بين تخوّف من شراء الأصوات وتوقعات بعدم الإقبال على الاقتراع، ومطالبات لوزير التجارة بتحديد مدة العضوية في المجلس لدورتين انتخابية فقط للمرشح، وميثاق شرف لضمان نزاهتها، يبدأ مرشحو الغرفة التجارية الصناعية في جدة رحلتهم مع أيام التصويت لهم التي تبدأ صباح اليوم في محافظتي رابغ والليث وجدة للسيدات، وهدفهم الفوز بمقاعد مجلس الإدارة في دورته ال21. وعلى رغم ارتفاع عدد منتسبي الغرفة الذي وصل إلى 57 ألف منتسب يحق لهم التصويت للمرشحين بدلاً من 35 ألف مشترك في الدورة السابقة، يتوقع المرشحون ضعف عدد المقبلين على الاقتراع بسبب تأخر موعد الاقتراع لأكثر من مرة، ما تسبب في انسحاب مرشح من فئة التجار قبل 72 ساعة من بدء الاقتراع الفعلي للانتخابات. ويرى المرشح خلف العتيبي أن انتخابات الغرفة فيها عدد من التجاوزات من المرشحين، وقال ل"الحياة":"إن الهدف الأساس من سن الانتخابات لدينا هو ممارسة وسلوك للرقي بفكر المجتمع الاقتصادي، وأن يكون نموذجاً للرقي والإسهام في خدمة المجتمع المدني". وأكد في الوقت ذاته تخوفه من"ممارسات البعض من المرشحين غير النظيفة"- على حد تعبيره -، وزاد:"نسمع عن شراء أصوات، وهناك إشاعات تشير إلى وصولها إلى حدود 3 آلاف ريال للصوت، ولكن لم نضبط حالة واحدة تؤكد هذا الكلام، ما يجعلنا كمرشحين نتخوف من عدم نزاهة الانتخابات، لاسيما مع وجود بعض التجاوزات للمرشحين". وحدد العتيبي تلك التجاوزات بعدم التقيد بأنظمة وقوانين انتخابات مجالس الغرف، إضافة إلى ترويج بعض المرشحين لأنفسهم بطرق غير مشروعة في الانتخابات، مثل تعليق صورهم في الأماكن العامة. وأوضح أن"أكثر ما يقلقه مع بدء الاقتراع عدم وجود إقبال من الناخبين"، مرجعاً ذلك إلى تأخير موعد الاقتراع أكثر من مرة، وقال:"تأخير موعد الاقتراع أكثر من مرة أضرّ بنا باعتبارنا مرشحين، لاسيما وأن عدم الثبات على مواعيد لأكثر من مرة جعل البعض من منتسبي الغرفة الذين يحق لهم التصويت غير ملتزمين بالموعد وغير حاضرين الآن في جدة". وأشار إلى أن العلاقات الاجتماعية للمرشح هي من تلعب الدور الرئيس في الفوز بالانتخابات، منوهاً إلى أن الإقبال لن يتجاوز 10 آلاف ناخب من 57 ألفاً من المنتسبين للغرفة. وعاد العتيبي ليؤكد أن التخوف الأكبر للمرشحين هو ممارسة البعض لشراء الأصوات، وقال:"لا بد من وجود رقابة صارمة على الانتخابات للتأكد من نزاهة التصويت، بحيث يكون التصويت من منطلق قناعة الناخب، لاسيما وأن دفع الأموال للفوز بمقعد في المجلس لن يخدم الغرفة، وسيكون له ضرر في ما بعد". إشاعة شراء الأصوات تعد الأكثر جدلاً بين المرشحين، فليس العتيبي الوحيد الذي تخوّف من عدم نزاهة بعض المرشحين، وإن كانوا غير معروفين، وليس هناك دليل واضح على الإدانة. فالمرشح الدكتور عبدالله بن محفوظ يرى أن ممارسة شراء الأصوات موجودة في العملية الانتخابية، وهي سلوك يلجأ إليه البعض - بحسب تعبيره -، وقال:"عملية شراء الأصوات ظاهرة قديمة في انتخابات الغرف ولا يزال البعض يمارسها لحد الآن، ولكن نسبة وجودها بسيطة جداً ولا تتجاوز 2 في المئة". وأرجع السبب في وجودها واستمرارها إلى الناخب نفسه، وأضاف:"هناك من أصحاب الأصوات من يعرض خدماته للمرشح في مقابل مالي، ونحن مرشحين نعرف ذلك، ولكن نسبة بسيطة الآن هي من تتجاوب معهم". واستدرك بالقول:"لا أعتقد أن هذه الممارسة ستكون في هذه الدورة الانتخابية والتي سيكون فيها التصويت إلكترونياً، إضافة إلى وجود كاميرات لمراقبة العملية الانتخابية، وهذه الإجراءات ستمنع من وجود تجاوزات داخل العملية الانتخابية إذا لم يثق المرشح بشخص، لاسيما وأن الناخب لن يستطيع تصوير الشاشة دليل إثبات لمنح المرشح صوته، وفي حال ضبط حالة كهذه فسيتم إلغاء الصوت بحسب نظام وزارة التجارة". ويرى ابن محفوظ أن الإقبال للتصويت من منتسبي الغرفة لن يكون كثيفاً، وتوقّع ألا يزيد على 15 في المئة من إجمالي الناخبين الذين يحق لهم الأداء بأصواتهم. وقال:"توقعاتي الشخصية وبحسب الدورات الانتخابية الماضية في الغرفة فلن تقل نسب الناخبين عن 10 في المئة ولن تزيد على 15 في المئة"، منوهاً إلى أن الأعداد المتوقعة للناخبين لن تتجاوز 4 آلاف ناخب، وأضاف:"هو عدد بسيط بالنسبة إلى أعداد المنتسبين للغرفة، والذين يبلغ عددهم اليوم 57 ألف ناخب". وظاهرة شراء الأصوات دفعت بعض الناخبين لإعلان ميثاق شرف، بحيث يكون الشعار والعنوان الرئيس لهذا الدورة الانتخابية، وقال المرشح زياد البسام:"تشهد انتخابات غرفة جدة في هذه الدورة ال21 تحولات جذرية تؤكد في مجملها ارتفاع الوعي الانتخابي وتجذر ثقافة الممارسة الانتخابية في قطاع الأعمال". ويؤكد البسام أهمية الارتقاء بمستوى التنافس الانتخابي بين رجال الأعمال من المرشحين لإتاحة قدر أكبر من الشفافية والنزاهة في مسار العملية الانتخابية بما يضمن الفوز للأكثر استحقاقاً، والذي يستطيع أن يترجم طموحات هذا القطاع الحيوي، منوهاً إلى أن ميثاق الشرف المقترح نص على ستة مبادئ يلتزم بها الأعضاء المرشحون لإدارة الغرفة في دورتها المقبلة، وهي:"الالتزام بتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، واحترام جميع المرشحين المنافسين، وعدم الانتقاص من قدرهم بأي شكل من الأشكال، وعدم تقديم الإغراءات المادية والهدايا للناخبين أو محاولة شراء أصواتهم، عدم استخدام الأساليب الملتوية لكسب أصوات الناخبين، والالتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية في التنافس، والالتزام بالأنظمة والقوانين واللوائح المعمول بها في الانتخابات". في حين طالب المرشح أحمد عريف وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة عدم الترشح لأي عضو مجلس الإدارة أمضى أكثر من دورتين متتاليتين بالغرفة على مستوى الغرف السعودية، وقال:"بعض المرشحين في هذه الدورة الانتخابية لغرفة جدة لهم أكثر من ثلاث دورات متتالية في المجلس، وهي كافية لعضويتهم في الغرفة التجارة، ما لا يفسح المجال لشباب الأعمال لدخول المجلس".