برعاية نائب أمير منطقة مكة المكرمة.. انطلاق مؤتمر طب العيون 2024    فان نيستلروي فخور بمسيرته كمدرب مؤقت مع يونايتد ويتمنى الاستمرار    النصر يتغلّب على الرياض بهدف في دوري روشن للمحترفين    القبض على شخص بمنطقة الجوف لترويجه مادة الحشيش المخدر    المملكة تختتم مشاركتها في المنتدى الحضري العالمي wuf12 بالقاهرة    الهلال: الأشعة أوضحت تعرض سالم الدوسري لإصابة في مفصل القدم    المملكة تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي في الاجتماع الوزاري لدول مجموعة العشرين بالبرازيل    مدرب الأخضر يضم محمد القحطاني ويستبعد سالم الدوسري وعبدالإله المالكي    حائل: القبض على شخص لترويجه أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    ممثل رئيس إندونيسيا يصل الرياض    إطلاق النسخة التجريبية من "سارة" المرشدة الذكية للسياحة السعودية    انطلاق أعمال ملتقى الترجمة الدولي 2024 في الرياض    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب جنوبي تشيلي    جمعية الدعوة في العالية تنفذ برنامج العمرة    ترقية بدر آل سالم إلى المرتبة الثامنة بأمانة جازان    «سدايا» تفتح باب التسجيل في معسكر هندسة البيانات    الأسهم الاسيوية تتراجع مع تحول التركيز إلى التحفيز الصيني    انطلاق «ملتقى القلب» في الرياض.. والصحة: جودة خدمات المرضى عالية    تقرير أممي يفضح إسرائيل: ما يحدث في غزة حرب إبادة    فرع هيئة الهلال الأحمر بعسير في زيارة ل"بر أبها"    خطيب المسجد النبوي: الغيبة ذكُر أخاك بما يَشِينه وتَعِيبه بما فيه    رفع الإيقاف عن 50 مليون متر مربع من أراضي شمال الرياض ومشروع تطوير المربع الجديد    أمانة الطائف تجهز أكثر من 200 حديقة عامة لاستقبال الزوار في الإجازة    بطلة عام 2023 تودّع نهائيات رابطة محترفات التنس.. وقمة مرتقبة تجمع سابالينكا بكوكو جوف    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    خطيب المسجد الحرام: من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام والإحسان إليهم    في أول قرار لترمب.. المرأة الحديدية تقود موظفي البيت الأبيض    دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم    «مهاجمون حُراس»    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    ما سطر في صفحات الكتمان    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    لحظات ماتعة    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    حديقة ثلجية    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الأزرق في حضن نيمار    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركة الاسلامية في الاردن : جزء من الحكم ... ومن المعارضة . الاخوان المسلمون : لا نريد القيام بانقلاب على النظام ونصحنا جبهة الانقاذ في الجزائر بتهدئة الاوضاع
نشر في الحياة يوم 10 - 08 - 1992

- رئيس مجلس النواب : الحكومة ملزمة بالعودة الى البرلمان قبل توقيع اي اتفاق في اطار عملية السلام
التيار الاسلامي في الاردن له وضع خاص. فهو جزء من الحكم، اذ ان احد قىاديي الاخوان المسلمين الدكتور عبداللطيف عربيات يرئس مجلس النواب الاردني، لكنه في الوقت نفسه يتصرف على اساس انه جزء من المعارضة فيرفض عدداً من توجهات الحكم ويعارض الحكومة في امور عدة.
والتيار الاسلامي له وجود بارز في مجلس النواب الاردني اذ ادت الانتخابات النيابية التي جرت في الاردن عام 1989 الى فوز 22 من اعضاء حركة الاخوان المسلمين والى فوز عشرة آخرين من حركات اسلامية مختلفة، وبذلك يبلغ عدد النواب "الاسلاميين" في البرلمان الاردني اليوم 32 نائباً من مجموع 80.
ماذا يريد المنتمون الى التيار الاسلامي في الاردن؟ هل يريدون القيام بانقلاب وتسلم الحكم؟ ما هي حقيقة افكارهم وتوجهاتهم وما طبيعة العلاقة القائمة بينهم وبين السلطة؟ وما علاقة التيار الاسلامي في الاردن بحركات اسلامية اخرى مثل حركة "حماس" في الضفة الغربية وغزة والجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر؟ "الوسط" تجيب عن هذه التساؤلات في تحقيق يتضمن مقابلتين: الاولى مع الشيخ عبدالحكيم عكور عضو مجلس الشورى في قيادة الاخوان المسلمين في الاردن وعضو مجلس النواب، والثانية مع الدكتور عبداللطيف عربيات رئيس مجلس النواب والعضو القيادي في حركة الاخوان المسلمين.
الحديث مع الشيخ عبدالحكيم عكور يبدأ بكشف جوانب تاريخية من حركة الاخوان المسلمين.
يقول الشيخ عكور انه "بعد بضعة اعوام من قيام تنظيم الاخوان المسلمين في مصر، اي في منتصف الثلاثينات، بدأ نشاط الاخوان المسلمين في الاردن عندما قام الشيخان عبدالحكيم عابدين وسعيد رمضان بزيارات متكررة الى عمان لالقاء محاضرات وإقامة ندوات. وفي منتصف الاربعينات نشأ اول تنظيم للاخوان المسلمين في الاردن، لكنه لم يلفت انتباه المسؤولين الا عام 1948 حيث شارك "الاخوان" كتنظيم في حرب 1948 بكتيبة منظمة تحت قيادة مؤسس الحركة في الاردن عبداللطيف ابو قورة الذي استمر في قيادة الحركة الى العام 1952 عندما تسلم قيادة الحركة المراقب العام الحالي السيد محمد عبدالرحمن خليفة.
كانت حرب 1948 علامة فارقة في تاريخ الحركة الاسلامية اذ بسببها قام توفيق ابو الهدى رئيس الوزراء عام 1952 باستدعاء خليفة وأبلغه الموافقة على قيام "جماعة الاخوان المسلمين"، "كجمعية خيرية سياسية اجتماعية تسعى الى تحقيق اهدافها في ضوء الكتاب والسنة ولا تخضع انتخاب هيئاتها الى ما تخضع اليه الجمعيات الخيرية". وما زالت الجماعة تمارس نشاطها ضمن هذا القرار حيث انها لم تشمل بقانون الغاء قانون الاحزاب السياسية عام 1956 لأنها ليست حزباً سياسياً بالمعنى المحدد في القانون. وكان تعاطف ابو الهدى مع الاخوان نابعاً من موقف الملك عبدالله الذي استدعى عبدالحكيم عابدين واستمع اليه عن معاني دعوة الاخوان المسلمين. ويقال ان الملك عبدالله تقلد من عابدين شارة الاخوان المسلمين ووضعها على صدره.
وعندما تسلم الملك حسين السلطة عام 1953 لم يضع عقبات امام الاخوان كان مطلعاً على الكثير من التفاصيل بسبب اهتمام جده بتربيته وتعريفه بالحياة السياسية في الاردن وخارجه. ونتيجة ذلك استمرت الجماعة بنشاطها وفق منطلقاتها التي من ابرزها: محاربة الفساد والوقوف في وجه المنكرات اياً يكن مصدرها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويتابع الشيخ عكور كلامه فيقول: "عمت البلاد في الخمسينات موجة من الفساد الخلقي. وجاء رئيس وزراء هزاع المجالي فشجع عرضاً لفرقة باليه وتم تجميد المياه في المدرج الروماني وسط العاصمة لتسهيل الرقص على الجليد في وقت كانت البلاد تعاني من العطش وشح المياه.
وشكلت الجماعة وفداً برئاسة المراقب العام لمقابلة رئيس الوزراء وإبلاغه احتجاج الاخوان المسلمين على هذه الظاهرة الجديدة على المجتمع الاردني. اشتد الجدل وأسفر عن اعتقال المراقب العام. ولعل هذا التصرف هو بداية الصراع بين الاخوان المسلمين كتنظيم والسلطة. وظهرت خلافات حادة مع حكومة هزاع المجالي التي تعاملت بقسوة مع الاخوان.
هل كان لكم يد في اغتيال هزاع المجالي عام 1956؟
- نحن أبعد الناس عن الاعمال الدامية واللجوء الى العنف ولو كان مع حكم لا يتفق معنا على الاطلاق. احداث حلف بغداد جاءت كظروف مهيئة للصدام، وكذلك صدور صحيفة "الكفاح الاسلامي" عن الجماعة ومعارضتها للاحلاف ولربط الاردن بأي حلف. فتم اغلاق الصحيفة واعتقال قادة الاخوان اكثر من مرة في فترات متعاقبة. كانت حكومة هزاع المجالي هي الاقسى في التعامل معنا ثم تبعتها بدرجة اقل حكومة سليمان النابلسي ثم حكومة سمير الرفاعي.
العلاقات مع الحكومات
وذكر الشيخ عكور ان الوضع مع عدد من الحكومات استمر على هذا الحال الى ان وقعت هزيمة 1967 وظهر الاخوان المسلمون كقوة معارضة للسياسات التي ادت الى الهزيمة سواء كان ذلك في الاردن او خارجه. وبدأ الاخوان ينظمون انفسهم لتحمل اعباء مرحلة ما بعد الهزيمة وطرح رؤيتهم وهي ان قضية تغريب الامة بفكرها وعقيدتها ومناهج تعليمها ادت الى فقدان الشخصية العربية الاسلامية المتميزة وبالتالي الى انهزام الامة في ميدان الصراع مع اليهود، برغم ان الاخوان المسلمين، منذ جاء اليهود الى فلسطين ينبهون عبر وسائلهم بالخطب والمهرجانات والبيانات الى خطورة الجسم اليهودي الغريب وما قد يترتب على السكوت عن نمو هذا الجسم من اخطار تهدد المنطقة وجوداً وحاضراً ومستقبلاً. هذه المواقف بدأت تجلب على الاخوان ردود فعل متشنجة من الحكومات. ووصلت الخلافات الى ذروتها مع حكومة زيد الرفاعي الاولى 1974 - 1978. اتخذ الرفاعي مواقف صارمة ضد الاخوان فمنع توظيف الاخوان في اجهزة الدولة ومنعهم من صعود منابر المساجد ومنع وجودهم في مراكز قيادية ولو على مستوى مدير في وزارة او دائرة حكومية، وكذلك في المؤسسة العسكرية، وحتى في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية قام الوزير الدكتور عبدالعزيز الخياط بفصل الموظفين من "الاخوان". بعد الرفاعي جاء الشريف عبدالحميد شرف وحذر الناس من الاخوان، فقد كان يعتبر نفسه من القوميين العرب المولعين بعبدالناصر وكان متأثراً بضجيج الاعلام المصري من دون ان يدرك خصوصية الاخوان في الاردن ولا موقفهم الحقيقي من عبدالناصر".
لكن علاقاتكم كانت جيدة مع حكومتي احمد عبيدات ومضر بدران. لماذا؟
- احمد عبيدات تربى في مراحل عمره الاولى في مدرسة الاخوان، لذلك فهو يعرف ان الاخوان لا يطلبون الحكم لاشخاصهم وإنما يقبلون الحكومات او يرفضونها بمقدار قربها او بعدها عن كتاب الله وسنة رسوله ومن هنا محاولته لتهدئة الموقف بين الحكومة والاخوان. اما مضر بدران ففي تقديري انه بحكم تربيته المنزلية - اذ كان والده قاضياً وواحداً من مشايخ المسلمين - كان لديه اطلاع خاص على فكر الاخوان ومناهجهم فعرف انه ليس هناك في وسائلهم لتحقيق اهدافهم ما يدعو الى الخوف منهم. نحن لسنا طلاب حكم بل دعاة اصلاح.
لهذه الاسباب شاركتم في حكومة مضر بدران عام 1990؟
- عندما طلبت حكومة مضر بدران ثقة مجلس النواب وضعنا شروطاً عليها والتزم رئيسها بتنفيذها. ثم تبين في ما بعد ان بعض وزرائه غير راغبين بتنفيذها. وبعد حوار مع الحكومة ورئيسها ودخول المنطقة مرحلة غاية في الخطورة اثر اندلاع ازمة الخليج ومطالبة بدران الاخوان - كقوة وطنية - القيام بدورهم في تلك المرحلة، قبلنا المشاركة في الحكومة.
تأليف الحكومة... والانقلاب
لو طلب الملك حسين من الاخوان المسلمين تشكيل حكومة جديدة فعل تقبلون وما مطالبكم؟
- نشكل حكومة ضمن شروط نضعها. نحن اصحاب مبادئ ولذلك سنشكل حكومة عقائدية. لن نقبل تشكيل الحكومة الا اذا سمح لنا بوضع مبدأنا الخاص ببناء مؤسسات الحكم على اساس منطلقات اسلامية وضمن معطيات الدستور الاردني.
ما ردكم على ما يصفكم به البعض من انكم انقلابيون تنتظرون فرصة للانقلاب على نظام الحكم؟
- لا نؤمن بفكرة الانقلاب ونصر دائماً على اننا حركة اصلاحية تؤمن بالاصلاح المرحلي لا بالانقلاب وفرض المبادئ عن طريق قوة السلاح. نحن نلجأ الى ايجاد القناعات بأهدافنا وغاياتنا من خلال الكلمة.
فزتم بأكثر من ربع مقاعد مجلس النواب، هل تعكس هذه النسبة حقيقة قوتكم في الشارع؟
- صعب ان تحدد نسبة الاخوان في الشارع. نحن كقوة تنظيمية حجمنا كبير ولكننا لم نحاول ان نحدد نسبة من المجتمع. في تقديرنا ان الاخوان لم يزجوا بعدد اكبر من المرشحين لاعتبارات عدة لعله على رأسها انهم يريدون ايصال رسالة الى جميع القوى السياسية في الاردن انهم لا يرغبون الاستئثار بالطبق لوحدهم، لأنهم ينظرون الى القوى السياسية الاخرى على انها قوى وطنية لها حق المشاركة في الحياة السياسية وان المطلوب ان نتحمل جميعاً هموم الوطن والمواطنين وان نلتقي على قواسم مشتركة وبالتالي فلم يتم ترشيح عدد اكبر، نحن حريصون على عدم اثارة متاعب جديدة للبلد وعلى نجاح التجربة البرلمانية الجديدة في الاردن كما اننا نريد ان يطمئن النظام نفسه الى ان الاخوان ليسوا القوة السياسية الراغبة باثارة المتاعب للنظام داخلياً او عربياً او دولياً.
بترؤسكم لمجلس النواب ومشاركتكم في الحكومة يبدو انكم تعيشون "شهر عسل" مع السلطة او انكم اصبحتم جزءاً منها، هل تشعرون بمثل هذا حالياً؟
- وضع الاخوان المسلمين في الاردن متميز، ذلك انه اتيحت لهم وفي وقت مبكر فرصة تعريف النظام باهدافهم ووسائلهم وعدم رغبتهم في القفز الى السلطة ولا الى الارتماء في احضان جهات خارجية. هذه الخصوصية ادت الى حالة هدنة احياناً ، والى المناكفات احياناً اخرى. بقدر ما كانت الحكومات تجفف منابع الفساد كنا نهاون. وكنا حريصين على الا نصطدم بأية حكومة لاننا نقدر خصوصية الاردن بين الدول العربية المجاورة سياسياً وجغرافيا واقتصادياً. من هنا جاءت تجربة رئاسة مجلس النواب حيث رشحنا شخصاً من خارج الكتلة في الدورة الاولى لرغبتنا بالتعاون لا المخاصمة وإنجاح التجربة لا ايجاد التوتر. ولما ثبت لنا وللقوى الاخرى ان اختيار شخص من خارج الاخوان قد لا يستطيع التعبير عن رؤيتهم السياسية واجتهاداتهم تم ترشيح الدكتور عبداللطيف عربيات. نحن نعتبر ان نجاح عربيات ليس كافياً لتحقيق ما كنا نطمح اليه من التعبير بوضوح عن مواقفنا ازاء مختلف القضايا التي يواجهها العالم العربي والاردن بشكل خاص. "شهر العسل" هذا الذي سألت عنه ليس كذلك لان فيه الكثير من المنغصات. فعلى سبيل المثال حاولوا زج الاخوان قهراً وعنوة بما سمي قضية "جيش محمد". وبرغم ايمان الاخوان باهداف تحرك هذه المجموعة من الشبان لمقاومة العدو اليهودي، الا ان الاخوان غير راضين عن وسائلهم وطريقتهم في تكديس السلاح بصورة بصورة غير مشروعة. حاولت الحكومة القول ان الاخوان وراء "جيش محمد" لكن الشبان قالوا انه لا صلة لهم بالاخوان ولولا ذلك لحدثت مشكلات حقيقية. الاعتقالات لا تزال مستمرة نغضّ عيوننا على القذى ونضع ايدينا على الجرح ولا نرفع الصوت بالالم حتى لا يساء فهم الموقف. فوق كل هذا حاولنا المشاركة في مهرجانات او اقامة مهرجانات خاصة بنا للتعبير عن موقفنا تجاه مؤتمر السلام فمنعتنا الحكومة.
حماس والترابي وجبهة الانقاذ
هل تتبعون - تنظيمياً - للاخوان المسلمين في مصر؟
- الاخوان المسلمون في مصر والاردن يحملون الاسم نفسه. لكن الامر المتفق عليه ان لكل قطر خصوصيته في ادارة شؤونه. نحن نلتقي مع تنظيمات الاخوان المسلمين والتنظيمات الاسلامية بشكل عام في ضرورة التنسيق للمشروع الاسلامي العام والتنسيق الدعوي والافادة من الخبرات الدعوية والفكرية والسياسية.
ما هو الهيكل التنظيمي للاخوان المسلمين في الاردن؟
- للجماعة مراقب عام رئيس ومجلس شورى برلمان ومكتب تنفيذي مسؤول امام مجلس الشورى سلطة تنفيذية.
وما طبيعة علاقتكم بحركة حماس في الاراضي المحتلة؟
- حاول الاخوان المسلمون في فلسطين بعث روح الجهاد بين ابناء فلسطين. وبعد مرحلة التنظير الفكري والسياسي بدأوا يعملون لايجاد كتائب للجهاد قد يكون العمود الفقري لها هم الاخوان. ولكن شاركهم اسلاميون مستقلون ووطنيون من غير الاسلاميين. لم تغلق حماس الباب في وجه اي اسلامي او وطني. وبعدما اعلنت حماس عن وجودها داخل فلسطين طلبوا منا دعمها ومن يومها اعلن الاخوان وبوضوح انهم الى جانب هذه الحركة الجهادية بشكل خاص والى جانب كل القوى المقاومة للعدو من ابناء فلسطين في الداخل والخارج. دليلنا على ذلك ان الاخوان اوجدوا المؤسسات الخيرية للعناية بالشؤون الفلسطينية وخاصة لدعم الانتفاضة من خلال لجنة مناصرة الشعب الفلسطيني التي يصل خيرها الى كل قوى الانتفاضة. الجهاز القتالي لحماس داخل فلسطين وليس لحماس امتداد خارجها. لذلك افرز الاخوان المسلمون خارج فلسطين بعض الاشخاص لانشاء مكاتب اعلام ومعلومات لشرح وجهة نظر حماس وتساعد الحركة.
وماذا عن الدكتور حسن الترابي وعلاقتكم به؟
- العلاقة مع حسن الترابي مستمرة على خلفية انه كان يوماً ما في تنظيم الاخوان المسلمين ثم اختلف معهم في بعض الاجتهادات الفكرية والسياسية، ورغم ذلك لا يزال الاخوان في الاردن وخارجه ينظرون الى الترابي كمفكر اسلامي وصاحب مدرسة ويحتفظون بعلاقاتهم معه.
هل لكم علاقة بالجبهة الاسلامية للانقاذ الجزائرية وما رأيكم فيها؟
- علاقتنا بجبهة الانقاذ هي كعلاقتنا بأي تنظيم اسلامي في الساحة العربية. قد نتفق او نختلف مع جبهة الانقاذ. واعضاؤها قد ينحون منحى المصادمة او التهدئة. اسلوب المصادمة الذي ظهر في الجزائر، ان كان منهم لا نقرّهم عليه. ولقد سعى الاخوان في اكثر من اتجاه الى تقديم النصيحة لجبهة الانقاذ بتهدئة الاوضاع في الجزائر وتجنب الصدام.
الحوار مع عربيات
الحوار مع الدكتور عبداللطيف عربيات رئيس مجلس النواب الاردني يسلط الاضواء بشكل خاص على كيفية تعامل الاخوان المسلمين ونوابهم مع السلطة في الاردن. وفي ما يأتي الحوار مع الدكتور عربيات:
انت من كتلة برلمانية معارضة للحكومة، لكنك كرئيس لمجلس النواب جزءاً من الحكم. فهل يمكن للسياسي ان يكون جزءاً من السلطة والمعارضة في آن؟
- نحن في حاجة الى تعميق المفهوم الديموقراطي ومزجه بالمفهوم الشوري العربي الاسلامي الاصيل في لغتنا وتراثنا وحضارتنا وثقافتنا حتى يتم تأصيله مستقبلاً. اؤمن بالتوازي في العمل وليس التعارض وباستقلالية السلطات والتعاون بينها. وفي ضوء هذا المفهوم يكون موقع المعارضة منسجماً مع اهداف السلطة التشريعية التي تعمل على التشريع والرقابة. ولا يمكن سلطة ان تشرع وتراقب بكفاءة ما لم تكن ثمة معارضة من داخلها.
اذاً فانت لا تشعر بالازدواجية؟
- على العكس تماماً ففي موقعي كرئيس لمجلس النواب اشعر بأنني منسجم مع تفكيري وعقيدتي وأؤدي عملي بمنتهى الوضوح وأعمل على تنمية العلاقات بين مختلف الكتل النيابية. وأنا ملتزم بذلك داخل قاعة المجلس وخارجها والجميع يشهدون على ذلك.
عاصر مجلس النواب الحالي ثلاث حكومات متتالية حكومات مضر بدران وطاهر المصري والشريف زيد بن شاكر كيف تقيم اداء كل منها في مواجهة المجلس؟
- أجد ان الخط البياني لاداء الحكومات منذ انتخاب مجلس النواب الحالي في صعود مستمر سواء من ناحية التعامل مع المفاهيم الديموقراطية او وضوح المسيرة والاداء. الحكومة الاولى واجهت زخم التغيير ومع ذلك نالت الثقة بأغلبية 65 صوتاً من اصل 80 في حين نالت الثانية 47 صوتاً، اما الحكومة الحالية فنالت 46 صوتاً فقط. ومع تناقص نسبة الثقة عددياً الا ان ترسيخ المفاهيم واستقرار المنهج تناسب عكسياً مع عدد أصوات الثقة، وما زال انجاز الحكومات في تصاعد. كما تعزز موقع السلطة التشريعية وتطورت المفاهيم نحو موقعها وطريقة التعامل معها.
مسيرة السلام
منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم ما زالت المسيرة السلمية مستمرة. كيف تنظر اليها؟
- على المستوى النيابي والشعبي اعتقد ان طريقة تعامل الاردن مع مسيرة السلام كانت مظهراً من مظاهر الشورى والديموقراطية التي نعتز بها، فظروفها وخياراتها باتت واضحة للجميع. تعاملنا معها بكل عقلانية واخلاقية، وكان للقيادة دور حاسم اذ استوعبت كل الآراء وشرحت الظروف والخيارات المتاحة.
ومن خلال اللقاءات والحوارات تم الوقوف على آراء جميع شرائح المجتمع. ثمة شريحة وفي مقدمتها كتلة الحركة الاسلامية النيابية الاخوان المسلمون تؤمن بأن مسيرة السلام لن تؤدي الى شيء وموقفها في ذلك عقائدي سياسي تحليلي لنفسية اليهود. وهي تؤمن بأن فلسطين من البحر الى النهر وقف اسلامي لا يجوز التسليم بها وبأن "اليهود لهم اهداف توسعية وسياسات يستخدمونها بكفاءة".
وثمة شريحة اخرى تقدر الموقف والخيارات المتاحة وتنظر الى اهمية تطبيق الشرعية الدولية وان اليهود سيخسرون عندما تنكشف مواقفهم الحقيقية. وهذه الشريحة تؤمن بالمسيرة السلمية فعلاً. هنالك شرائح اخرى ترى ان المسيرة السلمية ضرورية وان ما يمكن تحصيله سيكون في صالح القضية. وقد تعامل الاردن مع كل الشرائح وافسح لجميعها حق التعبير مما انعكس وحدة وطنية واعية تقدر الظروف وتحترم الآراء والاجتهادات.
نحن نحترم كل الآراء لكننا نقدر ان القوى التي تقود المسيرة السلمية وفي طليعتها الولايات المتحدة قد لا تكون قادرة على تحقيق ما تريد من السلام الذي تنادي به في مستقبل الايام نظراً الى عمق تأثير القوى الصهيونية في الولايات المتحدة والعالم.
هل تعتقد ان الاغلبية البرلمانية في الاردن مع مسيرة السلام في ضوء منح الثقة لحكومة الشريف زيد بن شاكر التي اعلنت في برنامجها عزمها على مواصلة مسيرة السلام؟
- رئيس المجلس يلتزم بقرار الاغلبية ويحترم كل الآراء وله رأيه الخاص. لم يطلب الى مجلس النواب الموافقة على مشاركة الحكومة في مفاوضات السلام لأن الدستور اباح للسلطة التنفيذية اجراء المحادثات من دون اذن المجلس. لكن السلطة التنفيذية اي الحكومة مجبرة على ان تعود الى المجلس لأخذ رأيه اذا تم التوصل الى اتفاق في اطار مسيرة السلام وقبل توقيع اي اتفاق. اما بالنسبة الى حكومة الشريف زيد بن شاكر فقد حصلت على ثقة مجلس النواب على اساس برنامجها داخلياً وخارجياً من ضمنه المشاركة في عملية السلام.
الاصولية
ما رأيك بمصطلحات "الاصولية" و"المد الاسلامي" و"ظاهرة الحركات الاسلامية" التي ظهرت بشكل واضح في الآونة الاخيرة عند الحديث عن التيار الاسلامي في عدد من الدول العربية والاسلامية؟
- للاصولية مفهومان: غربي يفسر الاصولية بأنها انغلاق وعدم قبول الرأي الآخر والاصرار على الرأي بصورة غير علمية، وعربي اسلامي لمعنى العودة الى الاصول والمنبع الصافي للعقيدة الاسلامية. ولشديد الاسف فان الصحافة ووسائل الاعلام العربية في غالبيتها تنقل نقلاً ببغاوياً المفهوم الغربي للاصولية وتروج له.
بعد هزيمة 1967 سقطت اقنعة ومناهج وشعارات مرحلة التيه التي سبقت، وبدأت عمليات التمحيص للافكار والشعارات. ظهرت تحولات بينت قدرة بعض الدول العربية والاسلامية وتعاظمت المطامع الغربية والصهيونية. وقد اثبتت الاحداث الاخيرة وضوح الخطر الداهم على الامة في وجودها لا في حدودها. نتيجة ذلك كله ظهر رد الفعل الطبيعي قومياً وإسلامياً.
هل تعتقد ان لقاء القوميين مع الاسلاميين وارد؟
- أرى ان لقاء القوميين والاسلاميين واقع مقبل وسيكون تمحيصاً لصدق نوايا من يقود هذه التيارات الناهضة بالامة. وهو لقاء حتمي لأن لا مجال للاختلاف والقبول باستخدام الاسلحة التقليدية الغربية والصهيونية التي تعمل على تفتيت جسد الامة. اما عن دور الحركة الاسلامية الاخوان المسلمون في الاردن فقد اثبتت انها قادرة على التعامل مع الاحداث وعلى الالتزام وبوضوح بثوابت المرحلة وتقدير الظروف الداخلية والخارجية.
وبعد اجراء الحديث مع الدكتور عربيات اصدر مجلس النواب الاردني بياناً رفض فيه مشروع الحكم الذاتي الفلسطيني كما رفض تدويل القدس والاماكن المقدسة وهاجم الاستعداد لتطبيع العلاقات العربية مع اسرائيل.
لكن المصادر الاردنية الرسمية اكدت ان هذا البيان ليس ملزماً للحكومة الاردنية "لأن المجلس لا يحق له التدخل في شؤون السلطة التنفيذية انطلاقاً من مبدأ فصل السلطات".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.