لوس أنجليس - رويترز، يو بي أي، أ ف ب - بعد يوم واحد من وفاة مايكل جاكسون المفاجئة تتحول الانظار إلى معرفة اسباب وفاة «ملك البوب» قبل اسابيع قليلة من سلسلة من الحفلات التي طال انتظارها. وتوفي جاكسون أول من أمس في وقت متأخر، هو الطفل النجم الذي تحول إلى ملك البوب، ولكن عبقريته الموسيقية شابها نمط حياة غريب وفضائح جنسية. وأعلن فريد كورال من مكتب الطب الشرعي في لوس انجيليس وفاة جاكسون الذي احتفل منذ شهور بعيد ميلاده الخمسين، الخميس في الساعة 21:26 بتوقيت غرينتش، بعدما وصل إلى مستشفى في لوس انجيليس في حالة توقف كامل للقلب. وقال إن سبب الوفاة غير معروف. وفي اللحظات التي كتب فيها هذا الخبر ظهر أمس، أعلن أنه قد تشرّح جثة جاكسون. وحذرت السلطات من ان عملية تحديد اسباب الوفاة قد تستغرق اسابيع، إذ من المقرر ان تنتظر عودة اختبارات السموم. وستحدد هذه الاختبارات ما إذا كان جاكسون قد تناول اي مخدرات او كحوليات او ادوية. وحتى وقت مبكر من يوم أمس، لم تتوافر معلومات كافية حول الملابسات التي اكتنفت وفاته، ولكنه لدى وصوله إلى مركز «يو سي ال ايه» الطبي كان فاقداً الوعي وغير قادر على التنفس ولم يتسن للأطباء إسعافه. وفي وقت متأخر من مساء الخميس، نقل الجثمان على متن طائرة هليكوبتر من المستشفى إلى مكتب الطب الشرعي. وقال برايان اوكسمان المحامي المتحدث باسم عائلة جاكسون لشبكة «سي أن أن» الإخبارية، ان الاسرة كانت تخشى من وفاة جاكسون وحاولت رعايته لشهور من دون جدوى. طارق بن عمار: جاكسون لم يتعاط المخدرات ووصف مدير اعمال مايكل جاكسون السابق وصديقه طارق بن عمار أمس، اطباء المغني الراحل بأنهم «مشعوذون» و «مجرمون» استغلوا معاناة النجم العالمي من «الوسواس» وتناوله الكثير من العقاقير، وذلك في حديث مع اذاعة «اوروب 1» الفرنسية. وصرح المنتج السينمائي ورجل الاعمال بن عمار: «من الواضح ان المجرمين في هذه القضية هم الاطباء الذين عالجوه طوال حياته المهنية وشوهوا وجهه وأعطوه المسكنات». وأضاف المنتج الذي كان مدير اعمال جاكسون في جولة عالمية في أواخر التسعينات من القرن الماضي ان جاكسون «كان يتعذّر عليه النوم فتناول الاقراص المنومة. وكان يعاني من الوسواس، ولم نكن نعرف إن كان مريضاً، لأنه احيط بأطباء مشعوذين اعتاشوا على حالته وكلفوه آلاف الدولارات مقابل ادوية وفيتامينات». وأضاف ان جاكسون توفي «بأزمة قلبية لأنه كان يتناول مختلف انواع الادوية»، مؤكداً انه لم يره اطلاقاً «يتعاطى المخدرات». واختتم بالقول ان جاكسون كان «سيىء التغذية، لم تكن حياته صحية كثيراً، ولم يستطع ممارسة الرياضة. كل هذا كان ليؤول بأي انسان الى المصير نفسه». «ليحترموا حياتنا العائلية الخاصة» وقال جيرمين شقيق جاكسون في مؤتمر صحافي شابته اجواء الحزن والتأثر بعد ساعات على وفاة مايكل، ان شقيقه اصيب بوعكة صحية في المنزل وحاول طبيبه الخاص إسعافه من دون جدوى. وقال ان مسعفين نقلوه إلى المستشفى حيث حاول الاطباء إسعافه لأكثر من ساعة قبل اعلان وفاته. وأضاف ان «ملك البوب» تعرض «لأزمة قلبية»، لكن السبب الرسمي للوفاة لن يعرف قبل إجراء تشريح للجثة. وأوضح: «لدى وصوله الى المستشفى في حوالى الساعة 13:14 (20.14 ت غ)، حاول فريق من الاطباء وآخرون مختصون بالقلب إنعاشه، طوال اكثر من ساعة. ولم يفلحوا». وذكر جرمين جاكسون ان «عائلتنا تطلب من وسائل الاعلام احترام حياتنا الخاصة خلال هذه الفترة الصعبة». وخلص شقيق المغني وهو مسلم الى القول: «فليكن الله معك دائماً يا مايكل». وترك ملك البوب صاحب اعمال «المغامرة» و «بيلي جين» جبلاً من الديون وسلسلة من الحفلات كان من المقرر ان يقوم بها في تموز (يوليو) في لندن. وكان يأمل الكثيرون ان تجمع هذه الحفلات الملايين وتنهي مشكلاته المالية. نال جائزة «غرامي» 13 مرّة نعت حشود الجماهير التي قلدت حركات جاكسون الراقصة المبتكرة في كل انحاء العالم وفاة النجم الكبير. وتجمع الناس في عدد من الولايات الأميركية للتعبير عن حزنهم وصدمتهم بوفاة ملك البوب الذي اتسعت شعبيته لتشمل كل أنحاء العالم، كما تجمع عدد كبير من المعجبين حول مكتب الطبيب الشرعي حيث توجد جثة المغني بانتظار تقرير الوفاة الرسمي. ويعتقد ان اعمال جاكسون حققت مبيعات طوال حياته بلغت حوالى 750 مليون دولار اميركي، وحصوله على جائزة غرامي 13 مرة وأعماله الموسيقية المصورة العابرة للحدود، جعلته أحد أكثر الفنانين إمتاعاً ونجاحاً على مرّ العصور. وعاش جاكسون حياة منعزلة بعد تبرئته عام 2005 من اتهامات التحرش الجنسي بالاطفال، وهي المرة الثانية التي يواجه فيها مزاعم غير مؤكدة بالتحرش الجنسي بأطفال صغار. النجوم يبكون مُلهِمهم عبر نجوم الموسيقى عن حزنهم الشديد لوفاة ملك البوب الأميركي. ونقل موقع «بيبول» الأميركي عن نجمة البوب مادونا قولها: «لا أستطيع التوقف عن البكاء، فلطالما كنت معجبة بمايكل. لقد خسر العالم الآن واحداً من عظمائه، لكن موسيقاه ستعيش إلى الأبد. أعبر عن تعاطفي مع أولاده الثلاثة وبقية أفراد عائلته». وقالت ليزا ماري بريسلي ابنة أسطورة الروك إند رول إلفيس بريسلي، التي تزوجت جاكسون لفترة قصيرة في منتصف تسعينات القرن الماضي: «أنا حزينة جداً ومرتبكة، وقلبي منفطر على أطفاله الذين كانوا كل شيء بالنسبة اليه والى عائلته... هذه خسارة هائلة على مختلف الصعد وأعجز عن التعبير أكثر من ذلك». وأصيبت الممثلة البريطانية المخضرمة اليزابيث تايلور، التي بقيت من أقرب أصدقاء جاكسون بحالة ذهول كبيرة عند سماع خبر وفاته، ما منعها من إصدار بيان. وقال المتحدث الإعلامي باسمها كوينسي جونز الذي أنتج الكثير من أغاني ملك البوب: «أنا مذهول جداً لسماع هذه الأخبار المأسوية وغير المتوقعة، ولا أجد الكلمات لأعبر عن غياب مايكل من بيننا في هذه السن المبكرة». واتصلت المغنية شير ببرنامج «لاري كينغ لايف» على شبكة «سي أن أن» وسردت بعض ذكرياتها مع جاكسون، وقالت: «عندما أفكر به، أفكر بهذا الصبي الصغير، هذا المراهق الذي التقيت... كان رائعاً ومتفائلاً ومميزاً». وقال المغني آشر: «لن أكون المغني والموسيقي نفسه من دون تأثير مايكل، فقد حطم الحدود وغيّر الكثير، وموسيقاه مكنت أشخاصاً مثل أوبرا وينفري وباراك اوباما من التأثير في العالم... لا مثيل لإرث مايكل جاكسون الذي لن ننساه أبداً». واستخدمت الممثلة المخضرمة جين فوندا موقع «تويتر» الإلكتروني لتقول: «أنا مصدومة، فقد توفي صديقي مايكل جاكسون». وقالت نجمة البوب بريتني سبيرز: «كنت متحمسة لمشاهدة عروضه في لندن، وكنا ذاهبين إلى أوروبا في الوقت نفسه، كنت ذاهبة لأراه، فقد كان ملهماً لحياتي بكاملها وأشعر بألم شديد لرحيله». أطفاله في عهدة والدته كشف براين أوكسمان محامي عائلة جاكسون منذ فترة طويلة، أن أطفال ملك البوب الثلاثة سيكونون على الأرجح في عهدة والدته كاثرين. وأفاد أوكسمان لموقع «رادار أونلاين» الأميركي، ان الأطفال الثلاثة: جوزف جاكسون جونيور (12 سنة) وباريس مايكل كاثرين جاكسون (11 سنة) وبرينس «بلانكت» مايكل جاكسون (7 سنوات)، كانوا في المنزل عندما نقل والدهم إلى المستشفى في سيارة إسعاف. وأضاف أوكسمان: «الأرجح أن تهتم السيدة جاكسون بالأطفال، فهي تحبّهم كثيراً». وأكد أن الأطفال ليسوا في المركز الطبي الذي نقل إليه جاكسون وتأكدت وفاته فيه، لكنه قال إنهم في لوس أنجيليس مع مربية تهتم بهم. وتحدث عن الوضع في المستشفى الذي تحتشد فيه عائلة جاكسون، قائلاً ان «الجميع يبكون والوضع حزين للغاية». أما صحيفة «صن» البريطانية، فنشرت ان فرانك ديليو مدير أعمال جاكسون حزين جداً على خسارة صديقه، لكنه أصرّ على أن أولاده يتعاملون في شكل جيّد مع الموضوع. وقال ديليو ان «الوضع حزين جداً للجميع والأطفال غاضبون كثيراً ولكنهم بخير». من ناحيته تعهّد المغني مارك لستر برعاية الأطفال الثلاثة، وقال انهم «أطفال رائعون وسأقوم بكل ما يتوجّب من أجلهم ساعة أرادوا شيئاً، ومايكل كان رائعاً وأباً جيداً جداً».