيها الحثيثة للتمركز في آسيا الوسطى وما وراء القوقاز. وليس واضحاً بعد إذا كانت هذه الزيارة ستحدث تعديلاً في الموقف الفرنسي من النزاع الأرمني - الآذري على اقليم ناغورني كاراباخ، ولم تعلق باريس على استئناف المعارك العسكرية في الاقليم بمبادرة من هيئة الأركان الآذرية. ومعروف ان فرنسا اتخذت في السابق مواقف مؤيدة لأرمينيا في هذا النزاع وطالبت بحل للنزاع على أساس المفاوضات بين الطرفين، الأمر الذي رفضته اذربيجان التي تنطلق من مبدأ سيادتها على الاقليم وان هذه السيادة غير قابلة للتفاوض. وشعوراً منها باحتمال حدوث تعديلات في الموقف الفرنسي من النزاع عبّرت الجمعيات الأرمنية في فرنسا عن استيائها من هذه الزيارة التي تخللها لقاء بين علييف والرئيس فرنسوا ميتران. وطالبت الجمعيات فرنسا، في بيان اعلاني نشرته الصحف، بمواصلة التزام حل تفاوضي للنزاع برعاية "مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي". وأكد البيان ان موقّعيه يخشون أن تدفع "بعض الفوائد البترولية فرنسا الى التغاضي عن التصلب الآذري في النزاع وعن تنكّر اذربيجان لالتزاماتها الدولية" في هذا الشأن. يُذكر أن الجالية الأرمنية في فرنسا تتمتع بنفوذ كبير وهي تسعى لتحريك الرأي العام المحلي دعماً للقضية الأرمنية، في حين يكاد ينعدم أي تأثير لأذربيجان في أوساط الرأي العام الفرنسي.