بعد أقل من 40 يوماً سيحل شهر الخير والغفران، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من عتقائه ويعيننا على صيامه وقيامه، وهو الشهر الذي حولناه للأسف إلى شهر الطعام والإسراف. وبما أن هذه هي الحقيقة، فقد تعودنا خلال الأعوام الماضية على فوضى في ما يتعلق بالمسالخ العشوائية، خصوصاً القريبة من مواقع بيع الأغنام. والواضح للعيان أن الأغنام التي تذبح في تلك المسالخ لا تخضع للكشف الطبي، كما هو المعمول به في المسالخ التابعة للبلدية، الأمر الذي يسمح لضعفاء النفوس ببيع أغنام كبيرة ومريضة، خصوصاً من العمالة الوافدة التي تمتهن بيع الماشية في شكل غير نظامي. وننتظر تدخلاً سريعاً من الجهات ذات العلاقة بصحة المواطنين وسلامة البيئة يضمن عدم استمرار تلك المسالخ، لاسيما والجميع يعلم أن هناك أغناماً مريضة يتخلص منها أصحابها ومع ذلك تباع على أنها سليمة. لا بد من ذكر حقيقتين في هذا الأمر، الأولى أن تلك الأغنام تعتبر هدفاً لبعض المطاعم والمطابخ التي تحاول زيادة ربحها بشراء أغنام مريضة بسعر منخفض، وهذا يدعونا إلى التساؤل: هل هناك أشخاص أو مواقع معينة تباع فيها تلك الأغنام المريضة؟ بالتأكيد نعم وإن لم نعلم مكانها. الحقيقة الأخرى التي ينبغي التنبه لها أن هناك أسراً من ذوي الدخل المحدود لا تستطيع إلا شراء الأغنام الرخيصة، أي المريضة أو الكبيرة في السن، وبالتالي لن تقدم على ذبحها في مسالخ البلدية، وهذا ما يجعل المسالخ العشوائية منتشرة ويسمح للعابثين بالاتجار بصحة الناس واستغلال ظروفهم المادية. ترى هل نحن في حاجة إلى ذكر التأثيرات البيئية لتلك المسالخ؟ وهل نحن في حاجة إلى ذكر الفوضى العمالية التي تنتجها؟ فالكثير من الوافدين العاطلين عن العمل يمتهنون السلخ وبيع الأغنام المريضة. هناك من يتحدث أيضاً عن سيارات تحمل شعارات مطاعم معروفة توجد دائماً عند تلك المسالخ ويتعاملون في شراء الأغنام الكبيرة والمريضة وسلخها، ولست مضطراً لتوضيح كيفية الذبح وتردي مستوى النظافة واتساخ المكان الذي تذبح فيه تلك الأغنام. لنتخيل الوضع قليلاً، أغنام مريضة وعمالة وافدة وأسواق عشوائية ومسالخ قذرة وانعدام للرقابة الصحية، ترى ماذا بقي؟ ومع ذلك لا أحد يتحرك. إن المرجو من المسؤولين في أمانات المدن وبلديات المحافظات والمسؤولين في وزارة الصحة، التعاون مع بعضهم والتنسيق لإزالة تلك الأسواق التي لا يوجد فيها شيء نظامي أو صحي، مع ضرورة تطبيق العقوبات المشددة على المطاعم ومحال الجزارة التي تتعامل معها، وهي كثيرة للأسف الشديد.