تشارك دبي باعتبارها منتجعاً سياحياً منطقة ميامي في فلوريدا في عدد من الخصائص المتشابهة. فطقسها في الشتاء رائع، وفيهما سواحل ترابية جميلة، وفنادق فخمة، وناطحات سحاب ذات الواجهات الزجاجية. غير ان ثمة شيئاً في ميامي لا مثيل له في دبي: انه العنف الذي يسود شوارعها، ويطاول الاجانب الذين يتعرضون للنهب، وتناقلت وكالات الانباء اخيراً عدداً من جرائم القتل التي راح ضحيتها عدد من السياح في ميامي. وفي المقابل فان استئجار سيارة وقيادتها في دبي تجربة آمنة للغاية. ويمكن الزائرات ان يتجولن في المدينة ليل نهار من دون قلق او خوف. وعلى الرغم من انه لم تبن بعد حديقة على غرار ديزني لاند، الا ان جمال الصحراء وهدوءها لا يقاومان. بهذه الامكانات تقدم المدينة نفسها كمنتجع للاشخاص الباحثين عن شتاء دافىء، وسواحل تصلح للسباحة، وملاعب للغولف، ولقاء سريع بثقافة عريقة. انها ليست المكان الذي يقصده الباحثون عن المتعة السريعة والصخب الشديد على الرغم من وجود قاعات الموسيقى الراقصة. قبل نحو ثلاثين عاماً لم تكن دبي سوى قرية صغيرة يعمرها التجار وصيادو الاسماك. وفي عام 1966 اكتشف وجود النفط في اراضيها، وعكف آل مكتوم الذين يحكمون الامارة على استثمار ثروتها الحديثة في بناء المرافق الاساسية ومشاريع التنمية التي ستبقى حتى بعد نضوب منابع النفط. وخصص جزء من ذلك الاستثمار لتنمية الامكانات السياحية لدبي. واستطاعت شركة الامارات للطيران التي انشأتها دبي قبل ثماني سنوات فقط ان تحصل على اكثر من 40 جائزة دولية لتقديمها خدمات على ارفع مستوى دولي للمسافرين على متن رحلاتها. بل واحتلت دبي بجدارة صفحات عدة على الدليل السياحي العالمي الذي تصدره شركة كوني، وهي دلالة اكيدة على ان دبي احتلت مكاناً في خريطة السياحة الدولية. وقد افرد لها دليل كوني قسماً خاصاً بها وحدها، كما ان بمستطاع السياح ان يختاروا برنامجاً للعطلات هناك يشمل زيارة جزر المالديف او جزيرة سيشيل التي لا تبعد كثيراً عن دبي. بيد ان دبي تعتبر نفسها مكاناً خاصاً بين منتجعات الشمس والتراب التي تتضمنها اصدارات الشركات السياحية. ويشدد خالد بن سليمان الرئيس التنفيذي لمجلس تشجيع التجارة والسياحة على اهمية دبي باعتبارها منطقة تقام فيها المعارض الكبيرة في المنطقة في مركز التجارة العالمي في دبي، ويقام في مطارها الدولي اكبر معرض سنوي للطيران في الشرق الاوسط يتوقع ان يزوره هذا العام 20 الف زائر في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وبما ان دبي تدرك ان عدداً من المدن الاخرى يتوق لاستضافه هذا النوع من المعارض فقد حرصت على تطوير المرافق التي يتطلبها نشاط بهذه الخصوصية حتى يمكن استقطاب اكبر عدد ممكن من الزائرين الذين ينفقون بلا قيود. ويعني ذلك وجود شبكة رحلات جوية جيدة، وفنادق مريحة، وصالات رحبة لاقامة المعارض. وفي هذا الاطار افتتحت صالة رابعة للعرض ضمن مركز التجارة العالمي في دبي في ايلول سبتمبر الماضي. كل تلك المرافق الى حانب المرافق الرياضية الممتازة المقامة هناك تجعل من دبي مكاناً يستقطب المسافرين والسياح. ويوجد فيها اصلاً ملعبان للغولف على حسب المعايير الرياضية الدولية ويجري حالياً تشييد ملعب ثالث للغولف ضمن مضمار سباق الخيل، وسيكون هذا الملعب الذي من المقرر افتتاحه العام المقبل احد اكبر ملاعب الغولف المضاءة في العالم. ويوجد في مدينة دبي نادي الامارات للغولف الذي صممه اشهر مصممي حقول الغولف كارل ليتين، ويجتذب النادي كبار لاعبي الغولف في العالم الذين يشاركون سنوياً في البطولة الصحراوية للغولف الكلاسيكي. وقد برز منافس لهذا النادي، اذ افتتح ناد آخر في كانون الثاني يناير الماضي صممه ليتين نفسه، وهو مشيد على طراز معماري يحكي القوارب العربية الشهيرة. وقد بنى النادي الجديد قرب نادي الغولف القديم، والحق به ناد لليخوت. كما ان هناك ظروفاً منافسة لصيد الاسماك والغطس على الساحل الشرقي للامارات. وتتوفر تسهيلات الغولف والزوارق للسياح الذين سيقضون فترة قصيرة في البلاد. وعادة يكون هذا النوع من السياح ممن هم على استعداد للانفاق. وهم عادة الفئة التي تتطلع كل منتجعات العالم الى استقطابها.