مدير عام جمعية كبدك ..الخير بتنامي ومجدنا يسير مع الدول العظمى    المركز الإحصائي الخليجي يشيد بمنجزات السعودية بمناسبة اليوم الوطني ال 94    ضبط منشأة مخالفة أطلقت أسماء شخصيات اعتبارية سعودية وخليجية على عطور    استشهاد أربعة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة دير البلح    ملك الأردن يهنئ خادم الحرمين الشريفين بمناسبة اليوم الوطني ال 94    مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 840 سلة غذائية في ولاية كسلا بجمهورية السودان    القيادة الكويتية تهنئ خادم الحرمين بمناسبة اليوم الوطني ال (94) للمملكة    الأرقام ترجح كفة ميتروفيتش على رونالدو    فيصل بن سلطان: المملكة نجحت في صناعة نهضة فريدة في مختلف الأصعدة    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور "سليمان بن علي بن محمد الفيفي    تأهب إسرائيلي .. هل حانت «ساعة الصفر»؟    السعودية تشارك في جلسة الآمال الرقمية ضمن مؤتمر قمة المستقبل    إيران: 51 قتيلاً ضحايا انفجار منجم الفحم    "فلكية جدة": اليوم "الاعتدال الخريفي 2024" .. فلكياً    البديوي يؤكد أهمية دور المجتمع الدولي في دعم الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها الأممية    "الأرصاد" استمرار هطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هذال بن سعيدان    الموت يغيب مطوف الملوك والزعماء جميل جلال    أخضر تحت 20 عام يبدأ التصفيات الآسيوية بالفوز على فلسطين    رايكوفيتش: كنا في غفوة في الشوط الاول وسنعود سريعاً للإنتصارات    في كأس الملك.. الوحدة والأخدود يواجهان الفيصلي والعربي    ولي العهد يواسي ملك البحرين في وفاة خالد آل خليفة    مئوية السعودية تقترب.. قيادة أوفت بما وعدت.. وشعب قَبِل تحديات التحديث    صناديق التحوط تتوقع أكثر السيناريوهات انخفاضاً للديزل والبنزين    279,000 وظيفة مباشرة يخلقها «الطيران» في 2030    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الجزائري الأوضاع في غزة    وداعاً فصل الصيف.. أهلا بالخريف    «التعليم»: منع بيع 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية    "سمات".. نافذة على إبداع الطلاب الموهوبين وإنجازاتهم العالمية على شاشة السعودية    دام عزك يا وطن    بأكبر جدارية لتقدير المعلمين.. جدة تستعد لدخول موسوعة غينيس    ريال مدريد يسحق إسبانيول برباعية ويقترب من صدارة الدوري الإسباني    "قلبي" تشارك في المؤتمر العالمي للقلب    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    "الداخلية" تحتفي باليوم الوطني 94 بفعالية "عز وطن3"    يوم مجيد لوطن جميل    مركز الملك سلمان: 300 وحدة سكنية لمتضرري الزلزال في سوريا    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    أحلامنا مشروع وطن    "الداخلية" توضح محظورات استخدام العلم    مسيرة أمجاد التاريخ    صور مبتكرة ترسم لوحات تفرد هوية الوطن    الملك سلمان.. سادن السعودية العظيم..!    خمسة أيام تفصل عشاق الثقافة والقراء عنه بالرياض.. معرض الكتاب.. نسخة متجددة تواكب مستجدات صناعة النشر    تشجيع المواهب الواعدة على الابتكار.. إعلان الفائزين في تحدي صناعة الأفلام    مجمع الملك سلمان العالمي ينظم مؤتمر"حوسبة العربية"    «متحالفون من أجل إنقاذ السودان» تطالب بحماية المدنيين ووقف الهجمات في الفاشر    مصادر الأخبار    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان    فأر يجبر طائرة على الهبوط    حل لغز الصوت القادم من أعمق خندق بالمحيطات    إقامة فعالية "عز الوطن 3"    الابتكار يدعم الاقتصاد    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    أبناؤنا يربونا    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية اللبناني يكشف حقيقة ما يجري بين لبنان واسرائيل . فارس بويز ل "الوسط": أبلغنا الاسرائيليين أننا لن ننسحب من المفاوضات مهما فعلوا في جنوب لبنان مستعدون لأن ندفع "الثمن" لاسرائيل في اطار تنفيذ القرار 242 وبالتضامن مع العرب
نشر في الحياة يوم 27 - 04 - 1992

كشف وزير خارجية لبنان فارس بويز، في مقابلة خاصة مع "الوسط"، ان لبنان ابلغ اسرائيل انه "لن ينحسب من مفاوضات السلام" مهما فعل الاسرائيليون في الجنوب. واعلن بويز في هذه المقابلة ان لبنان مستعد لأن يدفع "ثمناً" لاسرائيل في اطار تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 242 وبالتضامن مع العرب، لكن لبنان ليس مستعداً لأن يدفع اي ثمن لاسرائيل لتنفيذ قرار مجلس الامن الرقم 425 الداعي الى انسحاب اسرائيلي من الجنوب بلا قيد ولا شرط. وقال بويز ان اسرائيل لا تسرق مياه جنوب لبنان، خلافاً لما ينشر، واعترف بأن الولايات المتحدة لم تتعهد بممارسة الضغط على اسرائيل لتحقيق تقدم في مفاوضات السلام. وفي ما يأتي نص هذا الحوار مع الوزير بويز الذي ننشره مع بدء الجولة الجديدة من مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية في واشنطن، ويسلط الاضواء بشكل مفصل على حقيقة ما يجري بين لبنان واسرائيل:
* هل لدى لبنان من مقترحات جديدة، سيطرحها في الجولة الجديدة للمفاوضات؟
- قبل اي شيء، لا بد من تقويم ما حصل. لا شك ان المباحثات الثنائية الجارية، هي دون المستوى المطلوب، وأقل مما كنا نتوقع من ايجابية في ما يتعلق بالجانب الاسرائيلي، وأقل مما كنا نطلب وننتظر ايضاً من ضغط من قبل الجانب الاميركي. لذلك هناك بطء في التقدم في المباحثات وهنالك مراوغة واضحة جداً على المستوى الاسرائيلي، لا بل بمقدورنا القول ان لا نية اسرائيلية اطلاقاً في التقدم. ان النوايا الاسرائيلية تتمحور حول نقطتين: كيفية طرح بعض العناوين التي ترتدي طابعاً ايجابياً لتسويقها اعلامياً، ونسفها من خلال الامتناع عن التفاهم على آلية تطبيقية، وهذا يعني ان كل ما تحاول اسرائيل القيام به، هو نوع من ارضاء رأي عام، دون ان يكون هنالك مضمون لهذا الارضاء. وان كل ما تحاول ان تقوم به هو بالنتيجة ارضاء للولايات المتحدة، بمحاولة التخفيف من الضغط الاميركي، بينما المضمون ايضاً فارغ تماماً.
السؤال المطروح: لماذا نستمر في هذه المفاوضات في ضوء المعطيات السائدة حالياً؟ بالطبع لم نكن نتوقع في اي وقت من الاوقات بأن يكون مؤتمر السلام فورياً وسريعاً. لم نكن نتوقع بأن يطرح الجانب الاسرائيلي في اللحظات الاولى الطروحات الايجابية المطلوبة. كان منتظراً ان يكون المؤتمر طويل المدى، ومليئاً بالمناورات الامر الذي يفرض التعاطي معه على هذه الأسس، اي بتقنية على حساب العاطفة وبحسابات مدروسة على حساب الانفعال، وبشمولية على حساب المواقف الظرفية. وان يتم تقويمه وتحليله بشكل عام وشامل. وربطه ايضاً بالمواقف والحسابات السياسية الاخرى، التي قد لا تبدو مرتبطة فيه مباشرة. ومن هذا المنطلق قمنا بعمليات حسابية عديدة، ورأينا بأنه حتى اذا كنا لا نتوقع حصول تقدم ملموس او جوهري على الاقل قبل الانتخابات الاسرائيلية، فان مقاطعة المؤتمر تحملنا مسؤولية فشله بينما مصلحتنا تقضي بأن تتحمل اسرائيل المسؤولية وليس نحن. ووجدنا بأن الانسحاب من المفاوضات سيجعل من الصعب لا بل من المستحيل، استئنافها فيما بعد اذا تغيرت الظروف. ومن هنا قد يكون الاستمرار في المباحثات، حتى ولو اننا نثق بأن ليس هنالك من تقدم، افضل من الخروج.
ورأينا ايضاً ان انسحابنا من المباحثات قد يعطي اسحق شامير، سلاحاً يستعمله ضد المعتدلين في اسرائيل ويقول لهم ان العلة من العرب وليست منه، وانه ايجابي ويستطيع ان يواكب عملية السلام، بينما هناك الآن انتقادات لشامير تتمحور حول قدرته على قيادة عملية السلام، بمواقفه المتطرفة.
لذلك لا نريد ان نعطي ركائز لشامير للتعاطي بهذا الموضوع، اضافة الى ان انسحابنا من المباحثات قد يعطيه مبرراً في ما يتعلق بعلاقته مع الولايات المتحدة بقوله، في معرض الدفاع عن نفسه، انه ليس المسؤول عن تدهور المباحثات.
وهنالك ايضاً ضغط اميركي وموقف ايجابي اميركي، حيال القضية العربية، وطالما ان الدول العربية تشارك في المؤتمر طالما ان واشنطن تستطيع ممارسة هذا الضغط. اما اذا انسحبت الدول العربية، وبشكل خاص لبنان ودول الطوق. فلن يعود هنا اي مبرر لأميركا لمواصلة عملها. ومن هنا يجب دعم عمل واشنطن بدلاً من سحب البساط من تحت قدميها. وأخيراً هناك معركة تخوضها الادارة الاميركية على مستوى ضمانات القروض، لذلك فان انسحاب لبنان او غير لبنان من المباحثات سيضعف موقفها، ناهيك عن المعركة الاعلامية التي تسير الى جانب المؤتمر، وأسهل بكثير للاطراف العربية خوض المعركة من منبر دولي ومن على ابواب مقر المباحثات من ان تخوض المعركة من عواصمها البعيدة عن الاضواء.
ووجدنا ايضاً لأسباب متعددة اخرى ان نبقى في هذه المباحثات، رغم تشاؤمنا حول احتمال الوصول الى نتائج فورية وسريعة.
وبالعودة الى السؤال، فان لبنان في ما يتعلق بموضوع مباحثاته الثنائية، لا يزال يتمسك بمبدأ وآلية، ويقول ان القرار 425 واضح وصريح ولا يلزمه بأي ثمن، وهو يلزم اسرائيل بالانسحاب غير المشروط. فلبنان غير مهيأ لدفع اي ثمن لتطبيق هذا القرار، بينما القرار 242 عندما سيطبق يفترض حالة سلام بين العرب واسرائيل، وعندئذ للبنان جزء اساسي من هذا القرار وسينظر في احتمال السلام مع اسرائيل من ضمن هذا الاطار.
* ألا يعني مجرد الدخول في مفاوضات ان هناك ثمناً ما سيدفع؟ وما هي حدود الثمن الذي سيدفعه لبنان؟
- لبنان غير رافض مبدأ الثمن من خلال القرار 242 الصادر عن مجلس الامن، ولكن لا يمكنه اطلاقاً ان يدفع الثمن من خلال القرار 425. لبنان يطالب فوراً بتنفيذ القرار 425 ومن ثم عندما ينتهي هذا القرار وندخل وتكون باقي الاطراف العربية تقدمت في القرار 242 الذي يفترض حالة سلام، عندئذ لا مانع لدينا، من موقع التضامن العربي، ان ندخل في هذا السلام. وفي مرحلة ثالثة اذ كان هذا السلام يفترض حالة من تنظيم المصالح الاقليمية، لا مانع للبنان في ان يشارك. لذلك فموضوع الثمن اذا اردنا البحث فيه لا يأتي الا في المرحلتين الثانية والثالثة ولا يمكن ان يأتي ضمن الملف اللبناني - الاسرائيلي.
سرقة مياه الجنوب
* يقال ان المفاوضات اللبنانية - الاسرائيلية حققت بعض التقدم، لكن هناك رغبة لبنانية - اميركية بتأجيل الاعلان عن اي تقدم بانتظار ما يدور على الجبهات الاخرى من المفاوضات من اجل ضمان سير عملية التنفيذ هل هذا صحيح؟
- ان هذه المعلومات قد لا تكون دقيقة. ومن غير المنطقي القول ان هناك تقدماً، ومثلما سبق وقلت ان هنالك بالونات اعلامية رماها الجانب الاسرائيلي. اما عندما نقول ان هناك تقدماً ربما تبني ذلك على اساس الكلام الاسرائيلي، القائل بأن لا طموحات ولا مطامع اسرائيلية حول الارض في لبنان، الا اننا اصطدمنا مع هذا المنطق فور انتقالنا من الكلام الى البحث عن آلية تطبيقية. فاسرائيل ترفض تطبيق القرار 425، او البحث بطريقة الانسحاب، وتتعاطى معنا في البحث في السلام بمعاهدة وبترتيبات امنية في الجنوب وتفرض شروطاً مسبقة، كالغاء المقاومة واستتباب الوضع الامني في الجنوب.
ولذا اعتقد ان اسرائيل تناور، اكثر مما تعبر عن موقف صريح، انها مناورة اعلامية ترمي الى اعطاء غمزة معينة او رسالة معينة يستوعب الاعلام الدولي جزءاً منها ويتجاهل الجزء الآخر، وبالفعل هذا ما حصل، فالاعلام الدولي، حفظ من هذا الموضوع انه ليست لدينا مطامع في لبنان ونسي وتجاهل ان القرار 425 مرفوض من جانب اسرائيل وان الانسحاب صعب جداً. ولا بد من البحث في معاهدة سلام وترتيبات امنية وغيرها. صحيح ان الجانب الاسرائيلي قال ايضاً، ان لا مطامع له في المياه في لبنان، لكن في الوقت نفسه، عندما قلنا لهم اذا كانت هذه مواقفكم، دعونا نبحث في طريقة انسحابكم، لم يكن هناك اي جديد على الاطراق. ولا حصل اي تقدم من اي نوع كان. هذا على مستوى المعلومات، لذلك لا اعتقد ان هناك تقدماً في المباحثات مع اسرائيل. الشق الذي يستطيع لبنان ان يلتزم به هو شق تطبيق القرار 425، ومعنى ذلك التفاهم لبرمجة تنفيذ هذا القرار، وانسحاب القوات الاسرائيلية والالتزام بأمن الحدود اللبنانية وبأمن منطقة الجنوب، هذا يستطيع لبنان ان يلتزم به. والدولة اللبنانية اعلنت مراراً انها على استعداد كامل لبسط الامن بشكل مطلق ووقف اي عمليات انطلاقاً من الحدود اللبنانية في حال انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية. اما الشق الذي لا يريد لبنان ان يلتزم به، وبمفرده، فهو الشق المتعلق بالقرار 242 وبحالة السلام او بالاحرى بمعاهدة السلام، فمن الطبيعي ان القرار 242 مرتبط بالدول العربية وبحقوقها، والسلام الناتج عنه هو نتيجة. من هنا علينا ان ننتظر تطبيق القرار 242 او التفاهم على تطبيقه كي نتحدث عن السلام، ولبنان يتعاطى مع هذا الموضوع بدقة من خلال واجباته، ويتمسك باطار القرارات الدولية.
* لقد تحدثت عن المياه، هل هناك معلومات ملموسة من الأمم المتحدة او واشنطن تفيد بأن اسرائيل وضعت يدها على المياه اللبنانية في الجنوب؟
- هناك تحاليل عديدة تدور حول مطامع اسرائيل ونواياها، وهنالك اقاويل كثيرة، ومنطق جذاب، انطلاقاً من ان اسرائيل اشتهرت بنواياها التوسعية والهيمنة على الموارد والارض. من هنا، تبقى الشكوك لدى الجميع مشروعة في هذا الميدان، الا انه من الجانب العلمي ليست لدينا معلومات دقيقة وواقعية وحقيقية تفيد بأن هنالك سرقة مياه من جانب اسرائيل حتى هذه الساعة وبطريقة مباشرة في الجنوب.
وقد سبق وطلبنا من الاجهزة الامنية اللبنانية - بالطبع فهي غير موجودة هناك لكن بطريقة سرية - التقصي عن المعلومات بشأن هذا الموضوع ولم نحصل اطلاقاً على اي دليل. وطلبنا من القوات الدولية مراراً، وفي المرة الاخيرة طلبت من السيد ماراك غولدنغ ان يرسل فريقاً دولياً يعمل على ازالة التراب عن بعض المواقع، للاستكشاف عن امدادات معينة يمكن ان تستخدم لسحب المياه من خلالها. وانا كوزير خارجية استطيع القول ان كل التقارير حتى هذه الساعة، لا تعطي ادلة او اثباتات حسية حول سرقة المياه. اما ان اسرائيل تقوم عبر آبار ارتوازية ضمن الاراضي الاسرائيلية بسحب مياه جوفية وان تكون هذه المياه الجوفية مرتبطة تحت الارض بمياه لبنانية، فهناك لا اعلم اذا كان هذا يسمى سرقة مياه ام لا. ولا اعلم اذا كانت مصادر مجاري المياه تحت الارض، آتية من تركيا او سورية او غيرها، ونكون قد دخلنا في موضوع جيولوجي متشعب جداً، وكل شخص لديه معلومات في هذا الميدان فليتفضل، ويبرزها لنا، خصوصاً من السياسيين اللبنانيين الذين يعتبرون ان لديهم اثباتات، ونحن ننتظر هذه الاثباتات.
* تحدثت عن الموقف الاميركي، ومن المعروف ان اتصالات لبنانية اميركية سبقت بدء المفاوضات، فهل فوجئتم بالموقف الاميركي، وكنتم تنتظرون من واشنطن ان تمارس الضغط المطلوب على اسرائيل ام ان ما تفعله كان متوقعاً؟
- في الحقيقة، كنا نتوقع من الرئيس بوش الذي احرز انتصاراً على مستوى طرح الشرعية الدولية ان يقوم بجهد اكبر في سبيل فرض هذه الشرعية الدولية، وفرض القوانين والقرارات الدولية. وكنا ننتظر من الرئيس الاميركي الذي خرج من حرب الخليج تحت عنوان فرض هذه الشرعية بالقوة، ان يكون عمله اكثر فاعلية.
* ما هو التبرير الاميركي لعدم ممارسة الضغط؟
- كما اننا لا نستطيع القول ان الولايات المتحدة اخلت بوعودها، لا نستطيع ايضاً ان نقول بأن الولايات المتحدة تضع كل الزخم والطاقات وقدراتها في هذا الموضوع. ربما الوضع الداخلي الاميركي يلعب دوره. ونحن في موقع وسط حيال هذا الموضوع. ونتيجة لهذا الموقف نطالب واشنطن بأن تفي بالتزاماتها وان تتمسك بوعودها وممارسة كل الوسائل التي تصب في خانة تطبيق هذه الالتزامات لا سيما ان رسائل التأكيدات شكلت لبنان وللدول العربية الاخرى، المرتكزات والمنطلق للدخول في المؤتمر الدولي.
* طالما تحدثت عن رسائل التأكيدات فلماذا لم تتم التلبية الاميركية على وجه السرعة.
- ان اميركا التزمت من خلال الرسائل بتطبيق القرار 425. والتزمت بانسحاب اسرائيل من الاراضي العربية وبأن تعيد للبنان سيادته واستقلاله الكامل على ارضه، انها لم تضع تواريخ معينة لقيامها بهذه المهمة، وكانت رسائل التأكيدات نوعاً من مبادئ وأسس تنظم طريقة عمل الولايات المتحدة من دون ان تضع لنفسها برنامجاً زمنياً محدداً وتقنية معينة. واشنطن لم تلتزم باستخدام وسائل الضغط، ولم تقل لنا انها تلتزم بالوصول الى نتيجة.
من هنا لا يمكن القول ان اميركا اخلت بوعدها طالما انها لم تلتزم بهذه الوسيلة او بهذا التوقيت، كل ما قالته لنا انها تلتزم ببرنامج زمني محدد، ولكن ما نقوله هو اننا غير راضين عن حجم التدخل الاميركي.
* هل بمقدور واشنطن القيام بشيء قبل موعد الانتخابات الاميركية وبعد آراء الانتخابات الاسرائيلية؟
- اعتقد ان هذه المرحلة دقيقة جداً، واذا كان العمل قبل الانتخابات الاسرائيلية صعب، فان العمل قبل حلول موعد الانتخابات الاميركية قد يصبح ضرورة، واعتبر انه بعد الانتخابات الاسرائيلية قد تكون هنالك حاجة ملحة للادارة الاميركية لتثبيت مصداقيتها، وعلى ابواب انتخاباتها من مصلحة الولايات المتحدة ان تقول للعالم، لا للرأي العام الاميركي، انها نجحت في تطبيق التزاماتها.
مشكلة جزين
* ثمة كلام كثير عن جزين لتحريك هذا الموضوع هل من جديد في هذا الموضوع؟
- موقفنا من جزين واضح، قلنا اننا نرحب باسم الدولة والحكومة اللبنانية باسترداد اي شبر من الاراضي اللبنانية، الا ان الدولة اللبنانية لا تستطيع ان تضع جزين كعنوان وان تتجاهل ما تبقى. من هنا فان جزين بنظرنا هي خطوة تطبيقية على طريق تطبيق القرار الرقم 425. اما ان تطرح جزين كعنوان مستقل على حساب باقي المطالب اللبنانية فهذا لن نقبل به. لذلك وأثناء لقائي في مدريد مع الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر، ابلغتهما بوضوح ترحيبنا بأي عرض اسرائيلي او اميركي، ونتمنى على الولايات المتحدة ان تقوم هي بهذا العرض ومباشرة الانسحاب الاسرائيلي من جزين من دون قيد او شرط. اما ان نطرح نحن جزين في المباحثات كعنوان كي يصبح هو المطلب وتقوم اسرائيل بتجاهل الباقي فهذا ما نرفضه. وعندما اقترح الوزير بيكر عليّ بحث هذا الموضوع مع الاسرائيليين رفضت وقلت عليكم انتم ان تبحثوا هذا الموضوع وعلى اسرائيل ان تفيدنا بقرارها بالانسحاب، ولكن نحن لا نبحث هذا الموضوع الا من خلال الانسحاب الكامل.
أما الآن فقد تكون كل هذه المعلومات حول احتمال بحث قضية جزين او عدم بحثها، تنطلق ربما من بعض القرارات الارضية في الجنوب، من نوع فتح معابر جديدة، معبر على شرق صيدا في كفرفالوس مثلاً وغيرها. وبالطبع هنالك رغبة عند قائد جيش لبنان الجنوبي اللواء انطوان لحد بفتح هذا المتنفس، ولكن عبر اعطاء بطاقات خاصة لمن يشاء، وهذا الامر مرفوض، هذا المعبر اما ان يفتح للجميع، ونحن نرحب بذلك بانتظار عودة الدولة الى فرض سلطتها، او ان لا يفتح، لكن ان يفتح لفريق واحد يحتاج الى هذا المعبر وان يوظف هذا المعبر وان لا تكون هنالك ضمانات حول عبور باقي الاشخاص فنحن لسنا متحمسين لهذا الموضوع.
* الاوساط الاميركية تقول ان انتشار الجيش اللبناني في منطقتي صيدا وصور كان فرصة للدولة لاثبات وجودها، وهذا ما يعزز الضغط الديبلوماسي الاميركي على اسرائيل، بمعنى ان الدولة قادرة على بسط سلطتها وفرض الامن، الا ان التلكؤ بسحب ونزع السلاح اضاع ورقة الضغط.
- كان على الدولة اللبنانية ان تثبت مصداقيتها، وعندما توجه الجيش اللبناني الى الجنوب وقام بتجريد المنظمات الفلسطينية من الاسلحة وضبط الامن هناك فانه قام بواجباته واستطاع فرض وبسط سلطة الدولة على عدد لا يقل عن سبعة آلاف مقاتل فلسطيني مدربين ومجهزين ومنظمين، بحد ادنى من الخسائر عند الطرفين وبسرعة قصوى. وكانت الكرة اصبحت في الخانة الاسرائيلية، وكان على اسرائيل رداً على هذا الاثبات ان تبدأ ببحث الانسحاب، فلم تقم بذلك. بل على العكس بدأت تشكك بقدرة الجيش على الانتشار، وبعد ان تم الانتشار شككت بقدرة الجيش على سحب الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، وبعدما سُحبت شككت بقدرة الجيش على ضبط الوضع هناك. وكان كل هذا التشكيك فاشلاً حتى اضطرت في احد التصاريح الى الاعتراف بأنها فوجئت بقدرة الجيش اللبناني، اذن لم يكن ثمة ذريعة في هذا الموضوع، لا بل بالعكس لم تعط اسرائيل اي جواب على هذا الاثبات ولم تقم بأي عمل من شأنه اثبات تجاوبها.
"لن ننسحب"
* في الحديث عن الموقف الاسرائيلي ثمة تهديدات يومية وعمليات كر وفر ونسف منازل في الجنوب هل تتوقع ان تقوم اسرائيل بأي عملية عسكرية قريباً؟
- أولاً ان تعاطي اسرائيل العسكري في الجنوب يتمحور حول عدة نقاط. فهي تعود الى مبررات تارة تعتبرها امنية، وتارة اخرى سياسية عامة، وطوراً سياسية داخلية في اسرائيل او مرتبطة بمؤتمر السلام، لذلك فالقول بأن كل ما يحصل في الجنوب هو نتيجة مؤتمر السلام خاطئ تماماً لأن ذلك كان يحصل قبل المؤتمر، كلك القول بأن ما يحصل في الجنوب مستقل تماماً عن المؤتمر خطأ. واعتقد انه في ما يتعلق بموضوع المؤتمر نجحنا الى حد معين بافهام الاسرائيليين بأننا لن نرضخ للضغط. عندما كنت في مدريد اشتعل الجنوب وكان ذلك من اجل اثارة النقمة داخل لبنان وللضغط على الحكومة كي تنسحب من المباحثات، وبالطبع ردة الفعل العاطفية او العفوية كانت انسحابي، واوشكت على فعل ذلك، لكنني اتخذت قراراً معاكساً تماماً لأنني اعتبرت ان هذا ما تطلبه اسرائيل واذ لبينا هذا الطلب سنصبح رهائن لهذا الاسلوب الاسرائيلي في التعامل، فمن هنا كان موقفي واضحاً، فبقينا موجودين في المباحثات على رغم ما حصل، وأثناء الجولة الاخيرة اشتعل الجنوب مرة اخرى فأجريت اتصالاً هاتفياً مع بعثتنا هناك وأعطيتهم التوجيهات بالقول صراحة وعلناً للجانب الاسرائيلي بأننا "لن ننسحب اطلاقاً من هذه المباحثات ربطاً بما يحصل في منطقة الجنوب فلا تتعبوا ولا تتعبونا بعملية اشعال وضع الجنوب لأن هناك قراراً لا تراجع عنه بعدم الانسحاب. من هنا اردت ان تحصل المباحثات في جو لا يتأثر بما يحصل في الارض لأن هذه المباحثات تحتاج الى مستوى تقني وعلمي سياسي، والى قدرة على مواجهة المناورات الاسرائيلية. والى قدرة على مواجهة المناورات الاسرائيلية. لا نستطيع اطلاقاً ان نسلم انفسنا للضغوطات الداخلية، وانا مرتاح جداً واهنئ الشعب اللبناني الذي توصل الى درجة ادراك ووعي ونضوج حيال هذه المفاوضات ما يجعله في الحقيقة يفصل بين قضاياه الداخلية والمفاوضات وبين الضغط الاسرائيلي والمفاوضات، خلافاً لما حصل في الاشهر الاولى من مشاركتنا في هذا المؤتمر، فمن هنا استطيع القول اننا نجحنا في ان نفرض على انفسنا التعاطي مع هذا المؤتمر بمعزل عن اية ضغوطات محلية على الارض، وهذا امر مهم جداً.
لا موقف نهائياً من المتعددة
* تردد ان اجتماع وزراء خارجية دول الطوق الذي انعقد في لبنان تخلله تباين في الموقف من المتعددة الاطراف وان لبنان وسورية اختلفا في موقفهما الرافض مع موقف الاردن والمنظمة المؤيد؟
- صحيح، عندما دعوت الى هذا المؤتمر كان ذلك استكمالاً لدعوة سبق ان اطلقتها في جامعة الدول العربية اثناء ترؤس لبنان للدورة العادية، عندما اقترحت آلية تنسيقية دائمة ومستمرة، وتمنيت على الامين العام الدكتور عصمت عبدالمجيد ان يتولى عملية تنسيقية مستمرة، الا انه لسوء الحظ وبعد انتظار طويل شعرت ان ذلك لم يحصل، لذلك قررت ان اقوم بنفسي باطلاق هذه الدعوة اعتباراً مني بأن الوقت حان والعرب يواجهون مرحلة صعبة فيها تحديات كبيرة، حان الوقت بأن يكون هناك حد ادنى من التضامن والتلاقي على موقف مشترك. اما القول انه لا بد من ان تكون هناك مواقف موحدة في المطلق، فلا اعتقد ان هناك مواقف مطلقة حول كل التوجهات. لكن هذا لا يمنع من التفاهم على نقاط مشتركة نستطيع ان نبلورها في موقف مشترك وعلى قاعدة مراعاة الخصائص السياسية لكل دولة. من هنا نجحنا اثناء هذا الاجتماع في فرض اسلوب جديد للتعاطي مع الاستحقاقات، وربما للمرة الاولى، جرى تقويم السياسة الاميركية والموقف الاسرائيلي واستقراء مستقبل المؤتمر على اعلى المستويات وفي حسابات دقيقة خالية من الادب والشعر والعواطف والمزايدات. لقد كنا بالفعل امام مجموعة من علماء في السياسة اكثر مما كنا امام مجموعة من الوزراء والسياسيين. كنا امام مجموعة من المحللين الرفيعي المستوى، وهذا التقويم كان وراء نجاحنا في اتخاذ بعض القرارات، وفي توصلنا الى اتخاذ قرار مشترك في المشاركة في محادثات واشنطن استناداً الى تحليلنا ومعطياتنا واعتباراتنا. وكذلك نجحنا في اختيار لائحة مشتركة بأسماء المدن التي ستجري فيها المحادثات لاحقاً، مع انه كانت هناك اقتراحات ببعض الاسماء المشتركة وببعضها الآخر غير المشترك. كما اتفقنا على فرض اسلوب معين على انفسنا للتعاطي مع هذا المؤتمر، في شقه الاعلامي والسياسي والمناوراتي، اضافة الى تعاطينا مع اميركا وغيرها. اذ اتفقنا، وهذا لم يرد في وسائل الاعلام، على عدد من الامور حول كيفية تعاطينا مع المفاوضات.
اخيراً انا اعتبر اننا اتفقنا على ألا نختلف على موضوع المتعددة الاطراف.
* كيف؟
- اتفقنا بأن نحترم قرار كل دولة قد تكون لها خصائص معينة، فللاردن ميزات وخصائص لن ادخل فيها، قد تكون سياسية او اقتصادية او غيرها، وللفلسطينيين ايضاً وضع خاص. وبالطبع كنا تمنينا بأن يكون لنا موقف مشترك ولكن اتفقنا على الا نختلف، حتى ولو كان هنالك تباين في نظرتنا الى المتعددة الاطراف. ومن هنا خرجنا بقناعة ضرورة احترام آراء بعضنا البعض والاكتفاء على اتفاقنا على نقاط كثيرة مهمة جداً.
* هل تعتقد ان موقفكم بالنسبة الى المتعددة نهائي او مشروط؟
- لا موقف نهائياً في السياسة. نحن عندما رفضنا الدخول في المفاوضات المتعددة الاطراف، لم نرفض المبدأ اطلاقاً، وكنت واضحاً آنذاك عندما قلت اننا مع المبدأ ولن نرفض الآلية ولا المكان، واكثر من ذلك قلت ان لبنان قد يكون من اكثر الدول مصلحة في هذا النظام الاقليمي الجديد الذي هو موضوع المباحثات، وانما كان تحفظنا يدور حول التوقيت. كنا نقول ولا نزال نقول ان توقيت الجولة للمتعددة الاطراف يأتي كتطبيق للسلام، بينما لسنا متأكدين حتى الآن بأن السلام آت. فليؤكدوا لنا بأن السلام آت ولا مانع لدينا. كنا نقول ان المتعددة هي تطبيق لحالة سلام حتى الآن لا نعلم معالمها. فليؤكدوا لنا وليرسموا لنا معالم السلام وعندئذ نحن جاهزون. لا سيما وان المتعددة تتناول في حدود معينة مكاسب لعدد من الدول، ومنها اسرائيل، فلا مانع لدينا بأن يكون هناك مكاسب، ولكن نرفض البحث في المكاسب قبل ان نبحث في التزامات اسرائيل. وعلى الاقل ان تبدأ اسرائيل وتقول لنا بماذا التزمت. لذلك شبهت هذا الموضوع وكأنه يطلب منا ان نفرش منزلاً قبل ان نبني هذا المنزل، دعونا نبنيه واعطونا خريطة المنزل، وعندئذ نشتري له الاثاث. ولذلك لا يجوز الدخول في المتعددة قبل ان نحرز التقدم الملموس الذي يظهر لنا شكل السلام.
* هل اتفق على عاصمة معينة كمكان للمفاوضات بعد واشنطن؟
- انتقينا عشر عواصم، واقعية وممكنة تناسب الجميع، ولم نضع طروحات تعجيزية ترفض من قبل فريق. لقد طرحنا عواصم معروفة بمصداقيتها السياسية وبقدراتها الامنية واللوجستية ومعظمها في اوروبا، آخذين في الاعتبار ان المجيء الى منطقة الشرق الاوسط امر مبكر تماماً، نظراً الى ان العودة الى عاصمة شرق اوسطية يعني اننا احرزنا تقدماً واصبحنا نتباحث في شؤون لوجستية وجغرافية وامنية، وحينذاك لا مانع لدينا، لكن الآن من المبكر، ومطلوب عاصمة تستطيع استضافة المؤتمر وتتميز بموقف سياسي ومعنوي مقبول للجميع. مطلوب عاصمة يستطيع ان يتواجد فيها من يرعى المؤتمر بثقل كما هو منصوص في رسائل التأكيدات، ومطلوب عاصمة تستطيع لوجستياً استضافة الوفود وتأمين كل الشروط الامنية لحمايتهم، بمعنى الا تكون وكراً للمخابرات وما اشبه ذلك.
* اذا حصل تقدم في المفاوضات الثنائية هل سيشارك لبنان في المتعددة حتى لو حصلت في عاصمة قريبة؟
- طبعاً ان التقدم يعني في الثنائية تثبيت رغبة اسرائيل في السلام ويعني التقدم في تطبيق الالتزامات، وعندئذ تسقط كل الحواجز الشكلية والتحفظات لأن الاساس هو ارساء السلام. وحتى هذه الساعة فاننا نتمسك بعدد من المواقف الاحتياطية لأن لا ثقة لدينا بأن اسرائيل تريد السلام، واذا ثبت العكس فالمباحثات تصبح ممكنة في اي مكان، اي لا مانع في ان تعقد المباحثات التكميلية او النهائية في اية عاصمة، وانما بعد اقرار مبدأ الانسحاب.
مسايرة سورية
* يقال ان واشنطن لم تبد ارتياحها لموقف لبنان من المتعددة، واعتبر انه جاء مسايرة لسورية؟
- اعتقد ان هذا السؤال، على مستوى المعلومات، غير دقيق، ما بلغني ان اميركا تلوم لبنان كثيراً، بالطبع اعلنت بأنها كانت تمنت ان يكون لبنان في هذه المباحثات، ولكن لا اعتقد ان عدم وجود لبنان خلق ازمة بين لبنان واميركا. اما في ما يتعلق بالقول ان هذا الموقف جاء مسايرة لسورية، استطيع ان اؤكد ان هذا هو موقف لبنان قبل ان يكون موقف اي دولة اخرى بما فيهم سورية، وهذا الموقف اعلنته في جامعة الدول العربية قبل ان يباشر المؤتمر اعماله. وقبل ان يعرف احد ان هناك مباحثات متعددة الاطراف... كنا نقرأ في الصحف بأن مشروع المؤتمر قد يشتمل على عقد مباحثات متعددة الاطراف، فأستطيع ان اقول ان هذه قناعة مطلقة لدينا. بالطبع لا مانع ولا عُقد اطلاقاً، لو كان عندنا غير قناعة بأن نتوصل نحن وسورية الى موقف مشترك، ففي كل موقف مشترك، تنازلات من هنا وهناك. ولكن في هذا الظرف في الذات لا اخفي اطلاقاً ان سورية سلمت للبنان في عدد من الامور.
* مثل كيف؟
- خصوصاً في الثنائية في المرة الاخيرة. ولكن في هذا الموضوع اؤكد من دون عقد ان اول موقف رافض كان للبنان، ومن ثم سمعنا بأن لسورية موقفاً رافضاً. اذا فاللوم ليس في محله لأننا اتفقنا على الموقف نفسه.
* القول بامكانية حل مشكلة لبنان بمعزل عن حل ازمة المنطقة كيف يمكن ان يترجم، وهل بمقدور لبنان السير في تطبيق القرار 425 بصرف النظر عن نتائج المفاوضات على الجبهات الاخرى؟ وهل هناك موافقة سورية؟
- لنكن دقيقين، انا اعتقد بأن تطبيق القرار 425، اي انسحاب اسرائيلي شامل غير مشروط وغير مرتبط بمعاهدة سلام، هذا قرار ممكن تطبيقه، وانا واثق وأؤكد بأنه لا يمكن لسورية الا ان تؤيد هذا الاتفاق. اما اذا علينا بتطبيق القرار 425 مقابل معاهدة سلام، فهذا مرفوض من جانبنا قبل ان نقول بأن سورية توافق او لا. من هنا اعتقد ان هناك امكانية لتطبيق القرار 425 اذا ارادت اسرائيل وهو اسهل القرارات، لماذا؟ لأن اسرائيل تقول ان لا مطامع لها في لبنان. ولأن القرار 425 بحد ذاته واضح وصريح ولا خلاف على تفسيره، بينما القرار 242 يقضي التفاهم حول انسحاب اسرائيل من الاراضي او من اراض عربية. ولا اعتقد بأن لاسرائيل نظرة اخرى للقرار 425. من هنا اعتقد ان تطبيق القرار 425، اذا وضعت الضغوطات اللازمة لتنفيذه، قد يشكل سلفة لهذا المؤتمر.
* هل تقدم لبنان بطلب سلفة؟
- لقد تقدمنا بطلب سلفة منذ فترة زمنية طويلة، وعلى اساس طلب كامل بتطبيق القرار 425.. وكلامنا مع اميركا واضح ان القرار 425 هو قرار واضح لا يحتاج الى مباحثات طويلة ومعقدة، وقد يكون تطبيقه اسهل من تنفيذ القرارات الاخرى، اولاً لاثبات المصداقية الاميركية وثانياً لاعطاء دفع لمفاوضات السلام. وقلنا لهم صراحة، تفضلوا طبقوا القرار 425 قبل غيره...
* هل تعتبر ان موضوع المساعدات مرتبط باطلاق الرهينتين الالمانيين او بعملية السلام في المنطقة؟
- من كثرة الحديث عن المساعدات فانها تأتي من دون ان نتحدث عنها ولا احد يراها، بالامس في التقرير الذي رفعه مجلس الانماء والاعمار الى مجلس الوزراء، ظهرت ارقام بحجم المساعدات التي وصلت والتي في طريقها الى لبنان بقيمة مليار دولار. وبالفعل اذا جمعنا المساعدات من عربية وغربية ومن صناديق دعم عربية وغير عربية نرى اننا سنصل الى رقم لا بأس به وان كنا نطالب بأكثر من ذلك. بينما هاجس اللبناني هو حجم اكبر. وانا اقول ان موضوع المساعدات يتأثر الى حد ما بكل ما يحكى عن صندوق شامل للمتعددة الاطراف قد تشارك فيه اكثر من 30 دولة لاعادة اعمار المنطقة ككل، وان معظم الدول تفضل ان تنتظر تأسيس هذا الصندوق من ان تبدأ الدخول في خطوات خاصة، لكن لا املك معطيات تقول ان هناك قراراً بمنع المساعدات قبل انتهاء المفاوضات. لذلك هناك جو معين يؤثر سلباً على المساعدات، كون كثير من الدول كاليابان وغيرها، تفضل الدخول من باب المفاوضات المتعددة الاطراف في هذا المشروع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.