أوضح استشاري ورئيس قسم الجراحة في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور صالح الدقل أن نجاح عمليات إنقاص الوزن لا تخلو من المخاطر والمضاعفات، وأن نسبة نجاحها تمثل 09 في المائة أو أقل، مبينا إمكانية حدوث مضاعفات بسيطة أو كبيرة خلال إجراء العملية قد تؤدي إلى الوفاة أحيانا، وحذر الدكتور الدقل في حوار خاص ل«عكاظ» من خيار العمليات الجراحية إلا في حالات الضرورة وباستشارة طبية، كما سلط الضوء على عمليات التجميل عموما وتنظيم الهرم الغذائي والنوم المبكر ومزاولة الرياضة.. وهذا نص الحوار: بداية، ما تعريف السمنة؟ ومن هو الشخص الذي يحتاج لعملية إنقاص وزن؟ تعريف السمنة هو أن يكون معدل كتلة الجسم أكثر من 40، حيث يتم احتساب معدل كتلة الجسم بتقسيم الوزن على الطول بالمتر المربع، فإذا كان معدل الكتلة أكثر من 40، فهذا يعني أن هذا الشخص يعاني من سمنة مفرطة ويحتاج إلى عملية لإنقاص الوزن، وما عدا ذلك لا حاجة للعمليات الجراحية وينصح حينها المرضى باتباع نظام غذائي معين وممارسة الرياضة. ما نسبة مخاطر عمليات التخسيس ومضاعفاتها المحتملة؟. جراحات التخسيس غير آمنة بنسبة 100 في المائة، ونسبة نجاحها تمثل 90 في المائة أو دون ذلك، ومن الممكن حدوث مضاعفات بسيطة أو كبيرة وقد يتعرض الشخص للوفاة أثناء التخدير واستئصال بعض الأنسجة من الجسم، لذلك على المريض التأكد أولا من حاجته الماسة للعملية قبل إجرائها. شاهدنا الكثير من عمليات التجميل تحت مسميات عدة.. هل هي مستحدثة أم تصحيحية لأخطاء سابقة؟. لا توجد عملية مثالية لكافة المرضى، ولكل مريض عملية تناسب حالته الصحية، وهناك عمليات تحزيم أو تتميم المعدة، وأيضا عملية تحويل المسار، واختيار العملية الخاطئة للمريض ينتج عنها فشل ملحوظ في إنقاص الوزن، فمثلا عملية تحويل المسار تجدي نفعا مع المريض الذي يتناول الحلويات بكثرة، ومع التطور الحالي باتت جميع العمليات تنجز بالمنظار، وأتوقع أن نشهد خلال السنوات الخمسة المقبلة عمليات جديدة بمخاطر أقل وقدرة أكبر بفضل التقنيات الحديثة. برأيك لماذا تعد عملية «التتميم» الأهم بين كافة عمليات إنقاص الوزن؟. مازالت عملية تحويل المسار هي الأفضل حتى الآن، إلا أن مضاعفاتها على المدى البعيد غير مضمونة، لذلك شرع الجراحون في إجراء عمليات بديلة قادرة على الإيفاء بالنتائج، وعملية تتميم المعدة قد تعطي نتائج ممتازة بشرط اتباع المريض للتعليمات، مثل الابتعاد عن تناول «الشوكولاته» وممارسة الرياضة وعدم شربه سوائل تكون فيها السعرات الحرارية عالية. ما مخاطر هذه العمليات على عمر الإنسان؟. تعد عملية تحويل المسار من العمليات الناجحة شريطة متابعة المريض لحالته الصحية مع طبيبه، لأنه في مرحلة أما بعد العملية يحتاج لتناول الفيتامينات مدى العمر، حتى لا يتعرض لهشاشة العظام أو كسور، ومن الممكن أن يتعرض أيضا لفقر دم شديد، أما بالنسبة للتتميم فلا داعي للمتابعة، ولا علاقة لهذه العمليات إطلاقا بقصر العمر وطوله، فمريض السمنة معرض للسكري والضغط وغيره من الأعراض التي تؤدي للوفاة، ومن يخضع لعمليات إنقاص الوزن هو أقل خطورة للتعرض إلى مثل هذه الأمراض. هل صحيح أن العمليات الجراحية تقلل من قدرة الإنسان وطاقته؟. هذه المشكلة تواجه معظم المرضى في الثلاثة الأشهر الأولى بعد عملية تتميم المعدة أو أي عملية تخسيس أخرى، لأن المريض يحتاج إلى وقت حتى يستعيد نشاطه، فعند إنقاص الوزن غالبا ما تحصل تغيرات فسيولوجية للجسم، لأسباب أهمها إن الجسم لا يتحصل على المقدار الكافي من الغذاء مقارنة بالسابق، فيبدأ في استخدام الطاقة المخزنة من الدهون في الجسم. ما خصائص وأنواع عمليات شفط الدهون؟. لشفط الدهون حالات وأنواع، وهناك مرضى يكون لديهم زيادة دهون في أماكن معينة من أجسامهم، فيعمدون على التخلص منها من خلال أجهزة معينة وحقن تعمل على تخفيف الدهون، بالإضافة إلى عمليات الشفط العادية. يشكو البعض من ترهل الجسم بعد عمليات إنقاص الوزن.. كيف يمكن تفادي ذلك؟. عندما يخسر المريض الكثير من الوزن تحصل لديه ترهلات، وخاصة في ثلاثة أماكن في الجسم بالأذرع، البطن والأرداف، وعادة ما ننصح المريض بعد شهر من إجراء العملية بممارسة الرياضة لتنشيط وشد العضلات، لأن الرياضة قد تساعد على شد الجسم بنسبة 70 في المائة، ولكن هناك حالات سمنة مفرطة لا تنجح معها الرياضة، عندها ننصح بإجراء عمليات شد منفردة لكل حالة. هل هناك رياضة معينة يجب على مرضى عمليات التخسيس اتباعها؟. كل أنواع الرياضة جيدة، ومن جهتنا ننصح دائما مرضى عمليات التخسيس بمزاولة الرياضة لشد عضلات الجسم، وخاصة رياضة «الايروبيك» وبشكل يومي لمدة نصف ساعة على الأقل في البداية، وذلك لاسترجاع لياقة الجسم ومن ثم يكمل بعد ذلك التمارين والرياضة بالتدرج لمدة شهر، عقبها ينصح برياضة «الايروبيكس» لمدة 45 دقيقة أو أكثر لحرق الدهون المتبقية، ثم ينتقل بعد ذلك إلى رياضة أقوى تعمل على شد الجسم كاملا مثل ممارسة السباحة والفروسية وغيرها من الرياضات تحت إشراف مدرب رياضي. بماذا تنصح النساء المقبلات بشدة على إجراء عمليات التجميل؟. على الإنسان المحافظة على صحته من البداية بالتقليل من أكل النشويات والدهون، وتنظيم هرمه الغذائي ودعمه بالمحافظة على النوم المبكر ومزاولة الرياضة، حتى لا يقع فريسة السمنة المفرطة، وأنصح الجميع بعدم اللجوء للعمليات الجراحية إلا في حالات الضرورة وباستشارة طبية فعلى سبيل المثال عمليات الأنف وهي من العمليات الحساسة وأي خطأ يشوه الوجه، وهناك مرضى أنوفهم جدا جميلة ولا يحتاجون إلى عمليات، ومع هذا خضعوا للجراحة فشوهوا وجوههم، وأقول لهؤلاء إن الجمال الحقيقي يكمن في الروح داخلنا فلن تكون العمليات يوما هي مقياسا للجمال.