مع قدوم شهر رمضان المبارك تعود إلى الواجهة مشكلة الأسواق والمسالخ العشوائية، خصوصاً تلك التي لا تجد فيها سوى أغنام مريضة أو كبيرة في السن، وتذبح بطريقة غير نظامية من عمالة وافدة من جميع الجنسيات. هنا نستحضر فترة التمديد التي تم إقراراها قبل أيام عدة. حقيقة آمل أن تتدخل الجهات المعنية بصحة المواطنين وسلامة البيئة بسرعة لإزالة تلك الأسواق، خصوصاً مع كثرة الأغنام المريضة التي تذبح فيها وتصل إلى بعض المطاعم، ففي هذه الأيام قد يلجأ إليها بعض ذوي الدخل المحدود ممن لا يستطيعون شراء أغنام صحيحة، وهم لا يعلمون تأثيراتها السلبية في صحتهم وصحة أبنائهم، إضافة إلى ما يسببه استمرار تلك الأسواق من خطر بيئي، خصوصاً أن بعضها داخل النطاق العمراني وبين الأحياء السكنية في معظم المحافظات. المؤلم في الأمر أن هناك سيارات تحمل شعارات مختلفة لمطاعم تقوم بشراء تلك الأغنام وتذبحها بعيداً عن الرقابة، ومن دون كشف طبي يثبت سلامة تقديم هذه اللحوم للزبائن، كما أن من يدخل تلك الأسواق يشاهد كثرة الدم على الأرض وعلى المعاليق الخاصة بتعليق الأغنام للسلخ، كما أن جميع الآلات المستخدمة في الذبح والسلخ لا يتم غسلها أو تعقيمها. لنتخيل الوضع قليلاً، أغنام وخراف مريضة، وعمالة وافدة، وأسواق عشوائية، ومسالخ قذرة، وانعدام الرقابة الصحية، ممثلة في طبيب بيطري أو جهة حكومية... ترى ماذا بقي؟ لن يجيب أحد، فعلى رغم الشكاوى وعلم معظم السكان بمواقع تلك الأسواق، إلا أن الجهات الحكومية لم تتحرك. في العاصمة الرياض توجد هذه السوق شمال إستاد الملك فهد الدولي، لن أصف الموقع أكثر من ذلك، فالرائحة التي تزكم الأنوف ستسهّل الأمر على من يبحث عن السوق. هنا أتساءل هل نسينا حمى الضنك والحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع؟ يبدو ذلك. إن المرجو من المسؤولين في أمانات المدن وبلديات المحافظات، والمسؤولين في وزارة الصحة، إضافة إلى الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة، التعاون مع بعضهم والتنسيق لإزالة هذه الأسواق، التي لا يوجد فيها شيء قانوني ولا يوجد فيها شيء صحي، في أقرب وقت ممكن، مع تطبيق العقوبات المشددة على المطاعم ومحال الجزارة التي تتعامل معها، وهي كثيرة مع الأسف الشديد. عبدالله العجمي - الرياض