أنقرة - "الحياة" - رفض الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف امس مسودة حل لقضية اقليم قره باخ المتنازع عليه مع ارمينيا، عرضته لجنة مينسك المنبثقة من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وحذر من ان محاولات فرض ما جاء في هذه المسودة على بلاده قد يقود الى حرب جديدة في المنطقة. وتعرض المسودة انشاء جمهورية اتحادية بين اذربيجان واقليم قره باخ ذي الغالبية الأرمنية والذي تحتله ارمينيا والواقع بأكمله داخل الأراضي الاذربيجانية، ما يعني انهاء سيادة الاذربيجانيين المؤجلة على الاقليم. ويعرض الاقتراح الأوروبي ايضاً تعيين موظف ارميني كديبلوماسي في كل سفارات اذربيجان. ويأتي رد علييف العنيف هذا بعد توجيه احزاب المعارضة اتهامات اليه بادارة محادثات سرية مع الرئيس الأرميني روبرت كوتشاريان تفضي الى الموافقة على اقتراحات لجنة مينسك الأوروبية واتهموه بالخيانة. وجاء تصريح علييف في اطار اعلان حازم لنفي التهمة عن نفسه. وأكد انه حتى لو اجرى محادثات سرية مع الأرمن، لن يوقع اي شيء قبل موافقة البرلمان عليه، متناسياً ان حزبه الحاكم "اذربيجان الجديدة" يسيطر على 75 في المئة من مقاعد البرلمان. الا ان علييف ذكر انه التقى الكثيرين من زعماء العالم وفشل في اقناعهم بالاعتراف ان ارمينيا تحتل اقليم قره باخ ووجوب معاملتها كدولة محتلة. وأضاف: "علينا الا ننسى ان تركيا هي الدولة الوحيدة التي تعترف ان ارمينيا محتلة وتقف الى جانبنا". ويدور الحديث الآن على وساطة سرية يقوم بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك بين علييف وكوتشاريان لانهاء النزاع على الاقليم. وفيما سيلتقي شيراك كوتشاريان اليوم في باريس، سيقوم علييف بزيارة رسمية لأنقرة هذا الشهر، ومن المتوقع ان يبحث مع حلفائه المسؤولين الأتراك في آخر تطورات الموضوع وما بحث فيه مع كوتشاريان، لما تتمتع به انقرة من سلطة في اذربيجان. وكشفت اوساط سياسية ان انقرة احبطت محاولتي انقلاب على علييف، وأعدت واحدة اخرى تراجعت عنها في آخر لحظة. وكان وزير الخارجية التركي اسماعيل جم عرض ان تؤدي تركيا دور الحكم بين اذربيجان وأرمينيا، الأمر الذي لقي ترحيباً من الجانب الأرميني بشرط اعتراف انقرة بأرمينيا وقبولها تبادل التمثيل الديبلوماسي بينهما ورفع الحصار الاقتصادي الذي تفرضه عليها. لكن عرض جم قوبل باستهجان شديد لدى الأوساط السياسية التركية التي اعتبرت ان "من شأنه ان يدفع انقرة الى الاعتراف بأرمينيا، وقد يفسر هزيمة تركية أمام حملات اللوبي الأرمني في أوروبا لدفع دولها الى الاعتراف بوقوع مذابح ضد الأرمن في تركيا بداية القرن الماضي".