علمت "الوسط" من مصادر مطلعة في لندن ان البريطاني ايان سبيرو، الذي عثرت الشرطة الاميركية على جثته الاسبوع الماضي بعد ايام قليلة من مقتل زوجته الثانية وثلاثة من اولاده، أصبح عميلاً للمخابرات المركزية الاميركية السي. اي. ايه بعدما تمكن من تسليم هذه المخابرات نص الاعترافات التي ادلى بها وليام باكلي مدير محطة المخابرات المركزية الاميركية في لبنان لخاطفيه عام 1984. والمعروف ان السلطات الاميركية تتهم ايران بانها كانت وراء خطف باكلي على ايدي عناصر لبنانية مؤيدة لها. وقد تم استجواب باكلي مطولاً وتسجيل اعترافاته التي تضمنت اسراراً مهمة عن نشاطات المخابرات الاميركية في لبنان ودول اخرى في الشرق الاوسط. وبعد تسجيل هذه الاعترافات توفي باكلي وهو قيد الاحتجاز وتسلم الاميركيون جثته العام الماضي في اطار عملية الافراج عن الرهائن الاميركيين في لبنان، وهي عملية لعبت طهران فيها دوراً رئيسياً. برز اسم ايان سبيرو 46 عاماً بعدما عثرت الشرطة الاميركية يوم 7 تشرين الثاني نوفمبر الجاري على جثة زوجته الثانية وهي ممرضة بريطانية عملت في بيروت مع جثث ثلاثة من اولاده في سان دييغو كاليفورنيا. ويوم 9 تشرين الثاني نوفمبر الجاري عثرت الشرطة الاميركية على جثة سبيرو داخل سيارته في صحراء قريبة من سان دييغو. ونشرت الصحف البريطانية معلومات جاء فيها ان سبيرو كان عميلاً للمخابرات الاميركية والبريطانية وانه لعب دوراً في قضية الرهائن الغربيين الذين كانوا محتجزين في لبنان. "الوسط" اجرت حواراً حول هذه القضية مع الصحافي البريطاني كون كوفلن الذي يرئس قسم المراسلين الاجانب في صحيفة "الصنداي تلغراف" ومؤلف كتاب "الرهينة" الذي صدر الشهر الماضي في لندن. وأهمية كوفلن انه تابع قضية سبيرو عن كثب وتحدث معه هاتفياً قبل مقتله بثلاثة اسابيع. قال كوفلن ل "الوسط" ان سبيرو "تاجر عقارات يهودي ولد في لندن، وذهب الى بيروت في العام 1976 بعد ان خسر امواله في تجارة العقارات في لندن وهناك انتحل صفة مواطن يوناني، بعد ان نجح في الحصول على اربعة جوازات سفر مختلفة تعود لكل من الولاياتالمتحدة وسويسرا وايرلندا وبريطانيا". وأضاف كوفلن "إبان ازمة احتجاز الرهائن الاجانب وانتشار ظاهرة الخطف في لبنان كان سبيرو على صلة بعالم تجارة الاسلحة وتهريب المخدرات ومثل هذا النشاط فتح له المجال للتعاطي مع رجال الميليشيات اللبنانية. وقد عرض سبيرو خدماته على اجهزة المخابرات الاميركية والبريطانية بعد ان نجح في الحصول على الاعترافات التي ادلى بها وليام باكلي مدير محطة المخابرات الاميركية في بيروت قبل قتله على ايدي خاطفيه. وعندما تسلم وليام كايسي مدير المخابرات الاميركية هذه الاعترافات، قال ان سبيرو قام بعمل استخباري مهم جداً. وهكذا اصبح سبيرو عميلاً للاميركيين. وبعد ان بدأ نشاط الكولونيل اولفر نورث في مجال اطلاق الرهائن، اقترح كايسي على نورث ان يعرّف سبيرو على تيري ويت المبعوث البريطاني الذي كان يقوم بجهود في هذا المجال. وبالفعل تم الاتصال والتقى ويت بسبيرو واتفقا على التعاون. وكانت جيل زوجة سبيرو التي قتلت ممرضة تعمل في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت وكان عدنان مروة الاختصاصي بأمراض النساء في الجامعة شخصية بارزة شغلت في السابق منصباً وزارياً، وعندما قام ويت بزيارة بيروت تعرف على الدكتور مروة من خلال سبيرو وزوجته جيل، واستمرت الاتصالات، الى ان خطف تيري ويت من عيادة الدكتور مروة واوضح كوفلن "ان خطف تيري ويت من عيادة الدكتور مروة اكدها أكرم شهيب احد ابرز مساعدي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وأوضح كوفلن ان سبيرو غادر لبنان عام 1988 وانتقل للاقامة في كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة". واضاف "ان سبيرو اتصل في الفترة الاخيرة باحدى الصحف الشعبية البريطانية وابلغ احد محرريها أنه يريد ان يبيع قصته عن ازمة الرهائن التي لعب دوراً فيها، وقال ان لديه ادلة ووثائق عن اموال تم دفعها من اجل اطلاق سراح تيري ويت". ويعتقد كوفلن ان سبيرو قتل نتيجة دوره الخطر في عملية الرهائن.