وصف رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق السيد محمد باقر الحكيم تخصيص الولاياتالمتحدة نحو مئة مليون دولار للمعارضة العراقية بهدف مساعدتها في تغيير نظام الحكم في بغداد بأنه "عملية مضحكة تثير السخرية". وفي حديث الى "الحياة" رفض الحكيم تدخلاً اميركياً في العراق وميّز بين "المعارضة الحقيقية" في الداخل و"معارضة الدكاكين في الخارج، العاجزة عن تحقيق اي تغيير". وقال الحكيم عن مبلغ المئة مليون دولار: "لو كانت العملية تتم بهذه الطريقة لكنت استجديت هذا المبلغ من جميع المتضررين من نظام الرئيس صدام حسين، وانهينا المشكلة". وتابع ان "قضية التغيير معقدة جداً وتحتاج جهوداً حقيقية من داخل العراق، وتعاوناً بين الجيش وابناء العشائر والقوى المؤثرة من السنّة والشيعة العرب والاكراد". وشدد على ان هذا الامر لا يتم سوى "بروح وطنية مخلصة" متسائلاً "اذا دخلت الولاياتالمتحدةالعراق بهذه الطريقة فأين الوطنية والاخلاص والشرف والقيم". ولم يتردد الحكيم في اعلان معارضة صريحة لتدخل اميركي او اجنبي لتغيير نظام الحكم في العراق. وقال: "لم نعلن استعدادنا للتعاون مع اميركا او الدول الكبرى لاسقاط النظام، ومن يدّعي هذا الكلام عليه ان يثبته، ونحن لا ننتظر ان تأتي دولة وتحتل العراق وتغيّر النظام، ونعتقد ان هذه القوى الخارجية ذاتها لا تريد ان يكون في العراق حكم شعبي وديموقراطي، والدليل انها ساهمت في قمع الشعب العراقي عندما انتفض عام 1991". واستطرد مشدداً على ان "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في حماية الشعب العراقي من عمليات القمع التي يمارسها النظام ضده، لذلك نطالب الدول الكبرى التي لها وجود في المؤسسات الاممية وتتمتع بعضوية دائمة في مجلس الامن بأن تتحرك ضمن تحرك المجتمع الدولي في حماية الشعب العراقي من النظام، ولا نطالب بأي تدخل من نوع آخر كتغيير النظام، بل نرى ان تدخلاً كهذا يلحق الضرر بمصلحة الشعب العراقي ومستقبله". وفي شأن مشاركة "المجلس الاعلى" في اجتماع ممثلي تنظيمات عراقية معارضة مع وزير الدولة البريطاني ديريك فاتشيت شدد الحكيم على "هدفين رئيسيين في حضور مثل هذه الاجتماعات لا نتجاوزهما: ان نسمع ما يقوله الآخرون ونطّلع على ما يريدون فعله لنكون على اطلاع على ما يجري في الاوساط السياسية والدولية، وان نُسمع الآخرين رأينا ومواقفنا". ولفت الى "قضية مهمة جداً حُذفت من الصراع" مشيراً الى ان "هناك الآن صراعاً مُفتعلاً بين الولاياتالمتحدة والنظام على الاسلحة التدميرية في حين غُيّب الشعب العراقي الذي لا يعير اهمية لقضية الاسلحة لأن قضيته الاولى هي الجوع والمرض وانعدام الامن والاستقرار وتفسّخ البيئة الاجتماعية والقمع الذي يتعرض له". وميّز الحكيم بين "المعارضة الحقيقية الموجودة في الداخل" و"معارضة العناوين والدكاكين في الخارج". وقال: "ينبغي التركيز على وحدة المعارضة العراقية داخل العراق وعلى الوحدة بين السنّة والشيعة، وبين الجيش والشعب وبين العرب والاكراد لأن التغيير يكون من داخل، واذا اتحد هؤلاء هناك فان التغيير ممكن. اما المعارضة في الخارج التي توالدت كأسماء وعناوين بصورة مذهلة بعد حرب الخليج الثانية فإنها عاجزة عن تحقيق اي تغيير"