في وسط لندن، وبالتحديد داخل كلية الفنون الملكية في حي "كنزنغتون" افتتح معرض لبعض أقدم وأندر قطع الخزف والفخار التي اكتشفت اخيرا في مدينة "فاس" المغربية، حيث علقت على حيطان غاليري "غولبنكيان" في الكلية اجمل القطع المنثورة والمنقوشة بحجارة الفسيفساء الصغيرة الملونة، والتي يعود تاريخها الى القرن الثالث عشر. وهذه هي المرة الاولى التي تعرض فيها هذه الآثار في بريطانيا وقد سمي المعرض بعنوان "الزليج: فن الخزف المغربي"، وهو يلقي ضوءا على فن الهندسة المغربية الماضية والحاضرة. فن قديم و"الزليج" هو الاسم المغربي لطريقة انتاج هذه القطع الخزفية التي نشأت منذ حوالي 700 عام كفن اسلامي تستعمل فيه الاشكال الهندسية المرسومة والمزينة بالفسيفساء بعد خبز الفخار وصقله. وتستعمل الالوان والاشكال المختلفة فيها بطرق بارعة لتعطي صورة كاملة متناسبة ومتوازنة. ومن قطع الفخار في المعرض، العديد من الاوعية والاطباق، وحاملات الحبر على اشكال مبان مصغّرة وملونة، وجرّات الماء والمزهريات وغيرها، كلها مطلية بألوان مشرقة رائعة. وقد جمعت القطع المعروضة من مختلف الجهات، فبعضها جاءت من المتاحف المختلفة في الرباط ومراكش وطنجة وغيرها، واخرى قُدمت من شخصيات وجهات خاصة. الهدف ويقام هذا المعرض من اجل تعزيز العلاقات الثقافية القائمة بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة. واشرف على تنظيمه بروفسور بريطاني مع زميلة له في الكلية، الدكتورة سمر دملوجي، وهي مهندسة عراقية، تحاضر في الفنون الاسلامية التقليدية المرئية. وكانت الدكتورة دملوجي، قد بدأت بتنظيم هذا المعرض منذ عام بالتعاون مع وزارة الثقافة في المغرب. ويتبع هذا المعرض تعاون آخر بين الكلية والجهات المعنية المغربية للمشاركة في ترميم وإعادة بناء مدينة "فاس" كونها مركز تراث عالمي، داخل نطاق برامج منظمة ال "يونيسكو". وتقول الدكتورة دملوجي ان هذا المقرر التعليمي هدفه تنمية هذه العلاقات المبنية على اسس الفن والتراث وحماية الفن التقليدي الخاص بالمغرب. فيلم مصور ويحتوي المعرض على برنامج قصير يعرض على شاشة كبيرة تظهر فيه صور تبين روعة الهندسة المعمارية في المغرب، يصاحبها تعليق كامل يفسر حرفة "الزليج" ويدل على بعض الامثال البارزة للخزف والفخار في المدن المغربية مثل فاسوالرباطوالدار البيضاء ومراكش واغادير، كالمدارس الرائعة التصميم والمساجد الاخاذة والقصور الملكية المنمقة بهذا الفن. ومن اروعها مسجد الملك الحسن الثاني الكبير في الدار البيضاء، في مرحلته النهائية من البناء، والذي شيد على شاطئ البحر تعلوه مئذنة بديعة تعكس فن التصميم الغني بالزينة والاتقان والذي يظهر مرة اخرى داخل هذا المسجد الرائع. ويبين هذا المعرض الاندماج الكامل والمنساب بين التصاميم الهندسية والاشكال الفنية كما ورثها وطورها الحرفيون والفنانون في المغرب. ويدوم هذا المعرض حتى يوم الجمعة المصادف 13 آذار مارس 1992، والدخول مجانا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة السادسة مساء من ايام الاثنين حتى الجمعة.