سرد الباحث والمسرحي علي عبدالعزيز السعيد بدايات المسرح السعودي، ومنها محاولة الأديب أحمد السباعي إنشاء مسرح أهلي عام 1961 حينما أسس دار قريش للمسرح الإسلامي، واستعد لتقديم مسرحية"فتح مكة"إلا أنّ محاولته وئدت في مهدها وأقفل المسرح قبل أن يفتتح. وأكد السعيد، الذي استضافه نادي المنطقة الشرقية الأدبي أخيراً للحديث عن كتابه"أرشيف المسرح السعودي"أن هذا الكتاب يعدّ الأرشيف الأول لتاريخ المسرح السعودي. وفي بداية محاضرته، التي أدارها سعيد سفر، قال السعيد إن المسرح استمر بطابع مدرسي أسهم في نهضته معلمون من مختلف الدول العربية، إضافة إلى ازدهار النشاط المسرحي في الأندية الرياضية طوال فترة الستينات والسبعينات الميلادية، ساعدها على الاستمرار وجود المهرجان الثقافي والفني السنوي الذي تنظمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي توقف عام 1984. وذكر السعيد أنّ أول جمعية للفنون الشعبية أنشأها نخبة من المسرحيين في الأحساء وعلى رأسهم عبدالرحمن الحمد وعمر العبيدي وعبدالرحمن الرقراق وحسن العبدي وغيرهم وقدمت هذه الجمعية مسرحيات، بينما استطاع التلفزيون السعودي"تلفزيون الرياض"أن ينتج مسرحية ويقدمها للجمهور في الرياض للمرة الأولى في تاريخه عام 1974 وهي مسرحية"طبيب بالمشعاب"وهي معدة عن مسرحية مووليير"طبيب رغم أنفه"أعدها وأخرجها إبراهيم الحمدان، ومثلها نخبة من رواد المسرح بالمملكة أمثال: أحمد الهذيل ومحمد العلي وحمد الهذيل ومحمد الطويان وعلي إبراهيم ومحمد الهذيل ومحمد المفرح وعبدالرحمن الخطيب. ومضى السعيد في استعراضه لتاريخ المسرح متوقفاً عند نشأة جمعية الثقافة والفنون بالرياض وتقديمها أول عروضها وهو مسرحية"آخر المشوار"، وافتتاح فروع للجمعية في مناطق المملكة، واهتمامها بإقامة الدورات المسرحية وتمثيل المملكة في الملتقيات العربية والإقليمية. كما تطرق للمسرح الجامعي الذي بدأ مزاولة أنشطته منذ أوائل السبعينات... وخلال أعوام متعاقبة قدم المسرح الجامعي نخبة من نجوم المسرح السعودي، وفي عام 1990 افتتحت في كلية الآداب بجامعة الملك سعود شعبة للفنون المسرحية تابعة لقسم الإعلام، وقد تخرج من هذا القسم عدد من الدارسين إلا أنّ هذا القسم أغلق بعد تخرج دفعتين من طلابه لأسباب غير معروفة.