"خلي العسل في جراره، بكرا بتيجي أسعاره"! هذا المثل الشعبي اللبناني البليغ، يلخص قصة حياة الفنانة اللبنانية - المصرية لور دكاش التي تشرح وتقول في حوار خاص لپ"الوسط" "اذا كان عسل النحل نقيا، صافيا، فانه لن يفسد ابدا، مهما ظل حبيسا في جراره. في لبنان نقول دعه في مكانه حتى يأتي من يقدره، ويشتريه بسعره الغالي". وتضيف: "انا عسل نقي. انتظر في بيتي من يقدرني ويعرف قيمتي الفنية. كما حدث وطلبت للغناء في باريس منذ اسابيع، على مسرح سارة برنار في بوردو. ولو لم يكن العسل في جراره، ما أتت هذه الحفلات". عندما شرعت في تفريغ شريط "الكاسيت" الذي سجل حواري مع لور دكاش، فوجئت بأنني لست امام حوار صحافي عادي بقدر ما كنت امام شريط سينمائي يروي حياة فنانة لبنانية - مصرية، الصوت فيه ينطق ثم يتجسد صوراً معبأة بعبق التاريخ والذكريات والآمال التي لم تضعفها سنوات العمر الطويلة. كنت امام شريط عليه اسئلة واجوبة، وعليه اغان بصوت لور دكاش صدحت بها في غرفة الصالون العتيقة ببنايتها في مصر الجديدة، وأغان اخرى سجلتها في استديوهات الاذاعة، او في حفلات حية، فضلا عن تسجيلات لحوارات اخرى اجراها اذاعيون عرفوا قدر "العسل". كان الشريط صغيرا، لكنه يحمل احداثاً كاملة لساعتين لم اعرف مثلهما من قبل. رأيت نفسي خلاله اقرع جرس الباب الحديدي العتيق، بزجاجه الهائل الطول، فيأتي صوتها: "الباب مفتوح". دخلت مع زميلي المصور، وعانينا حتى استطعنا التخلص من ستارة كانت تخفي جيدا داخل الفيللا، فوجدناها امامنا فوق اعلى الدرج ترحب: اهلا وسهلا. كانت تقف في فستان اسود مطرز عند اعلى الصدر، وقد ربطت منديلا حريريا احمر له اطار اسود عند معصمها، تنشر ابتسامتها الشابة المرحبة، فتنسيك رائحة المبيدات الحشرية المتناثرة في اجواء المكان، هذه الرائحة التي نسيتها منذ سنوات طويلة، منذ اعتدنا في البيوت المصرية استخدام المبيدات التي تقترب من رائحة العطور. ولم يطل الامر بنا حتى جلسنا للحوار والكلام، وعدنا الى البداية… الاغنية الاولى في العام 1945، ارسلت الاذاعة المصرية برقية الى لبنان، تطلب فيها التعاقد مع لور دكاش مطربة اغنية "طلوع الفجر" فحضرت على الفور، وكان عمرها لم يتجاوز الثامنة والعشرين، لتقيم في القاهرة بشكل دائم، وليعرف الناس بعدها انها هي نفسها الطفلة التي أبدعت لحن "طلوع الفجر" عندما كانت في السابعة من عمرها. قالت: انا أصلي نشأت في منزلي دون ام. فلاحقتها مواسياً: "الله يرحمها". لكنها سارعت لتؤكد: لا، لم تمت، انها هجرتني وذهبت لتسعد بعيدا عني، كانت على خلاف مع والدي وتركتني وحيدة في عمر لم يتجاوز العام ونصف العام، وذهبت الى نيويورك. كانت لا تزال صغيرة عندما اعد والدها لها لحن: طن… طن… طن… جرس مدرستي عما بيعمل طن" مستغلاً موهبتها التي ورثتها حيث تقول: "كانت والدتي ذات صوت جميل، كما قالوا لي، وكان لدي نوع من الهواية وحب الغناء، وذات مرة شاهدني والدي أصغي الى بوق الفوتوغراف واغني مع ام كلثوم، فادرك ان لدي صوتاً جيداً، عندها قال لي بابا: "انت صوتك حلو قوي". "مالي فتنت بلحظك الفتاك، وسلوت كل مليحة إلاك". هذه الاغنية لأم كلثوم هي التي نبهت الأب جورج دكاش الى تلك الموهبة التي تعيش وحدها في ربوع بيروت، "اسرع بابا لتعليمي فن العزف على العود، وقد اتقنته خلال شهر او شهرين، وفوجىء استاذي بهذا، لاني ببساطة تعلمت "البشرف" وهو جزء من مجموعة قواعد خاصة بالعزف على العود، في يومين او ثلاثة، فيما هو يحتاج لثلاثة اشهر على الأقل". قالت: "كنت اعزف في هذه السن الصغيرة وأنا اعرف ان والدي ليس غنيا، ولن يستطيع تحمل نفقات المدرس لسنوات، لذا كان علي ان انتهي بسرعة، وبخاصة انا طول عمري ذكية وشاطرة". بداية الطريق واتجه جورج دكاش الى الشاعر بطرس معوض وطلب منه اغنية لابنته، فابدى هذا الاخير تعجبه وقال له: جورج ابنتك لم تزل في الثامنة، كيف اكتب لها اغنية. فاجابه الوالد: "انت لا تدري ان ابنتي "لور" نابغة، عندها كتب الشاعر قصيدة "طلوع الفجر". وأمر جورج ابنته بأن تلحن القصيدة: "لم يكن هناك احد يحميني، التلحين امر واقع، ووالدي قاس علي، ولحنت القصيدة بالامر، بل بالسوط والكرباج، كان ابي "يطرقعه" امامي ويكاد ان يضربني به لكي ألحن، وقد فعلتها". كانت شركة "بيضافون" افتتحت فرعا في لبنان، عندما تقدم جورج دكاش الى المسؤولين فيها، وطلب منهم ان تسجل الطفلة اول اسطوانة لها، وبعد دهشة معتادة في هذه القصة، سجلت "لور" اغنيتها، مصحوبة بأفكار الوالد الذي ادخل الى اللحن اصوات عصافير وأشجار، وظهر العمل في مستوى جيد، اذ كان لدى شركة بيضافون مهندسو صوت الحان. تقول لور: لم اكن انا الوحيدة التي سجلت على هذه الاسطوانة، كان معي ايليا بيضا، ابن عم اصحاب شركة "بيضافون"، وسمع بطرس معوض الاغنية التي سجلتها فتب لي اغنية اخرى اسمها "نامي هنيئا" واغنية "التليفون". ان لأغنية "التليفون" قصة اخرى، فلور كانت تذهب باستمرار الى فندق "دمسقوس بالاس" حيث كان اصحابه من المعجبين بها يكرمونها وينفقون عليها، لذا قالت الطفلة الصغيرة لأبيها: ان علينا ان نقدم هدية لهم، وكانت هذه الاغنية: "الو، هنا فندق دمسقوس بالاس - آيوه هون فندق دمسقوس بالاس - مو بترون عندكون - تقصد هل معلمي عندكم"، وهكذا تستمر الاغنية في قالب كوميدي. الدبور وفي المنزل الذي عاشت فيه في بيروت تعلمت لور القراءة والكتابة: "بابا احضر لي معلماً" الى البيت، ليعلمني القراءة والكتابة كما احضر لي معلمة لقواعد اللغة الفرنسية". ولكن الامر لم يطل كثيراً… تقول لور: "كنت في السادسة عشرة، عندما سمعت والدتي في الولاياتالمتحدة عن اغنية "طلوع الفجر" وقال لها الناس انه من الممكن استغلال هذه الطفلة في اميركا، وتصبح امي مليونيرة عن طريقي، لكن والدي منعني من السفر، لذا جاءت هي الى لبنان واخترت ان اعيش معها، فهي كانت اكثر حناناً من ابي، وأقمت معها في بيروت الى ان زوجتني من رجل لا استطيع ان اصفه، الله يسامحها، ويرحمها ان كانت ماتت". تصف لور حياتها مع هذا الرجل بأنها "بائسة… لا اريد ان اتذكرها او اتحدث عنها"، ومن هنا فهي تقفز الى تلك المرحلة التي فتحت فيها الاذاعة اللبنانية بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة "وعدت الى العمل مرة اخرى". لكني عدت معها الى الوراء مرة اخرى، وسألتها: اثناء الزواج هل توقفت عن العمل؟ فقالت: لم يكن هناك عمل، وكان زوجي عاطلا، لم يكن هذا الرجل اي شيء، انها مواضيع وقصص معقدة عشتها مع هذا الرجل لا احب الخوض فيها. وعلى الرغم من السرية التي تحيط بها لور دكاش هذه القصة الا انني عرفت منها ان "حدوتة" الزواج كانت سببا في عدم قيامها ببطولة فيلم "الوردة البيضاء" مع الموسيقار المصري الراحل محمد عبدالوهاب، بالاضافة الى اسباب اخرى لها علاقة بخلافات والديها. تقول: "الا انني، رغم هذا كنت على علاقة وطيدة مع عبدالوهاب، منذ حضرت الى مصر ذات مرة العام 1931، وكنت قبل ذلك حضرت الى القاهرة وسجلت بعض الاغاني لشركة "بيضافون" - التي كان عبدالوهاب شريكاً فيها - وفي العام 1931 جئت ورثيت سعد زغلول على قبره، وسجلت اسطوانات اخرى لشركة "بيضافون" مثل: "يا ويل حالي يا ويل" و"سوء تفاهم". وما هي قصة رثاء سعد زغلول هذه؟ - أبدا، لم اكن اعرف شيئا عن سعد زغلول، ولا علم لي بأي معلومة حوله، لكن ابي ادرك مدى حب المصريين لسعد، لذا قرر ان يستغل هذا في ان يصنع دعاية هائلة لي، واتصل بالصحف وقال: ان هذه طفة الثانية عشرة سترثي سعد زغلول عند قبره، وقد تحقق له ما اراد، غنيت: "يا روح سعد قد سكنت قلوبنا. وطنطنت الجرائد" "وابويا ابويا عايز كده". العسل ثم سافرت لور دكاش الى لبنان وتزوجت، حيث وضع فنها في ثلاجة البيت الى ان عاد له الدفء مرة اخرى، وأتت الى مصر العام 1939، لتغني اشهر وأهم اغانيها "أمنت بالله". في تلك الفترة التي عرف فيها صوت لور دكاش في مصر، كانت الساحة ممتلئة بعشرات من اسماء المغنيين، ويقول كمال النجمي في كتابه "عبدالوهاب… مطرب المئة عام" انه في الثلاثينات اكتمل بنيان الغناء العربي على قواعده الاصولية، واكتملت المدارس الغنائية، فالمطربات بزعامة ام كلثوم، والمطربون بزعامة محمدعبدالوهاب، وثمة مطربات ومطربون يحاولون شق طرق مستقلة. كان هناك اكثر من عشرين صوتاً يغني في مصر، منها عبدالغني السيد، واحمد عبدالقادر، ابراهيم حمودة، محمد عبدالمطلب، فريد الاطرش، محمد الكحلاوي، محمد البحر، عبده السروجي، وليلى مراد، سميحة مراد، رجاء عبده، حياة محمد، رئيسة عفيفي، ليلى حلمي، وأسمهان، ولور دكاش. كانت شركة "بيضافون" اعدت اكثر من اغنية للور من بينها اغنية للملحن فريد غصن، "جئت الى مصر وقال لي فريد ان اسمهان اخذت اغنيتيك، قلت له من اسمهان هذه. لم اكن اعرفها. فقال ان اسمهان صوت جديد، وشركة "بيضافون" تدفعها للأمام، فبكيت على لحني، وهنا نهرني فريد غصن: لماذا تبكين، انت ملحنة، وأنا ملحن، ولدينا كلام كثير، خذي لحني هذه الاغنية "أمنت بالله… نور جمالك آية… آية من الله"، قال لي عظيم… انت مؤمنة ومن المؤكد انك ستغنين هذه من قلبك. وتبادلنا العود، هو يلحن "شوية" وأنا "شوية"، ولم تكن هناك جمعية لحقوق التأليف في مصر، وكان فريد غصن مسجلاً في باريس، لذا قال لي: لور انا سأطلب منك خدمة، هل تسمحين بأن اكتب ان لحن هذه الاغنية من تأليفي، ولم يكن عندي وعي، او ادراك لأن الاسطوانة ستحقق نجاحاً كبيراً، وأنها ستجد صدى لدى أصحاب كل الاديان، مسلم او مسيحي او يهودي، لذا وافقت، وكأني اصلحت مشكلة اغنية ضاعت بأخرى ضاعت ايضاً! نجحت الاغنية، ولكني لست نادمة على موافقتي هذه، "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا"، هو اخذ رزقه منها، وانا حصلت على مجدي منها ايضا، ورغم ذلك انا حريصة على ان تنسب هذه الاغنية لفريد غصن، لن تضيف لي شيئاً عندما اقول انها لحني، وبخاصة انه قد مات". نعود الى السياق الاساسي لقصة العسل والنحل والجرار، قصة لور دكاش، التي تقول: "صدمت في زواجي، وانجبت طفلا من الرجل له طباع ابيه ذاتها لا سيما وان الاذاعة المصرية طلبت مني اغان كثيرة، وقال لي محمد فتحي - رئيسها في ذلك الوقت - نحن نريد الحانا لك انت، هنا احسست بقيمتي الفنية، وبدأت اعبد فني". وتضيف: "كنت اريد ان اكوّن قرشا لأعيش، لأن زوجي كان يستغلني ويسلب اموالي، الله يرحمه، وفي ذلك الوقت كنت احب فني ولكني اعيش حالة يأس". تخلصت لور دكاش من هذا اليأس في القاهرة، فاشترت قطعة ارض في مصر الجديدة، عندما كانت تلك المنطقة صحراء لا يقطنها احد، فيما هي تعاني الآن من الازدحام "لم يكن هناك احد حولي، ولكن المكان اعجبني لأنني احب الهدوء، كنت اقف هنا مع سمسار الاراضي اعاين المنطقة فرفع الهواء تنورتي فقلت هنا مكان جميل". بنت لور منزلها من دخلها من الفن في مصر، بل وكانت ترسل الى زوجها وإبنها خمسين جنيها مصريا كل شهر - بأسعار تلك السنوات التي مضت - ثم عادت الى لبنان بعد وفاة الزوج وجمعت مالها من ثروة هناك وبنت الجزء الثاني من المنزل "لقد احببت المكان، رغم ان الذئاب كانت تقتحم حديقة المنزل في كل ليلة، وكنت احببت الشارع لأن اسمه في البداية كان "شارع الموارنة" وانا مارونية فتفاءلت". كنت اتجول مع القديرة لور دكاش في جنبات المنزل نلتقط بعض الصور، عندما وقفنا في اعلى الدرج الداخلي للفيللا، وجلست تغني امام المصور، فسألتها عن تلك الاوراق المقطوعة من جرائد قديمة وقد لصقتها على الحائط، فقالت في البداية انها تذكار. كانت الاوراق عبارة عن صور للرئيس السادات وزوجته، وفنانات عربيات واجنبيات ضاعت ملامحهن من فوق المطبوعات بسبب اللون الاصفر الذي دقه الزمن من فوقها، ولكنها عادت توضح مرة اخرى: "هذه الجرائد تخفي ثقبا في الحائط، كان قام به لص سرق المنزل منذ سنوات طويلة، اخذ كل مجوهراتي، ولكن الحمدلله انني لم اكن في المنزل، وإلا كان قتلني". ان لور دكاش تعيش هنا وحيدة منذ سنوات طويلة، تخدم نفسها بنفسها، تجمع الفازات والمشغولات الزجاجية، وتعلق لوحات "الكانافاه" التي اشتغلتها بنفسها، فلم يعد هناك مكان جديد على الجدار، وتقوم لتعد لي كوبا من الشاي، بعد اصرار في هذه المرة، فأجدني امام كوب كانت موديلاته انتهت منذ زمن طويل، منذ توقفت عن ذلك مصانع ياسين في الستينات، وبعدما وضعت الكوب ملفوفا في اطار من اشغال الابرة التي تجيدها، قالت: "تزوجت مرة ثانية من رجل ثري مصري وكنت في الخمسين من عمري، بعدها حصلت على الجنسية المصرية، ثم مات الرجل مات سليمان الامير ولم يترك لي مليما واحدا بعد ان اوصى بكل املاكه لعائلته، فلم اكن انجبت منه بالطبع". الجرار في العام 1945، وقعت لور دكاش عقدا مع الاذاعة المصرية، تغني بمقتضاه وصلتين في الشهر، كل منهما لمدة نصف ساعة، "أنا طلبت 25 جنيهاً كأجر لي، و5،22 جنيهاً للموسيقيين، كم يعني كنت سأطلب وأنا لم اكن احصل على مليم من اي جهة، وبهذا العقد احييت حفلات اخرى خارج الاذاعة كانت تقيمها الاذاعة، مثلا في حديقة الاندلس وفي دار الحكمة وفي مركب "ارابيا" مثلي مثل ام كلثوم"! وهل كان هناك تنافس بينكما؟ - لا بالطبع، كنت احبها وتحبني، ولا زلت اقول انها هرم الغناء في مصر والعالم العربي. انك تبدين حريصة في كل كلامك، هل تخافين شيئا؟ - لا، ولكن لا احب ان اتورط في اي كلام بلا فائدة! غير اننا نعود الى الوراء مرة اخرى لنعرف من لور دكاش ان اللجنة الفنية في الاذاعة كانت تقدر كل الحانها واغانيها بتقدير امتياز، كانت هذه اللجنة تضم مصطفى بك رضا، علي خليل، بابا شارو، محمد محمود شعبان "القصبجي"، "وكان اذا فشل بعض الملحنين في ان يجتازوا بوابة اللجنة، يشكون، فترد اللجنة عليهم: "لحنوا كما تلحن". تقول: "كان القصبجي يصف اعمالي بأنه لا يستطيع ان يقدم مثلها، ان لور سيدة مجتهدة، وتحب فنها". لكنك نجحت كملحنة اكثر من كونك مغنية؟ - "نبوغ، انا نابغة، ربنا عوضني عن الشقاء في الطفولة بأنه اعطاني لور دكاش ومجدها، على رغم كبر السن"! هذه السيدة تعتز للغاية بفنها، انها تضع شرائط الكاسيت في الجهاز، وتستمع معي لنفسها، وكأنها تعزف هذه الموسيقى للمرة الاولى، انها ببساطة الى جواري تتمايل مع الحانها. وتردد من آن لآخر، الله عمل جميل "مش كده… حاجة ممتازة". نوع من الاعتزاز الصامد عايزين منه سبعة عقود، لا زال حتى الآن معروفاً في مصر الجديدة، عندما تركب المترو الشهير ويعرفها جيرانها، "احياناً يكون العود معي واعزف في المترو ويستمع الناس الي، اما كل انشطتي فهي التنقل بين الجمعيات والندوات". ان لور دكاش تعاني الآن من قلة اذاعة اغانيها في الراديو المصري: "لا اعرف السبب، شيء غريب، رغم ان لي اغان تذاع في تونس من آن لآخر، ويرحبون بي في كل حين". وتضيف: "انها المشكلة نفسها التي عانت منها بنات جيلي مثل نادرة، وملك ورجاء عبده، هكذا يدفعون بنا الى الظل، في مقابل ماذا، موسيقى بلا طعم ولا لون ولا رائحة، انا متأكدة انها ستنتهي مع الوقت، موجة ستنتهي". ويقول المثل اللبناني: "خلي العسل في جراره، بكرة بتيجي اسعاره" ولا زالت لور دكاش تنتظر "بكرة" و"اسعاره" غير انها من مواليد العام 1917.