لم يكن قاموس اللهجة المصرية قبل سنوات عدة يعرف كلمة "الايروبيك"، لكن شركات الفيديو المنتشرة في القاهرة عرفت كيف تدخلها اليه اذ انها عمدت الى طرح شريط للنجمة العالمية جين فوندا تقوم فيه باداء بعض التمرينات الرياضية على انغام الموسيقى فحقق نجاحاً كبيراً وبدأ على اثره نشاط "الايروبيك" يغزو الاحياء المصرية الراقية. ويجمع الاطباء وخبراء السمنة و"التخسيس" وتنقيص الوزن على ان الرياضة هي احد العناصر الاساسية لعملية الرشاقة وانها بالتوافق مع "ريجيم" غذائي محدد ومستمر، هما الاسلوب الامثل لعلاج السمنة والبدانة. واذا كان "الريجيم" هو هاجس نساء الغرب فانه اصبح ايضاً هاجس نساء الاحياء الراقية في مصر، اما في القرى والريف فان الاعتقاد الذي مازال سائداً هو ان المرأة البدينة هي المرأة السليمة والجميلة في آن واحد. تجربة جديدة غير ان تجربة مهمة بدأها الدكتور محمد شرف، رئيس قسم الروماتيزم والطب الطبيعي ومدير مستشفى الساحل لعلاج السمنة والبدانة، حققت نجاحاً كبيراً في اكبر احياء القاهرة الشعبية وهو حي الساحل، حيث اقام وحدة لعلاج السمنة في مستشفاه منذ ثلاث سنوات جذبت 1400 سيدة بصورة يومية يمارسن نظاماً خاصاًَ لعلاج السمنة. وساعد على استمرار ونجاح التجربة، كما يقول الدكتور شرف، النتائج الايجابية التي حصل عليها المرضى في انقاص اوزانهم، من جراء تركيز العلاج على ريجيم غذائي خاص يعتبر اسلوب حياة مستمراً وقائماً مدى العمر وعلاجاً نفسياً وسلوكياً ورياضة علاجية واستخدام وجبة مشبعة مالئة للمعدة تعطي المريض احساساً زائفا بالشبع. مدة العلاج "العمر كله" ويرى الدكتور محمد شرف ان اول عناصر الفشل في اتباع نظام الريجيم يأتي من تكرار المحاولات لانقاص الوزن دون ان يقتنع الراغب في انقاص وزنه. ان المحاولة هي نهاية المطاف وان وزنه سوف ينقص ولن تعود اليه السمنة مرة اخرى، وهذا يتطلب قدراً كبيراً من الاصرار والاقتناع بأن مدة العلاج هي "العمر كله" وان علاج السمنة يعني اسلوب حياة في الغذاء والحركة يجب ان يستمر مدى الحياة. ويقول: "ان الاستعداد للسمنة وراثي، لكن السمنة ليست وراثية"، ويوضح "ربما يرث الشخص عن والديه الاستعداد لان يكون سميناً اذا اكل بشراهة ولم يتحرك او يمارس الرياضة، ولكن في الوقت نفسه فانه ليس من الضروري ان يكون الشخص سميناً كنتيجة وراثية لوالديه او احداهما، فعلى رغم وجود الاستعداد فان اتباع الشخص لنظام غذائي وحركي سليم يقيه الوقوع في براثن السمنة". ولكن هل كل من يأكل كثيراً يكون معرضاً للاصابة بأمراض السمنة؟ - يقول الدكتور محمد شرف: "لا يحدث هذا بصورة مطلقة"، ويتابع "الدهون التي تتراكم في الجسم يتم تخزينها داخل اكياس اسمها الخلايا الدهنية، وهي المكان الوحيد الذي يمكن للدهون الدخول اليه وملئه، وبدون هذا الحيز لا يمكن للجسم تخزين الدهن والاصابة بالسمنة. وهذه الخلايا يختلف عددها عند كل انسان، فاذا كانت كثيرة عند شخص معين فانه سيكون لديه الاستعداد للاصابة بالسمنة اذا امتلأت بالدهن، ولكنه سيظل رشيقاً اذا ما بقيت فارغة. اما الشخص الذي يأكل كثيراً ولا يصاب بالسمنة فهو من الاساس ليس لديه غير عدد قليل من الخلايا الدهنية، وبالتالي لا يوجد عنده الحيز الذي يمكن ان تتراكم الدهون به ليصاب بالسمنة. كذلك فان توزيع هذه الخلايا الدهنية بالجسم له "خريطة" تختلف من شخص لآخر، فعندما توجد بكميات كبيرة في الردفين او المقعدة مثلا فان استعداد هذا الشخص للسمنة يكون في هذه الاماكن". الشهية الزائفة ويقول الدكتور شرف: "بصفة عامة اذا استمر الانسان في تناول كميات كبيرة من الطعام وعوّد نفسه على الوجبات الدسمة فان معدته سوف تتمدد وستصاب "بشهية زائفة" اي شهية الى طعام لا يحتاجه جسمه، وعندماپيتوقف عن تناول الطعام ولا يملأ هذه المعدة الممتمددة فانه سوف يشعر بالجوع والدوار الذي يشبه الاغماء، وعكس ذلك صحيح، فاذا تعود الشخص على تناول كميات بسيطة من الطعام فانه سوف يشعر "بالشبع" بعد تناوله القدر البسيط من الطعام الذي يحتاجه جسمه، وسيعيش متمتعاً بالصحة واللياقة دون ان يعاني آلام الجوع او الرغبة في الطعام". ويرى الدكتور شرف ان وراء كل طفل سمين اماً مذنبة ويقول: "ربة الاسرة في العادة هي التي تقع عليها المسؤولية المباشرة لاصابة اولادها او زوجها بالسمنة لسبب بسيط هو انها هي التي تقدم لهم الطعام، فالطفل لا رأي له في ما يقدم له من طعام، والزوج غالباً ما يدفعه الجوع عند العودة من العمل الى اكل اي شيء وبخاصة اذا كان لذيذ الطعم شهي الرائحة، وفي العادة فان السمنة تنتشر اكثر بين افراد العائلة الواحدة واحدث نظريات العلاج توصي بأن يكون علاجهم معاً". هل لاضطرابات الغدد والهرمونات دور في الاصابة بالسمنة؟ - نعم، ولكن في حالات قليلة جداً فالغالبية العظمى من المصابين بالسمنة ترجع اصابتهم الى التهام الكثير من الطعام وقلة الحركة، وفي الحالات النادرة التي يكون السبب في الاصابة بالسمنة راجعا الى اضطرابات في الغدد والهرمونات فان الغدة النخامية تتسبب في اصابة الاطفال بالسمنة مع بقاء حجم اليدين والقدمين صغيراً، كما ان توزيع الدهن في جسم الانسان يكون على خريطة غير طبيعية حيث يكثر وجوده في منطقتي الحوض والصدر اكثر من بقية اجزاء الجسم، ويكون الجسم ناعم الملمس مما يعطي المريض منظراً انثوياً. ويعاني المريض "الفجيعة" اي النهم الشديد لتناول الطعام واحساس دائم بالعطش وكذلك الضعف الجنسي، وفي حالات اخرى تكون الغدة الدرقية هي الملامة عن الاصابة بالسمنة ولكن بصفة عامة فان دور الهرمونات والغدد محدود بين المصابين بالسمنة. تحذير ويحذر الدكتور محمد شرف من تناول ادوية انقاص الوزن ويقول:"هناك ادوية تنقص الوزن ولكنها تسبب الكثير من المضاعفات والاضرار، وتصيب متعاطيها بالتوتر والقلق والارق واحيانا التهيج او الاكتئاب، بالاضافة الى ما تسببه لهم من جفاف الحلق والصداع، كما ان معظمها يسبب الادمان والمؤكد ان السمنة تعود الى المريض بعد توقفه عن تعاطيها". ويؤكد الدكتور محمد شرف على ان بعض المشروبات يكون لها اثر كبير في الاصابة بالسمنة ويقول: "ليس الطعام وحده الذي يسبب السمنة فهناك مشروبات يجب تجنبها والامتناع عنها مثل اي مشروب يستخدم السكر في الشاي والقهوة، وافضل طريقة لشربها ان تكون خفيفة وبدون سكر على ان يضاف اليها لبن منزوع الدسم وكذلك يجب تجنب الكاكاو والمياه الغازية عدا الدايت وعلب العصير المحفوظة والبيرة والنبيذ واللبن بالموز او المشروبات التي يستخدم فيها اللبن كامل الدسم. هل يسبب الماء ظهور "الكرش" او السمنة؟ - بالتأكيد لا، ويستطيع الشخص ان يشرب اي كمية من الماء بدون ان يزيد وزنه اوقية واحدة، "فالكرش" سببه الاساسي ترهل عضلات البطن وضعفها وليس شرب الماء. فالماء لا تظل في المعدة بل تُمتص في الدم وتتوزع في انحاء الجسم الى ان يخرجها الجسم عن طريق البول والعرق والتبخر من الرئتين، ولكن شرب الماء اثناء الاكل ربما يفتح الشهية والافضل ان يتأخر شرب الماء بعد الاكل بقدر المستطاع. وعن نظام علاج السمنة المتبع في وحدة علاج السمنة بمستشفى الساحل والذي حقق نجاحا كبيرا يقول: "يشعر الانسان بالجوع في الوقت الذي تعود على تناول الطعام فيه، حيث تكون المعدة الفارغة عاملا مهما مسببا بالاحساس بالجوع، فالمعدة الفارغة ترسل اشارات الى مركز محدد بالمخ هو مركز الشبع، وتظل المعدة ترسل هذه الاشارات بحدة ولا تتوقف الا اذا امتلأت وانتفخت جدرانها، عندئذ فقط ترسل اشاراتها الى مركز الشبع، ولهذا فان تناول مريض السمنة الوجبة مشبعة مالئة للمعدة يعد احدى الخطوات المهمة لاتباع نظام التخسيس، وهي عبارة عن وجبة غذائية كبيرة الحجم قيمتها الغذائية قليلة تشبع الانسان بدون ان تغذيه، وينصح بأكلها قبل موعد تناول الطعام بنصف ساعة، ثم يشرب المريض بعدها 4 أو 5 اكواب ماء بمعدل كوب كل خمس دقائق، حيث سيجعلها الماء "تنفش" وتنتفخ، ويزداد حجمها جدا، وتملأ جزءا كبيرا من فراغ المعدة، وحينما يجلس الى مائدة الطعام يكون فقد الرغبة الشديدة حيث سيشعر بالشبع بعدما يأكل قدرا بسيطاً من الطعام". المكونات اما عن مكونات تلك الوجبة المشبعة يقول الدكتور شرف انها تتكون من قشر البطاطا والنعناع والفول النابت، ومسحوق الردة الذي يتمتع بخاصة امتصاص الماء والاحتفاظ به حول انسجته، فيشكل حجما كبيرا من فراغ المعدة غير قابل للهضم، ولا يحتوي على مواد مغذية. وهذه الوجبة لا تتعدى قيمتها الغذائية 50 سعرا وهي صعبة الهضم وفي الوقت نفسه فان موادها خالية من الاضرار الجانبية على جسم الانسان، وملمسها ناعم لا يسبب اي تجرحات لجدار المعدة او الامعاء. ويضيف الدكتور شرف: "بعد تناول الوجبة المشبعة يسمح للمريض بتناول الكثير من الاطعمة اثناء الوجبات اليومية ومنها الكرنب والقرنبيط والكرفس والبامية والبصل والبقدونس والليمون والخل والكوسة والسبانخ والفلفل والفجل واللفت والكسبرة والفاصوليا الخضراء والجزر الاصفر وشوربة الدجاج او اللحم ولحم البتلو الاحمر والكبدة المشوية والارانب المسلوقة او المشوية والاسماك المشوية، والبيض يوميا، وملعقة عسل نحل يوميا، وثمرتين من اليوسفي ومثلهما من البرتقال، ولحم الكندوز الصغير والدجاج المسلوق او المشوي. اما الطعام الممنوع منعا باتاً فأهمه الخبز بأنواعه والرز والمعكرونة والبطاطا والقمح والذرة والسكر والشوكولاتا والكوارع والكلاوي والاسماك المقلية والزيوت والزبدة والقشطة والزيتون والطعمية الفلافل والجبن كامل الدسم، والعدس والمكسرات والمربيات، وكل اللحوم السمينة، ولحم البط والاوز والسجق والهامبورغر والمياه الغازية وشوربة الطماطم والموز والتين والفراولة". ويؤكد الدكتور شرف على اهمية اتباع نظام رياضي بالتوازي مع اتباع نظام الريجيم الغذائي، ويقول: "الرياضة تستهلك الطاقة فتحترق السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم بحرق الدهون المتراكمة تحت الجلد وتساعد في علاج اضطرابات ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول بالدم، وتقلل من احتمالات الاصابة بالذبحة القلبية، ومريض السمنة الذي يفقد وزنه من دون ممارسة رياضة يكون هذا الوزن المفقود على حساب الدهون والعضلات، اما المريض الذي يمارس الرياضة اثناء التخسيس فإنه يفقد الدهون اكثر ويحتفظ بعضلاته". ويرى الدكتور محمد شرف ان هناك وسائل كثيرة تستخدم للتخسيس من دون ان يعرف مستخدموها انها غير مجدية، مثل: الاحزمة الهزازة واجهزة التدليك الكهربائية والرعاشة التي ثبت انها لا تؤدي الى حرق سعرات كافية ليكون لها أثر ملموس واحيانا يكون لها تأثير ضار مثل المساعدة على سقوط الكلى لدى الاشخاص الذين ينخفض وزنهم عند اتباع ريجيم غذائي قاس، ويرى ان المساج والتدليك ايضا يعد من الطرق غير المجدية، فهو لا يفيد المريض بالسمنة، وانما يفيد الشخص الذي يقوم بالتدليك لأنه هو الذي يقوم بالجهد ويحرق السعرات الغذائية، اما حمامات السونا والبخار فهي تؤدي الى ان يعرق الانسان بغزارة فيفقد وزنه كيلو او اثنين بعد ممارستها، ولكن وزن جسمه خلال الساعات التالية يعود عن طريق ما يشربه من ماء كما كان تماما، لأن الانسان لا يعرق دهنا، وانما يعرق عرقا عبارة عن ماء واملاح بالاضافة الى الكريمات والصابون التي يدعي انها تخسس المنطقة التي تدهن بها ولا يوجد كريم يذيب الدهون والشحم عن طريق تدليك الجلد ولكنها كما يرى الدكتور شرف غير علمية. الفارق في الذوق وفي حي المعادي، احد اشهر احياء القاهرة الراقية، بدأت سامية علوية نشاطا جديدا في مصر هو "الايروبيك" او التمرينات الرياضية الراقصة، وهي كانت راقصة باليه اصقلت دراستها وموهبتها بالسفر الى الولاياتالمتحدة لتعلم فنون الرياضة، وهي تقول: "النظرة الى المرأة في مصر اختلفت كثيرا على عكس ما كان يحدث في الماضي، فالآن المرأة الجميلة هي النحيفة والرشيقة ذات الجسم الممشوق، وفي الماضي كانت المرأة ذات المميزات هي ذات الجسم الممتلئ البدين، وحدث التحول في المدن بصورة اكبر منه في الريف حيث ما زالت النظرة القديمة سائدة"، وتضيف: "ان فن الايروبيك يعتبر مهما لمعالجة السمنة، وبناء على دراسات علمية لا بد ان تمارس مريضة السمنة حركات متواصلة لوقت معين حسب وزنها وحسب قدرتها الصحية، واذا كانت في بداية تطبيق نظام "ريجيم" لانقاص الوزن فلن تستطيع عمل حركات متواصلة لمدة طويلة وستكون البداية بسيطة ولوقت محدود يزيد طبقا للبرنامج الموضوع لها، وبصفة عامة فإن الفترة الكافية لبدء حرق الدهون داخل الجسم عن طريق ممارسة الرياضة الراقصة هي 12 دقيقة في ظل حركة متواصلة بمستوى معين بعد قياس معدل ضربات القلب". وتتابع "كل متدربة تدون في استمارة خاصة بيانات مهمة عن سنها وحالتها الصحية، المعدل الطبيعي لضربات قلبها وضغط دمها... وكثيرا ما تأتي سيدة تعاني السمنة ولا يكون في جسمها عضلات على الاطلاق فلا استطيع الضغط عليها اثناء التمرين لأن الاجسام التي تفتقد العضلات اذا مارست الرياضة بقوة فلن تحرق الدهون داخلها وسيحدث رد فعل عكسي وسيحترق السكر في الدم". وتختم كلامها: "بعض مريضات السمنة يعتقدن ان التمرينات العنيفة من شأنها انقاص الوزن في وقت قصير وهذا عكس الحقيقة، ففي البداية يجب ممارسة تمرينات لتقوية العضلات وهي تمرينات خفيفة مع قليل من المشي في المكان، ثم بعد ذلك يتم تحديد نوعية التمرينات التي ستمارسها كل سيدة حسب وزنها وحالتها الصحية". رياضة مكلفة وداخل نادي هليوبوليس الرياضي في حي مصر الجديدة الراقي، أقامت "كابتن" كيليليا مركزا للايروبيك او الحركات الرياضية الراقصة على انغام الموسيقى، اذ انها ترى على ان ممارسة الرياضة مهمة جدا بشكل عام وبخاصة لمن تعدى سن الخامسة والثلاثين ليتجنب المشاكل الصحية الناتجة عن قلة الحركة وزيادة الوزن، وتقول: "المهم مزاولة الرياضة.. اي رياضة.. هناك اعداد كبيرة تقبل الآن على الايروبيك، لكنها رياضة مكلفة لا يستطيع الجميع مواجهة تكاليفها ومن السهل ممارسة الرياضات المجانية حسب نظام محدد، الا ان ممارسة الرياضة وحدها لا تكفي لعلاج امراض السمنة ولا بد من نظام غذائي محكم ولا يعقل ان تزاول سيدة الرياضة لمدة ساعة مثلا تفقد فيها سعرات حرارية عالية ثم تتناول وجبة دسمة، ففي هذه الحالة لن تعوض هذه الوجبة الفاقد من الوزن فقط بل ستزيده". وتعترف كيليليا بارتفاع تكلفة انظمة التخسيس وتقول: "حتى "يشبع" الفرد من الممكن ان يتناول كميات كبيرة من الطعام الرخيص ولكن لكي "يشبع" تحت "ريجيم" محدد فهذا سيكلفه كثيراً لانه سيحتاج لاغذية خاصة غالية الثمن". ولا تثق كيليليا في الاعتماد على الابر الصينية كطريقة للتخسيس وتقول: "الريجيم يعتمد اساساً على طبيب ذي شخصية قوية له اوامر نافذة ويتبع اسلوب التوبيخ عندما يفشل المريض في انقاص وزنه طبقاً للعلاج الذي يصفه الطبيب له، والمريض في هذه الحالة يكون في وضع "محرج" بالنسبة للطبيب ويريد اتقاء شر التوبيخ...ومسألة الابر الصينية حتى الآن غير محسومة علمياً، ولم تنجح سيدة واحدة في انقاص وزنها عن طريق الابر الصينية فقط دون نظام غذائي ورياضي محدد، والدليل على ذلك سيدة مصرية وبناتها الاربع كن يعانين من زيادة الوزن، وذهبت الام الى احد المراكز التي تعالج السمنة بالابر الصينية وبعد عدد من الجلسات امرها الطبيب باتباع نظام غذائي ورياضي، واتبعت بناتها النظام نفسه دون جلسات الابر، ونقص وزنهن جميعاً سواء بالابر او من دونها". وترى كيليليا ان نظرة المرأة المصرية للحصول على قوام رشيق تغيرت كثيراً، وزاد الوعي بين السيدات المصريات واصبحن يحرصن على اجسامهن بصورة اكبر من ذي قبل وبخاصة الفتيات. الابر الصينية والاعشاب وفي مركز الدقي للعلاج الطبيعي والابر الصينية بالقاهرة هناك طرق عدة تتبع لعلاج السمنة، ويقدم المركز للمرضى طريقة العلاج بالابر الصينية والتمرينات الرياضية ونظام الريجيم الغذائي وكذلك الاعشاب، ويقول الدكتور ماهر احمد القبلاوي صاحب ومدير المركز عن السمنة انها زيادة الوزن بمقدار 10 في المئة او اكثر على الوزن الطبيعي نتيجة الى زيادة كمية الدهون حول الاحشاء وتحت الجلد، ويمكن حساب الوزن المثالي بطرح الطول بالنسبة المئوية اي اذا كان الطول 165 سنتيمتراً يكون الوزن المثالي 65 كيلوغراماً، بالاضافة الى زيادة كمية الاكل فإن من اسباب السمنة ايضاً الوراثة وبلوغ المرأة سنّ اليأس واختفاء الدورة الشهرية واضطرابات البنكرياس". ويؤكد الدكتور القبلاوي جدوى العلاج بالابر الصينية ويقول: "ان العلاج بالابر الصينية اثبت جدواه وحقق نجاحات كبيرة حيث يؤدي الى شعور المريض بالشبع واحباط عمل الهرمونات التي تؤدي للسمنة"، ويضيف: "الابر الصينية اما ابر ثابتة او غير ثابتة والنوع الاول صغير مستدير مدبب الطرف يوضع في نقاط معينة بالاذن لاحباط عمل الهرمونات والاحساس المستمر بالشبع، والنوع الثاني ابر طويلة توضع بالاذن لنقاط المعدة والجوع والكبد وتوصل بتيار كهربائي منخفض للتنبيه، ويمكن ان توضع ايضاً موضعياً على البطن لمدة نصف ساعة يومياً ولمدة شهر وتؤدي الى نتائج جيدة". وبالاضافة الى طريقة الابر الصينية فإن الدكتور ماهر احمد يؤكد فعالية التداوي بالاعشاب، ويقول: "يتم التداوي بالاعشاب من خلال استخدام العقاقير المائية للمعدة والتي تغذي الاحساس بالشبع، مثل الياف السليلوز الطبيعية التي تحتويها الردة والبرتقال والفاصوليا الخضراء والكوسة والخيار والجزر والخس والترمس والقرنبيط، بالاضافة الى عقاقير مانعة لان صاحب السكريات من خلال الغشاء المخاطي للامعاء مثل هلام القلقاس 45 في المئة من المكونات وهلام الملوخية 14 في المئة من الاوراق والتفاح والكمثري والمشمش والغريب فروت والبصل"، واخيراً فان الدكتور ماهر يؤكد ايضاً اهمية الرياضة التي تؤدي الى فقدان المريض للسعرات الحرارية ويقول: "انه كلما استهلك الانسان 1200 سعرة حرارية فقد من وزنه كيلوغراماً بالكامل".