تشارك المملكة في الدورة الرياضية العربية العاشرة التي ستقام بالجزائر اعتبارا من اليوم الجمعة وتستمر منافساتها حتى 8 أكتوبر المقبل, وتعتبر المشاركة السعودية في هذه الدورة هي السابعة من نوعها بعد غيابها عن الدورة الأولى التي أقيمت بالإسكندرية عام 1953م والدورة الرابعة التي أقيمت بالقاهرة عام 1965م. وتضم البعثة السعودية التي يترأسها الأمير نواف بن محمد بن عبد الله عضو اللجنة الأولمبية السعودية رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى للهواة(250) فردا يمثلون جميع الأجهزة الإدارية والفنية الى جانب اللاعبين الذين سيشاركون في (13) لعبة هي( الفروسية العاب القوى رفع الاثقال السباحة الرماية كرة الطاولة الكاراتية الجودو التايكوندو كرة الطائرة كرة السلة الجمباز الدراجات) ويعلق المسؤولون والقائمون على الرياضة السعودية آمالا عريضة وطموحات كبيرة على الألعاب المشاركة في الدورة من اجل تحقيق افضل النتائج وجمع أكبر عدد من الميداليات الملونة لتعويض الاخفاق الاخير في دورة الالعاب الاولمبية بأثينا لا سيما وان جميع الالعاب تم اعدادها بشكل يتناسب مع اهمية الدورة من خلال المعسكرات سواء الداخلية او الخارجية او المشاركة في الدورات الدولية الودية, فضلا عن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها اللاعبون جراء مشاركتهم في العديد من البطولات الإقليمية والعربية والقارية والدولية والتي تجعلهم يصنعون الفارق ويشكلون الرقم الصعب في الدورة. ورغم ان الحضور السعودي في الدورات الماضية لم يواكب الطموحات مع أنه بدأ يتصاعد من دورة لأخرى عطفا على الميداليات التي تم تحقيقها في تلك الدورات الا ان المؤشرات الاولية تؤكد ان المشاركة ستكون الافضل على الاطلاق خصوصا في ظل وجود عدد من الألعاب المرشحة لنيل النصيب الاكبر من الميداليات امثال العاب القوى والفروسية ورفع الأثقال. ففي ام الألعاب تعتبر العاب القوى السعودية هي الاقوى والأسرع والأعلى على المستوى العربي خصوصا في المسافات القصيرة وذلك بفضل الجهود الكبيرة والدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه من رئيس اتحاد اللعبة الأمير نواف بن محمد الذي لم يأل جهدا في سبيل الارتقاء بهذه اللعبة وتطويرها حتى أوصلها لمصاف العالمية من أوسع الأبواب. ويعول المسؤولون في هذه اللعبة على العديد من النجوم الذين حققوا العديد من الإنجازات على كافة المستويات ويأتي في مقدمتهم الواثب حسين طاهر السبع بطل الخليج والعرب وآسيا في الوثب الطويل والذي تمكن في أولمبياد آسيا التي أقيمت بمدينة بوسان الكورية من تحكيم الرقم الآسيوي متخطيا حاجز الثمانية أمتار حيث سجل (8,14م) قبل أن يحطم هذا الرقم في لقاء لوزان الدولي عندما حقق المركز الاول بعد ان سجل (8,19 م) وبالإضافة الى السبع سيكون العداء الأولمبي هادي صوعان بطل آسيا في سباق 400 م حواجز وصاحب الميدالية الفضية في أولمبياد سيدني 2000 م حاضرا حيث سيكون مرشحا بقوة للفوز بالذهبية وكذلك العداء الشاب حمدان عوضة البيشي وصيف آسيا والخليج في سباق 400 م والذي ستكون الفرصة مواتية أمامه لانتزاع الميدالية الذهبية لهذا السباق في ظل اصابة العداء الكويتي فوزي الشمري, كما أن حظوظ العداء الواعد محمد الصالحي بطل اسيا في سباقي400 م و 800 م لدرجة الشباب ستبقى وافرة لزيادة الغلة من الميداليات الذهبية, اما العداء جمال الصفار بطل العرب واسيا في سباق 100م, فهو بكل تأكيد يسعى للمحافظة على لقبه العربي وإذا ما كان جاهزا من الناحية الفنية فانه بالتأكيد لن يجد صعوبة في المحافظة لقبه. وسيجد العداء مخلد العتيبي بطل آسيا في سباقي 5000 م و 10,000 م منافسة قوية من أبطال دول شمال المغرب العربي ولكنه بالتأكيد سيكون مرشحا لنيل إحدى الميداليات الملونة في هذين السباقين. ويعد الواثب سالم مساعد الأحمدي بطل آسيا والعرب والخليج في الوثب الثلاثي مرشحا بقوة للفوز بالميدالية الذهبية في هذه المسابقة وقد سجل في دورة الألعاب الآسيوية ببوسان (16.60م) . وأخيراً يبقى منتخبا التتابع 4100م و 4400م مرشحين وبدون منافسة للفوز بالميداليتين الذهبيتين. عموما نجوم ألعاب القوى على أهبة الاستعداد وجاهزون فنيا ولياقيا وذهنيا لإحراز العديد من الميداليات رغم المنافسة المتوقعة من العدائين القطريين في سباقات السرعة ومن العدائين المغاربة في سباقات المسافات المتوسطة والطويلة. أما في رياضة الفروسية (قفز الحواجز) فإن الفرسان السعوديين لن يكونوا بعيدا عن منصات التتويج لا سيما في ظل وجود الخبرة والمهارة التي يتمتع بها خالد العيد صاحب الميدالية البرونزية في أولمبياد سيدني وزميلاه رمزي الدهامي وكمال باحمدان، ورغم أن النتائج في أولمبياد أثينا لم ترق للمأمول نتيجة الظروف الصعبة التي مروا بها إلا أنهم عاقدون العزم على التعويض في هذه الدورة ولكن المنافسة ستكون مثيرة في ظل مشاركة الدول القوية في هذه الرياضة أمثال سوريا والأردن ولبنان ومصر. أما رياضة رفع الأثقال فهي لا تقل قوة عن ألعاب القوى حيث سيكون الرباعون على موعد مع صعود منصات التتويج وإحراز حصيلة مميزة من الميداليات الذهبية في كافة الأوزان لا سيما وأن نجومنا في هذه الرياضة حققوا العديد من البطولات الخليجية والعربية على مستوى الرجال والشباب والتي كان آخرها الفوز بالبطولة العربية التي أقيمت بسوريا عام 2003م . ويبرز في هذه الرياضة العديد من الرباعين المميزين منهم عبد المحسن الباقر في وزن 69 كغ ورمزي المحروس وجعفر الباقر في وزن 62 كغم ونجم الرضوان وفيصل السلمي في وزن 94 كغم إلى جانب بقية الرباعين كحسن السادة وعلي الدحليب وميرزا الصويلح الذين لا يقلون كفاءة ومهارة وقوة عن باقي زملائهم. وفي رياضة الرماية سيكون أبرز الرماة السعوديين سعيد المطيري الذي شارك في أولمبياد أثينا وحقق نتائج جيدة ولاشك أن الخبرة التي اكتسبها ستكون عاملا مساعدا لإحراز نتيجة إيجابية. أما في السباحة فإن مهمة السباحين السعوديين ستكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة في ظل تميز سباحي مصر وتونس والجزائر وسوريا والكويت ولكن الحماس والرغبة في تمثيل الوطن بالشكل المشرف من قبل السباحين سيكون له دور في تحقيق طموحاتهم، وستبقى الآمال معلقة على السباح أحمد القضماني بطل الخليج والذي شارك في أولمبياد أثينا لانتزاع ولو ميدالية واحدة . وتبقى رياضة الدراجات إحدى الألعاب المرشحة لأخذ نصيبها من الميداليات المخصصة لسباقات هذه الرياضة لا سيما وأن الدراجين السعوديين فازوا باللقب الخليجي أكثر من مرة على مستوى الفردي والفرق. أما كرة السلة فهي تعتبر حاليا في قمة عطائها وتألقها في ظل الاهتمام التي تحظى به من قبل الأمير طلال بن بدر رئيس اتحاد اللعبة والذي كانت ثمرته الفوز ببطولة مجلس التعاون الخليجي التاسعة التي أقيمت بالدمام دون خسارة . ولكن رغم ذلك فإن المهمة لن تكون سهلة في ظل مشاركة عدد من المنتخبات القوية كمصر وتونس والأردن والجزائر وإذا ما أراد لاعبونا المنافسة على إحدى الميداليات فلابد من مضاعفة الجهد واللعب بروح عالية لتخطي الفوارق الفنية التي يتمتع بها لاعبو المنتخبات الأخرى. وفي كرة الطائرة لا تبدو حظوظ الأخضر وافرة في معانقة إحدى الميداليات نظراً لقوة المنتخبات المشاركة ولكن هذا لا يعني فقدان الأمل خصوصا في ظل الاستعداد القوي المتمثل في إقامة العديد من المعسكرات الداخلية والمشاركة في بطولة راشد الدولية التي أقيمت بالإمارات. أما كرة الطاولة فهي لا تختلف كثيراً عن كرة الطائرة، ورغم وجود لاعبين مميزين على المستوى العربي كخالد الحربي الذي شارك في أولمبياد أثينا وعبدالعزيز العباد (بطل العرب السابق في فئة الشباب) وأسامة المحيبس ونايف الجدعي إلا أن هناك لاعبين يفوقونهم خبرة ومستوى ولكن ربما يكون لهم نصيب في إحدى الميداليات ولو البرونزية عطفاً على استعدادهم القوي من خلال المعسكر الذي أقيم بروسيا. أما بقية الألعاب الأخرى ( الكاراتيه - التايكوندو- الجودو- الجمباز) فهي مرشحة بدرجة أقل عن بقية الدول الأخرى لإحراز عدد من الميداليات. عموماً الجميع متفائل بأن تكون المشاركة السعودية في هذه الدورة أفضل من المشاركات السابقة حيث أن جميع الألعاب السعودية في كامل جهوزيتها وقادرة على إحراز العديد من الميداليات في ظل الاهتمام والدعم والرعاية التي تحظى بها من القيادة الرياضية. وجاءت المشاركة السعودية في الدورات العربية بدءاً من الدورة الثانية التي أقيمت ببيروت عام 1957م ولكن الألعاب المشاركة لم تحقق أي ميدالية وهو ما تكرر في الدورة الثالثة التي أقيمت بالدار البيضاء عام 1961م. وبعد الاعتذار عن المشاركة في الدورة الرابعة التي أقيمت بالقاهرة عام 1965م عادت الألعاب السعودية أكثر قوة في الدورة الخامسة التي استضافتها دمشق عام 1976م وتمكنت خلال هذه الدورة من إحراز المركز الخامس برصيد 26 ميدالية منها 3 ذهبيات و 4 فضيات و19 برونزية. ** وفي الدورة السادسة بالرباط عام 1985م حققت الألعاب السعودية المركز الحادي عشر برصيد 13 ميدالية منها 7 ذهبيات و6برونزيات. وفي الدورة السابعة بدمشق عام 1992م حققت الألعاب السعودية المركز الثامن برصيد 23 ميدالية منها 5ذهبيات و12فضية و6برونزيات. وفي الدورة الثامنة ببيروت عام 1997م ارتفعت حصيلة الميداليات ومع ذلك حققت الألعاب المركز التاسع برصيد 38 ميدالية منها 6 ذهبيات و10 فضيات و22 برونزية. وفي الدورة الأخيرة بعمان عام 1999م تقدمت الألعاب السعودية وحققت نتائج إيجابية واحتلت المركز السابع برصيد 49 ميدالية منها 15 ذهبية و16 فضية و18 برونزية. حسين السبع إبطال المملكة في الدورة التاسعة بالأردن