أكد السيد محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"، في لقاء خاص مع "الوسط"، ان النظام العراقي سيسقط "خلال ايام" اذا حصلت المعارضة العراقية على دعم وحماية دولية كافية. وقد التقت "الوسط" السيد محمد باقر الحكيم في ختام زيارته للملكة العربية السعودية - وهي الاولى من نوعها - حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الامير عبدالله بن عبدالعزيز والامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران. وعلمت "الوسط" من مصادر وثيقة الاطلاع ان "الخطة السياسية والعسكرية" الجديدة التي وضعها زعماء وممثلو حركات المعارضة العراقية للاطاحة بنظام صدام حسين تؤكد بشكل خاص الحرص على وحدة العراق وعدم تفكيكه وعدم قيام دولة كردية في الشمال و"جمهورية شيعية" في الجنوب. كما تم الاتفاق على عقد مؤتمر عام يضم جميع القادة والشخصيات العراقية المعارضة في نهاية آذار مارس الجاري لتبني هذه الخطة وتشكيل قيادة سياسية موحدة لتنفيذها. وفي لقائه مع "الوسط" تحدث السيد محمد باقر الحكيم بصراحة فقال ان نظام صدام حسين لم يسقط لأنه استفاد من دعم دولي وظروف دولية معينة، وهذا ما ادى الى فشل الانتفاضة الشعبية ضد النظام في العام الماضي. لكنه اضاف: "ان الشعب العراقي لا يزال يواصل جهاده ضد نظام صدام الذي بدأ يضعف يوماً بعد يوم. وأنا اعتقد انه لو توفر دعم وحماية دولية للشعب العراقي وضمانات بعدم استخدام الاسلحة الثقيلة من قبل النظام لأمكن هذا الشعب ان يسقط نظام صدام خلال أيام قليلة". ووجه الحكيم انتقادات الى التعامل الاميركي مع العراق فقال: "كان هناك تشويش في الرؤية لدى الاميركيين باعتبار انهم قليلو التجربة بالاوضاع العراقية، اذ كانوا ينظرون الى الشأن العراقي من خلال الحرب الايرانية - العراقية الامر الذي ابعدهم في السنوات الماضية عن التركيز على الاوضاع الداخلية في العراق، وظنوا ان الجبهة الداخلية هادئة ولا وجود لأية معارضة، وعندما وجدوا انفسهم وسط هذا الانفجار الكبير الذي احدثه الشعب العراقي لم يستطيعوا التعامل معه بشكل طبيعي … وقد وجدت اميركا وبعض القوى الاخرى نفسها امام خيارين: استبدال نظام صدام بنظام آخر له المواصفات نفسها، او ان يبقى نظام صدام ضعيفاً لفترة معينة حتى يتأكدوا مما ستفعله المعارضة". وذكر "ان صدام حسين ليس بالقوة التي يتحدثون عنها، فنظامه يعتمد بشكل اساسي على اداة القمع اللامتناهية التي يستخدمها ضد شعبه، وهذا سر بقائه. ولذلك فانه في اليوم الذي يتوقف فيه هذا القمع ينهار النظام". وتحدث الحكيم عن برنامج المعارضة فقال: المعارضة العراقية من خلال الاتصالات الواسعة مع كافة اطرافها طيلة الفترة السابقة تكوّن لديها برنامج يتسم بكثير من الوضوح، ويمكن الاشارة الى ذلك بالامور الآتية: اولاً تمكنت المعارضة من تشخيص طبيعة الشعارات السياسية لهذه المرحلة، ثانياً: تمكنت من تشخيص الرؤية المستقبلية للعراق مستقبلاً بعد سقوط النظام، ثالثاً تمكنت من تشخيص منهج التغيير الذي يعتمد اساساً على النقاط الخمس التي طرحتها خلال زيارتي قبل شهرين الى دمشق والتي بحثتها اطراف المعارضة العراقية ولم اسمع الى الآن اي اعتراضات عليها، والامر الرابع يتعلق بايجاد الطريقة المناسبة للوصول الى مخرج سياسي، بمعنى تشكيل قيادة سياسية للمعارضة العراقية لتطبيق هذا البرنامج، وهذا ما يتم تداوله حالياً بين الاخوة في سورية او في لندن او اطراف المعارضة الموجودة في دول اخرى. وأنا اعتقد انه اذا توافرت بعض الشروط فان المعارضة العراقية ستتفق على انشاء القيادة السياسية الموحدة التي تضم كل الاطراف. واعتبر الحكيم انه "اذا اردنا التحدث عن "سر" بقاء صدام حسين - وهو في رأيي القضية المركزية - فينبغي الاشارة الى استعداد هذا النظام للقيام باعمال وحشية ليس ضد المعارضة فقط، بل ضد كل افراد الشعب العراقي الذي لا يمكنه مواجهة هذه الاعمال الا اذا كان هناك استعداد اقليمي ودولي لمساعدته". واعترف الحكيم بأنه "ليس هناك دعم دولي حقيقي للمعارضة العراقية سوى الدعم الاعلامي".