كانت القاهرة تعد للمطربة الشابة مفاجأة.. مثلما أعدت لماري جبران قبلها.. عادت لور إلى القاهرة عام 1939 لتسجيل أغنيات لشركة "بيضافون" للأسطوانات، ومن ضمنها أغنية من لحن فريد غصن، وبعد أن حفظت الأغنية أبلغها غصن فجأة أن الشركة أخذت اللحن وأحالته إلى أسمهان، فانتفضت قائلة: مين هيّ أسمهان؟. قال غصن: إنها أخت فريد الأطرش وهي مطربة جميلة الصوت. وحين لاحظ انها استرسلت في العتب والغضب قال لها محاولاً إرضاءها: لديّ أغنية بديلة قد تفي بالغرض. هدئي من روعك. وتقول دكاش إن فريد غصن قدم كلمات أغنية "آمنت بالله" وطلب منها أن تبدأ تلحينها، ورغم أنها فخورة بالأغنية التي كانت سبب شهرتها في العالم إلا أنها تستغرب أن تكون قد حالت دون انتشار أغنيات أخرى لها تعتبرها مهمة وجميلة شعراً ولحناً وصوتاً. وقالت في عدة تصريحات لها: أغنية "آمنت بالله" من أشهر أغنياتي التي قدمتها في مصر، وهي من تأليف الملحن والشاعر فريد غصن الذي كان يعطي دروساً في الموسيقى والعزف لفريد الأطرش وشقيقته أسمهان. أعجبتني كلمات الأغنية فلحنتها، لكنني لم أكن معتمدة في جمعية التأليف والتلحين المصرية، مما اضطرنا لتقديم الأغنية باسم فريد غصن ونجحت الأغنية نجاحاً باهراً، ولا تزال تغنى حتى الآن ونال فريد غصن شهرة كبيرة باعتباره صاحب اللحن لا أنا التي وضعته. وتقول في مكان آخر: "...الحقيقة انني عانيت من الظلم في الساحة الفنية ولحقني بعض الأذى، فجاءت هذه الأغنية لتنصفني وتؤكد مكانتي وتشهد على قدرتي في التلحين والغناء ولتثبت أن تجربتي الفنية لها جذور عميقة ومبنية على أسس صلبة". "... أعتبرها من أكثر الأغنيات خلوداً في موسيقانا وتاريخنا الغنائي والموسيقي. لأنها أغنية كل الأديان...". وفي سنة 1945 قررت الإذاعة المصرية أن تكون لور دكاش إحدى نجمات حفلها الساهر، فأرسلت خطابا الى سفارة مصر في بيروت التي أبلغت لور دكاش التي فرحت بالقاهرة ووصلت القاهرة لتبقى فيها حتى يوم رحيلها في يوم 11 تشرين الاول (أكتوبر) سنة 2005. وفي القاهرة كانت إحدى مطربات مصر المعدودات وشدت في الاذاعة على الهواء لأول مرة بقصيدة لشاعر الكرنك احمد فتحي يقول مطلعها: "أغاريد من ذكرى هواك وأنغام تعود فهل عادت ليالي وأيام هنا كان لي وفي مرتع رضي وآمال وأحلام وكان صبانا يملأ الكون فرحا يصورها في خاطر الغيب رسام.."