باشر الأمين العام الجديد لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور إياد أمين مدني مهماته ليكون أول أمين عام سعودي للمنظمة منذ تأسيسها في أواخر ستينات القرن الماضي. وتعهد مدني بأن يكون همه البحث عن مساحات «التوافق» التي يمكن أن يُبنى عليها العمل المشترك، وذلك فيما ودّع الأمين العام السابق الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي العاملين في المنظمة بعد تسعة أعوام قضاها في قيادة المنظمة التي تضم أكثر من 50 دولة عضواً. ورفض أوغلي في تصريحات أدلى بها إلى «الحياة» تسمية «الربيع العربي» باعتبارها تعبيراً خاطئاً ومضللاً. وقال إن الصواب أن تسمى «خريف الطغاة»، معتبراً أن ما شهدته دول الربيع العربي «عواصف وزلازل خربت البلاد». وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي كانت «سلحفاة، لكنها الآن حصان سباق». (للمزيد) وكانت منظمة التعاون الإسلامي ودّعت أمينها العام السابق الدكتور أوغلي بعد تسعة أعوام قضاها في ثاني أكبر منظمة عالمية بعد الأممالمتحدة من حيث عدد الأعضاء، واستقبلت أول سعودي يتقلد منصب الأمين العام منذ تأسيسها في مؤتمر الرباط نهاية ستينات القرن الماضي إياد مدني في حفلة خاصة لهذه المناسبة. وأكد مدني أهمية تجسيد رؤية قادة وزعماء الدول الأعضاء، لتكون واقعاً محسوساً على الأرض، مشيراً إلى أن «عليه أن يسعى إلى تجسير المسافة في ما يطرح من رؤى حول القضية الواحدة، وأن يبحث عن مساحات التوافق التي يبنى عليها العمل المشترك، وتقع على عاتق المنظمة مواجهة ما يمر على الدول الأعضاء من قضايا سياسية تمس حرياتها وتتعلق بمصيرها وتهدد أحياناً إحساس وجودها». وشدد أوغلي، في حديث إلى «الحياة»، على أن سحب عضوية سورية من المنظمة تم بقرار من اجتماع عقد في مكةالمكرمة في آب (أغسطس) 2012. وشدد على أن عودة سورية وفك التجميد عنها لن يكونا إلا عن طريق قرار على مستوى القمة أو على مستوى المجلس الوزاري للدول الإسلامية. ووصف «الربيع العربي» بأنه تعبير خطأ ومضلل، والصواب تسميته «خريف الطغاة»، معللاً ذلك بأن «الربيع دائماً ما يأتي بالثمار والأزهار والطقس اللطيف وحياة مرحة وسعادة للناس، ولكن ما يحدث اليوم في دول الربيع العربي هو عواصف وزلازل خربت البلاد»، مضيفاً أنه «كانت هناك مجموعة من الطغاة استمروا في حكمهم على مدى عقود سقطوا عن طريق حركات شعبية في وقت لم تكن فيه الشعوب جاهزة لها، ولم تكن لديها خبرات وقيادات سياسية، وأصبح الوضع عبارة عن مجموعة من الشخصيات لها رصيد شعبي تريد الرئاسة من دون أن تكون مهيأة للحكم».