يشكل المغني الاميركي مايكل جاكسون 33 عاماً ظاهرة فنية لم يعرفها العالم منذ رحيل إلفيس بريسلي وانفراط عقد فرقة البيتلز. وعلى الرغم من انتشار محبي اغانيه، وهم كثر في الغرب، فإن اسراراً كثيرة تحيط بشخصيته، وهذا ما اثار اخيراً اهتمام اهل الصحافة والنقاد حيث وجد بعضهم انه مهووس لا يستحم الا بالمياه المعدنية الفرنسية "بيرييه" ويأكل الزهور، ويشعر بالتعاسة والوحدة، كما رأى بعضهم الاخر انه فضل اختيار رفقة الحيوانات والابتعاد عن عائلته، بالاضافة الى اشياء غريبة اخرى. "الوسط" تحاول من خلال التحقيق الآتي القاء الاضواء على مايكل جاكسون الانسان والفنان والظاهرة. مهما اختلفت الآراء حيال شخصية مايكل جاكسون ونوع الاغاني التي يؤديها، يمكن الجزم بأنه احد انجح المغنين الاستعراضيين على الاطلاق، وابرز مغن عالمي خلال العقد الماضي. سماه الرئيس الاميركي جورج بوش "فنان السنين العشر" اثناء احتفال رسمي اقيم في البيت الابيض في نهاية الثمانينات تقديراً لنجاحه الهائل في الولاياتالمتحدة وخارجها، وفاز بجائزة "الفنان ذو الاعمال الاكثر رواجاً في السنين العشر" في الفترة نفسها. كذلك اطلقت عليه مجلة "فانيتي فير" الاميركية لقب "الاكثر شعبية في تاريخ الفنون الاستعراضية". لكن نجاح مغني "البوب" الاغاني الشعبية هذا لم يقتصر على حصد الجوائز والالقاب بل أدى الى اكتسابه مئات الملايين من الدولارات اضافة الى اعجاب جماهير المعجبين والمعجبات بصوته واسلوب ادائه المميزين. لكن موهبة مايكل جاكسون الموسيقية واستعراضاته الراقصة لا تفسر وحدها شعبيته المذهلة. فما هي الاسباب التي ساعدت هذا المغني الشاب على التربع على عرش الموسيقى والطرب خلال السنين العشر الماضية؟ صوت وصورة تميز مايكل جاكسون منذ صغره عن باقي اخوته واخواته في فرقة "الخمسة جاكسون" بصوته الجميل الذي ساعده على الوصول الى النجاح الكبير الذي حققه بعد انفصاله عن الفرقة. لكن من دون شك، كانت الصورة التي قدمها مايكل الى معجبيه محبي موسيقى البوب سبباً من اسباب نجاحه المذهل. اذ أدخل انماطاً جديدة ومميزة الى عالم الاستعراض الغنائي جمع فيها بين موسيقى البوب والجاز، وخطوات الرقص الصعبة، والزي الغريب اللافت، اضافة الى المؤثرات الصوتية والمرئية، وكان مايكل يختار تسريحة شعره وقطع الاكسسوار التي يتزين بها بعناية وتأنٍ حتى صار القفاز الابيض الذي يغطي يده اليمنى في معظم حفلاته اضافة الى الحزام المعدني الذي يطوق خصره النحيل من علاماته الفارقة. الى ذلك، ساعدت خبرة مايكل جاكسون الطويلة في عالم الغناء على اتقانه فن جذب الجماهير. اذ بدأ يغني وهو في السادسة من عمره، ولا بد انه تعلم أصول شد انتباه المعجبين والمعجبات خلال ربع قرن من الاداء الغنائي والوقوف أمام الناس. لكن تعلق معجبي مايكل به يتخطى براعته الفنية، وهم يفسرون حبهم لفنه على انه نابع من اعجابهم بالافكار والقيم التي يؤمن بها. اذ يتحدث مغنيهم المفضل باستمرار عن براءة الاطفال وحبه لهم، وتعلقه بالطبيعة، وخوفه على البيئة من أذى الانسان. ولذلك يشعر عشاق مايكل جاكسون انه بريء كالاطفال "وانسان مثالي يحب أعمال الخير"، وزاد من اقتناعهم بذلك انشاؤه مؤسسة عالمية لرعاية الطفل وحماية البيئة مطلع هذا العام. وكان مايكل كتب مع المغني الاميركي ليونيل ريتشي عام 1985 كلمات أغنية "نحن العالم" التي دعت الناس الى المساهمة في مكافحة الجفاف والجوع في افريقيا السوداء، وأداها مع اكثر من اربعين مطرباً ومطربة. وحققت هذه الاغنية ارقام مبيع قياسية ومولت حملة انقاذ افريقيا التي اطلقها المطرب الايرلندي بوب غيلدوف. الى ذلك اشتهر عنه تبرعه بعائدات بعض جولاته الغنائية الى جمعيات خيرية عدة. وساهمت صورة جاكسون "البريئة المحبة للخير" في اضفاء هالة خاصة عليه حولت تعلق بعض معجبيه به الى نوع من الهوس. ووصل الامر بإحدى المعجبات به، المراهقة البريطانية أماندا وولي، الى كتابة نصف مليون كلمة "أرجوك" خلال الاشهر الستة الماضية في رسائل تطلب فيها من جاكسون لقاءها وجهاً لوجه. وقام معجب بريطاني آخر يدعى اريك هيرميني 28 عاماً بالوقوف على حافة شرفة في الطابق السادس من مبنى مواجه لفندق "دورشستر" في لندن الذي نزل فيه مايكل اثناء جولته في بريطانيا، وهدد بإلقاء نفسه اذا لم يتمكن من رؤية مطربه المفضل. لكن خبراء الدعاية يؤكدون ان نجاح مايكل جاكسون يعتمد الى حد كبير على الغرابة والسرية التي تحيط بحياته. وهم يؤكدون ان الاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام عن عاداته وتصرفاته وهواياته غير المألوفة تزيد من شهرته وتعلق المعجبين والمعجبات به. ويدعم رأيهم هذا اطلاق معجبي مايكل عليه لقب "جاكو الغريب" Whacko Jacko. غرابة ووسوسة ليس من المستغرب ان تلقب الصحف الاجنبية مايكل جاكسون بالفنان "الغريب الاطوار" خصوصاً انه يعتبر المخلوق الفضائي "آي.تي" بطل فيلم المخرج ستيفن سبيلبرغ شخصيته المفضلة "لأنه يذكرني بنفسي". وكان جاكسون زار الاستديوهات التي صور فيها هذا الفيلم وعانق "آي.تي" وقبّله. ويقال انه يشاهد فيلم "آي تي" مرة واحدة على الاقل كل يوم ويبكي تأثراً في معظم الاحيان. كذلك اشتهر عن جاكسون تعلقه "بالرجل الفيل" وعرضه مبلغ مليون دولار اميركي للحصول على رفاته. والرجل الفيل لقب اطلق على شخص بريطاني طيب القلب يدعى جون ميديك مصاب بتشوه خلقي كبير في وجهه مما نفر الناس منه، وكانت حالته ظاهرة طبية في ذلك الحين، مما أدى الى حفظ رفاته بعد موته في اواخر القرن التاسع عشر في احد المعاهد الطبية البريطانية. ويفضل مايكل جاكسون رفقة الحيوانات على غيرها في اوقات فراغه، ولديه حديقة حيوان خاصة به تضم قرده المفضل "بابلز" وثعبان البوا "ماسلز" وحيوان اللاما الذي سمّاه "لوي"، وأسداً، وزرافة، وحصاناً عربياً، اضافة الى عدد من الغزلان والببغاوات. وهو يهوى مشاهدة افلام الصور المتحركة ويعشق عالم "والت ديزني" الى درجة انه اقتنى سيارة تشبه تماماً تلك التي يتنقل بها الضفدع "السيد تود"، احدى الشخصيات الخيالية في مدينة ديزني الاميركية. وتزين صورة "بيتر بان"، الفتى الطائر بطل احد افلام والت ديزني، غرفة نوم جاكسون الى جانب صور العالم الفيزيائي الشهير البرت أينشتين، والممثل الاستعراضي فريد استير، ووالت ديزني نفسه. ومن هوايات هذا الفنان الغريبة ايضا حبه للتنقل في عربات "الغولف" التي تحمل العصي والطابات المستعملة في هذه الرياضة. وكان جهز الفندق الذي نزل فيه اثناء احدى جولاته بعدد من هذه العربات التي كان يتسابق مع مرافقيه بها في أروقة الفندق! ومن المعروف عن هذا الفنان الشاب 33 عاما اصابته بهاجس الوسوسة. فهو يستحم بالمياه المعدنية الغازية مثل مياه بيرييه وغير الغازية مثل مياه ايفيان بعد تسخينها تفادياً لاصابته بالجراثيم من جراء استعمال المياه العادية! ويؤكد مدير اعمال جاكسون السابق فرانك ديليو ان مايكل ينام تحت خيمة من الاوكسجين ليلاً للحفاظ على صحته. وتستعمل هذه الخيم التي تحتوي غاز الاوكسجين الصافي المضغوط بشكل يزيد عن الضغط الجوي العادي في علاج المصابين بحروق عميقة عادة لأنها تساعد على اشباع الجسم بالاوكسجين الذي يسرع عملية الشفاء وتجدد الخلايا. وعلى رغم خطورة هذه الخيم التي تشتعل تلقائيا لدى انطلاق اي شرارة كهربائية حولها وضرورة استعمالها تحت اشراف اختصاصيين في المستشفيات فقط، فإن جاكسون اصر على شراء واستعمال واحدة منها. وبلغت كلفة خيمة الاوكسجين هذه 65 ألف دولار اميركي، ولكن مايكل الموسوس مقتنع بفائدتها ويقول انه يشعر كأنه "انسان جديد" بعد استعمالها. إضافة الى ذلك، يتبع جاكسون نظاماً غذائياً نباتياً صارماً. اذ يقتصر طعامه على الفاكهة والخضار المطبوخة بواسطة البخار والنقولات مثل الجوز واللوز والازهار التي يختارها بعناية. ويقال انه زار حدائق كيو الملكية اثناء احدى زياراته لبريطانيا للاطلاع على انواع جديدة من الزهور يستطيع اضافتها الى اطباق السلطة المفضلة لديه. وهو لا يشرب سوى عصير الفاكهة الصافي والمياه المعدنية الطبيعية، ويتناول نحو خمسين حبة فيتامين يومياً. وعلى رغم قيام مايكل بحملات دعائية لصالح شركة "بيبسي كولا"، لكنه يمتنع بتاتاً عن شرب المرطبات الغازية. ويصوم يوماً في الاسبوع "لتنظيف الجسد" من السموم. ويبرر جاكسون وسوسته هذه برغبته في العيش فترة طويلة. ويقول في هذا الصدد: "أريد ان اعيش كي أرى العالم ينعم بالسلام. أود رؤية عالم من دون جوع ولا يعاني فيه الاطفال او الكبار، انا أريد المساعدة على تحقيق هذا الهدف لأني أظن انني استطيع تغيير العالم اذا حافظت على صحتي العقلية والجسدية. وكلما عشت أطول استطعت فعل اشياء اكثر". ومهما كان سبب وسوسة جاكسون وتصرفاته الغريبة واعتبار البعض لها عاملاً من عوامل نجاحه، لكنها تعكس ايضا عدم استقراره النفسي. وعلى رغم النجاح الضخم الذي حققه هذا الفنان الموهوب، فإن الشهرة والمال لم يوفرا له السعادة. ولعل اكبر دليل على عدم رضا مايكل جاكسون عن نفسه قيامه بتغيير معالمه مراراً حتى صار شكله ولونه المتبدلان باستمرار مدعاة للتندر وسبباً للمشاكل التي تواجهه الآن. "تبييض" البشرة يقول الناقد الموسيقي والكاتب البريطاني المعروف تشارلز مري ان مايكل جاكسون يعاني من "أزمة هوية تفوق في حدتها كل الازمات التي عاناها اشخاص بارزون في عالم موسيقى البوب". ويبدو ان مري محق في كلامه الى حد كبير. فالمتابع لانطلاقة جاكسون ومشواره الفني يكاد لا يصدق التغيير الذي لحق بشخصية هذا الفنان ومظهره الخارجي. اذ تحول من فتى مرح ممتلئ الجسم اسود البشرة مجعد الشعر الى شاب منعزل نحيف القامة شاحب اللون حاد الملامح يشبه، بشعره المالس وحاجبيه المزججين، النساء اكثر من الرجال. وعلى رغم ان مايكل يقول في احدى اغنياته: "لا يهم اذا كان المرء اسود او ابيض"، لكنه فعل عكس ذلك تماماً بعدما غير لون بشرته تدريجياً من الاسود الى الابيض بواسطة استعمال مراهم جلدية تحتوي مادة "هيدروكوينون". وهذه المادة تستعمل عادة في التبييض خصوصاً خلال عمليات تحميض افلام التصوير. وغالباً ما تؤدي الى ايذاء البشرة اذا استعملت لفترة طويلة. واذا عُرّض الجلد اثناء ذلك لاشعة الشمس. كذلك خضع جاكسون لعمليات جراحية تجميلية عدة غيرت شكل انفه ووجهه وأضافت "غمازة" في ذقنه تشبه تلك التي تميز ذقن الممثل مايكل دوغلاس. ويعزو علماء النفس هذا التغيير الذي طرأ على شخصية وشكل مايكل جاكسون الى عدم رضاه عن نفسه الناتج عن سعيه المستمر الى "الاحسن والافضل" بسبب اصابته باضطراب غذائي ذي منشأ نفساني يدعى "انوركسيا نرفوزا". اذ يشعر المصابون بهذا المرض بخوف مستمر من الفشل وخيبة أمل دائمة وقلق دائم من عدم توصلهم الى النجاح الذي يريدونه لانفسهم. ولذلك يحاولون السيطرة على هذه المشاعر بواسطة التحكم بشهيتهم والنزوع الى تغيير كل ما لا يعجبهم في شكلهم الى الافضل. ومن الواضح ان جاكسون مصاب بهاجس "التفوق" والسعي الى الاحسن الى درجة تزعج الناس المقربين اليه. اذ ضايق مدير اعماله والعاملين معه عندما اطلق اسطوانة "باد" مقدراً مسبقاً انها ستبيع مئة مليون نسخة، وبكى لأنها لم تبع سوى ثلاثين مليون نسخة فقط! والقارئ لكتابه الاخير "رقص الحلم" يفهم طبيعة نظرته الى نفسه وكأنه مخلّص للعالم. اذ يقول فيه: "أردت تغيير العالم، ونهضت من سريري ذات صباح ونظرت الى المرآة، قال لي انعكاسي: لا يوجد الكثير من الوقت... الاطفال جائعون، الامم مقسمة بسبب الكراهية وعدم الثقة، الماء والهواء ملوثان... إفعل شيئاً ما!". وتفسر اصابة جاكسون بمرض "انوركسيا نرفوزا" ايضا تعلقه غير العادي بعالم الاطفال، لأن المصابين بهذا الاضطراب الغذائي يعيشون في عالم خيالي يرتكز على طفولتهم. اذ يظهر جاكسون اكثر الاحيان برفقة الاطفال ويتصرف مثلهم، وغالباً ما يمضي وقته في التسوق في محال الالعاب مثل "هامليز" في لندن. ويقال انه بنى لنفسه مركز لهو وتسلية فخماً في منزله يضم غرفة تدريب رياضية وغرفة تملأها ألعاب الفيديو، واستشار بعض التقنيين من مدينة ديزني لتجهيز غرفة تحتوي قراصنة متحركين من الدمى يصرخون ويطلقون النار بعضهم على البعض الآخر مثل اولئك الموجودين في قسم قراصنة البحر الكاريبي في مدينة ديزني الاميركية. ويبدو ان مايكل الذي امضى طفولته محاولا اللحاق بعالم الكبار الذي اعطاه المال والشهرة يحاول الآن عيش طفولته من جديد. وربما يفسر ذلك تعلقه بشخصيات مشهورة من ايام الخمسينات. فهو معجب بالمغنية الممثلة الشقراء دوريس داي وبأبطال المسلسل التلفزيوني "الحمقى الثلاثة" الذي اشتهر في الخمسينات، ويعتبره مايكل برنامجه التلفزيوني المفضل. ولعل هوس جاكسون بطفولته هو السبب الذي دفع المخرج الاميركي المشهور ستيفن سبيلبرغ الى وصفه بأنه "آخر الابرياء". ترى ما هو سبب اصابة مايكل بمر ض "انوركسيا نرفوزا"؟ هل نتج ذلك عن علاقته السيئة مع والده جو الذي لم يعامل والدته كاثرين جيداً؟ وهل جاء مرضه هذا نتيجة لعدم استطاعته التعاطي بشكل مناسب مع المال والنجاح؟. لا احد يعرف تماماً الجواب على هذه الاسئلة، ولكن من المؤكد ان علاقة مايكل السيئة مع عائلته وتصرفاته الغريبة هي جزء من ضريبة الشهرة التي يدفعها في كل يوم من أيام حياته المنعزلة. وعلى رغم شعبيته المذهلة، فهو يخشى الجماهير ويفضل رفقة نفسه. وهو يقول انه يشعر احياناً وكأنه "اكثر الاشخاص وحدة في العالم" على رغم انه يعد صوفيا لورين وكاثرين هيبورن وجين فوندا وليزا مينيللي ومارلون براندو وستيفن سبيلبرغ من بين اصدقائه. وتخلو حياة مايكل من العلاقات مع الجنس الاخر على رغم ان اشاعات ربطته مع الممثلة اليزابيث تايلور. وليز تايلور هي احدى اعز اصدقاء جاكسون ولها غرفتها الخاصة في منزله كي تزوره عندما تشاء. لكن مايكل يمضي معظم اوقاته وحيداً ويتجنب رفقة الآخرين حتى افراد عائلته الذين يشعر انهم يغارون منه بسبب نجاحه. وتقول المغنية الزامبية روزالا 26 عاما التي رافقت جاكسون اثناء رحلته الاوروبية الاخيرة، ان "مايكل وقح وغير اجتماعي، وهو لم يحاول التكلم معي طوال الرحلة، وامضى وقته في غرفته مع مرافقيه الستة الذين يشبهون رجال مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي "اف.بي.اي". وهو يتصرف مثل الاطفال على رغم انه بلغ الثالثة والثلاثين من عمره". ولعل احد اسباب خوف مايكل من الناس هو محاولته تجنب اقاويل الصحافة التي تسبب تعاسته. ولذلك فهو يهرب باستمرار من الآخرين خصوصاً بعد ان وصفته بعض الصحف البريطانية ب "الشبح ذي الوجه المغطى بالندوب" وزعمت انه مشوه الوجه نتيجة العمليات الجراحية التجميلية المتكررة التي اجراها عليه. لكن تصرفات مايكل جاكسون الغريبة التي كانت ربما سبب نجاحه في البداية بدأت تؤثر بشكل سلبي على شعبيته اخيراً. اذ بدأ بعض المعجبين والمعجبات به ينفضّون من حوله، خصوصاً من السود الافارقة الاميركيين، بسبب تغييره لون وجهه، الامر الذي اعتبروه نوعاً من نكرانه لاصله الاسود. وزاد الطين بلة تغطية مايكل جاكسون لانفه بمحرمة قرفاً عند وصوله الى مطار ابيدجان اثناء رحلته الافريقية وتجاهله لوزير الخارجية الذي كان في استقباله على المطار. كذلك سبب خيبة أمل الجماهير التي كانت في انتظاره في تانزانيا عندما هرع الى سيارته خوفاً من اصابته بمرض سار. اضافة الى ذلك، تعرض مايكل الى نقد لاذاع اثناء رحلته الاوروبية الاخيرة خصوصاً عندما أجّل حفلته الغنائية في لندن بسبب اصابته بفيروس أدى الى مرضه. ترى هل صار معجبو مايكل جاكسون يملون من تصرفاته ويتضايقون من نكرانه لهويته؟ هل بدأ نجم هذا الفنان اللامع يخبو بعد بريق طويل؟ الايام المقبلة وحدها ستتكلم عن هذا الفنان الظاهرة الذي أطرب الملايين وشغلهم بقصصه الغريبة.