ودعت منظمة التعاون الإسلامي أمينها العام المنقضية ولايته الدكتور أكمل الدين أوغلي بعد تسعة أعوام قضاها في ثاني أكبر منظمة عالمية بعد الأممالمتحدة من حيث عدد الأعضاء، واستقبلت أول سعودي يتقلد منصب الأمين العام منذ تأسيسها في مؤتمر الرباط نهاية ستينات القرن الماضي إياد مدني الأحد الماضي في حفلة خاصة بهذه المناسبة، وباشر مدني رسمياً مهمات عمله أمس الأربعاء بمقر المنظمة. وأكد مدني أهمية تجسيد رؤية قادة وزعماء الدول الأعضاء، لتكون واقعاً محسوساً على الأرض، مشيراً إلى أن"عليه أن يسعى إلى تجسير المسافة في ما يطرح من رؤى حول القضية الواحدة، وأن يبحث عن مساحات التوافق التي يبنى عليها العمل المشترك، ويقع على عاتق المنظمة مواجهة ما يمر على الدول الأعضاء من قضايا سياسية تمس حرياتها وتتعلق بمصيرها وتهدد أحياناً إحساس وجودها". وبين الأمين العاشر للمنظمة، أن المنظمات"كائنات حية تولد وتنمو وتنضج"، وأن منظمة التعاون الإسلامي التي ولدت كمنظمة للمؤتمر الإسلامي مضى من عمرها أكثر من خمسة عقود حافلة بالأحداث والتقلبات، موضحاً:"ولدت المنظمة والعالم يتقاسمه قطبان متناثران، وقطعت شطراً من عمرها، لتشهد تفكك أحد القطبين وبزوغ مرحلة القطب الواحد، وها هي الآن تتعايش مع زمن الأقطاب المتعددة". وعبّر عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لترشيحه لمنصب الأمين العام ولقادة الدول الأعضاء على ثقتهم، مضيفاً:"نحتفي بأمين منظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين أوغلي، ونعبر عن تقديرنا لما أسهم به خلال الأعوام التسعة الماضية، وهي أعوام شهدت تطوراً ملحوظاً في أعمال المنظمة، وحضوراً أكبر لها على ساحات المحافل الدولية، وإحكاماً أدق لإدارتها التنظيمية". أوغلي ل"الحياة": المنظمة أصبحت رقماً أساسياً في المعادلة الدولية عبّر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين أوغلي في كلمته الوداعية عن شكره لدولة المقر السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعمه المتواصل للمنظمة ولولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ولوزارة الخارجية السعودية على دعمها لمطالب الأمانة العامة وموظفيها. وشدد أوغلي في حديث ل"الحياة"على أن سحب عضوية سورية من منظمة العالم الإسلامي تم بقرار من دول القمة عبر اجتماع عقد في مكةالمكرمة في آب أغسطس 2012، مشيراً في آخر مؤتمر صحافي يعقده كأمين عام ل"التعاون الإسلامي"في جدة أمس إلى أن عودة سورية وفك التجميد عنها لن يكونا إلا عن طريق قرار على مستوى القمة أو المستوى الوزاري في الدول الإسلامية. وقال إن المنظمة أصبحت رقماً أساسياً في المعادلة الدولية، مشدداً على ضرورة أن يكون لها تمثيل عادل في مجلس الأمن الدولي، يعكس ثقل وهموم بليون و600 مليون مسلم. ووصف الربيع العربي بأنه تعبير خطأ ومضلل، والصواب تسميته ب خريف الطغاة"، معللاً ذلك بأن"الربيع دائماً ما يأتي بالثمار والأزهار والطقس اللطيف وحياة مرحة وسعادة للناس، ولكن ما يحدث اليوم في دول الربيع العربي هو عواصف وزلازل خربت البلاد"، مضيفاً أنه"كانت هناك مجموعة من الطغاة استمروا في حكمهم على مدى عقود سقطوا عن طريق حركات شعبية في وقت لم تكن فيه الشعوب جاهزة لها، ولم تكن لديها خبرات وقيادات سياسية، وأصبح الوضع عبارة عن مجموعة من الشخصيات لها رصيد شعبي تريد الرئاسة من دون أن تكون مهيأة للحكم".