سيروي الاتحاديون دائماً فصل"خريف العميد"الذي أسقط أوراقاً كانت يوماً زاهية في عام 2013، قصة"النمور"المليئة بالمنجزات المحلية والإقليمية والقارية، والتي مرّ في ثناياها أساطير ونجوم تربعوا على عرش آسيا، ومنهم القائد محمد نور، والمدافع الذي حصل على ذهب اللاعب الأفضل في"القارة الصفراء"حمد المنتشري، أو حتى حارس أبقى أسطورة العرين السعودي محمد الدعيع حبيساً لدكة البدلاء في"مونديال 2006"واسمه مبروك زايد، ولا يقل عنهم بالتأكيد المدافع رضا تكر صاحب الإسهامات الكبرى في البطولات الاتحادية. كل تلك الأسماء التي زخرفت تاريخ"العميد"بذهب جميع البطولات وأنواعها، باتت اليوم في وجه مدفع التعثر الاتحادي الحاد، إذ يقدم"العميد"واحداً من أسوأ مواسمه على الإطلاق، فكان أولئك الأربعة علاوةً على المدافعين راشد الرهيب وإبراهيم هزازي، السدادسي الذي ارتأت إدارة النادي أن تضعهم على قائمة المبعدين حتى نهاية الموسم، نصفهم عبر منحهم إجازة، والبقية كعقوبة إدارية. قرارات صاحبها استياء جماهيري، وتحديداً حول إراحة قائد الفريق محمد نور، خصوصاً أن غضب الجماهير الاتحادية لم يكن وليدة القرارات الأخيرة، بل بدأ مطلع الموسم مع أول سقوط للفريق، ممثلاً بخروجه من دوري أبطال آسيا، لتزداد معاناة"المونديالي"حتى جرف سيل العثرات"الأصفر"مدربه الإسباني راؤول كانيدا، ومن قبله اللاعب البرازيلي دييغو سوزا. الاجتماع الشرفي لم يؤتِ ثماره، والأمل الاتحادي يلوح في الأفق الشرفي بعودة الرئيس السابق منصور البلوي إلى المشهد الرياضي، فضلاً عن عودة أسعد عبدالكريم والحديث المتواصل عن استعادة الاتحاديين ل"العضو الداعم". "الحياة"استطلعت وجهة نظر اتحاديين عدة، فإلى آرائهم: الفايز: هددوني بالقتل... ولم أقصد طرد نور محمد بن داخل: تخبطات... والقرار إداري وليس فنياً استغرب رئيس نادي الاتحاد الأسبق محمد بن داخل قرارات الإدارة الحالية في إبعاد اللاعبين محمد نور ورضا تكر وحمد المنتشري ومبروك زايد عن مشاركة الفريق الكروي إلى نهاية الموسم، مؤكداً أنهم من أوفى اللاعبين لناديهم في الأعوام التي قضوها معه، مضيفاً:"خصوصاً اللاعب محمد نور، فهو نجم خارج الملعب كنجوميته في المستطيل الأخضر، لنور تحديداً مواقف بيضاء مع إدارتي أو الإدارات التي قبلها وبعدها، إذ يقوم بأدوار كبيرة مع زملائه اللاعبين، وسدّ خلافات عدة، فالقرارات مجحفة في حق اللاعبين". واستطرد بن داخل بقوله:"أما مسألة التخبطات الإدارية في القرارات مسألة واضحة للعيان، فالمشجع يستطيع أن يقوم ما يحدث في ناديه، أعتقد أنه من المهم الآن المستقبل، بالإمكان تخوض بطولة الأندية الأبطال، وهي بطولة مهمة، فالمعنويات أهم من الفنيات، فيستوجب على الإدارة أن تخرج لاعبيها من حال التأثر في معنوياتهم بإبعاد زملائهم وموجهيهم بهذه الطريقة التي لا تليق بمكانتهم". وانتقد الرئيس الاتحادي الأسبق الطريقة التي أذاعوا بها خبر الإبعاد، قبل أن يناقشوا اللاعبين، وإشعارهم بعدم الاستفادة من قدراتهم في الفترة المقبلة،"على أن يمارسوا حقهم الطبيعي في التدريب، وأن يكون القرار داخلياً، مع يقيني بأنه لم يكن فنياً بل إدارياً بحتاً، والتوقيت أيضاً غير مناسب". من جهته، كشف رئيس نادي الاتحاد محمد الفايز أنه تعرض للتهديد بالقتل عبر رسالة نصية أُرسلت إلى هاتفه المتنقل، مبيناً أنه كان يستبعد أن تصل أخلاق فئة من الجماهير السعودية إلى هذا الحد، جاء ذلك عبر برنامج"أكشن يادوري"الذي يُبث على قناة أم بي سي أكشن أول من أمس الخميس. كما أشار الفايز إلى أنه لم يتوقع ردود فعل الجماهير الاتحادية حول منح قائد الفريق محمد نور إجازة حتى نهاية الموسم، مؤكداً أنه حضر للاتحاد من أجل تقديم شيء مفيد، وليس من أجل التسلط، وأضاف:"بعد قرار اللاعبين الستة، استمعت لهتافات داخل النادي ضد الإدارة، بل أن الأمر وصل إلى تهديدي بالقتل عبر رسالة نصية وصلت إلى هاتفي المتنقل كُتب فيها: سأقتلك لما ترجع بيتك، وأنا أعرف بيتك، وأعرف أهلك، ولم أتوقع أن يصل حال بعض الجماهير في السعودية إلى هذا الحد، وتقدمت بعد ذلك ببلاغ لوزير الداخلية، وأمير منطقة مكةالمكرمة، والمحافظ، والأمير نواف بن فيصل، ووزير الإعلام". وزاد:"قرارنا أُسيء فهمه في شكل غير متوقع، فالقرار كان يدرس من أيام الآسيوية، وكان يدرس بحكم حجم ضغوطات أثقلت كاهل جميع رموز الفريق الكبار، وتحديداً نور والمنتشري وتكر، وسعينا جاهدين إلى إخراج اللاعبين كافة من دائرة الضغط من خلال إبعاد المدرب، ومعسكر الكويت في فترة التوقف، إلا أنه لم يجدِ نفعاً، وبالتالي جاءت قراراتنا الأخيرة بعد أن أبلغنا اللاعبين الستة بذلك، وعلى رغم معرفتهم بالقرارات، وأن موعد الاجتماع بهم سيكون في الساعة الخامسة والنصف، لم يحضروا، فقررنا التأجيل حتى الثامنة والنصف، وللأسف، قاموا بإغلاق هواتفهم جميعاً، ولم يحضر منهم أحد". الزهراني: احترموا تاريخهم طالب لاعب الوسط الأسبق في الاتحاد خميس الزهراني إدارة"العميد"باحترام تاريخ اللاعبين المبعدين، قائلاً:"كنت أتمنى أن يُحترم تاريخ اللاعبين محمد نور ومبروك زايد ورضا تكر وحمد المنتشري، وأن تجتمع الإدارة باللاعب محمد نور احتراماً لتاريخه مع النادي، وتوضح له الأمور كافة، وكذلك رضا تكر الذي كنت أتمنى أن يُحترم تاريخه، كونه أكثر اللاعبين انضباطاً وأخلاقاً". وقدّم اللاعب الزهراني النصح لإدارة النادي أن تعالج السلبيات بالتخطيط لإعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي منافساً قوياً على البطولات، مشيراً إلى أهمية تدعيم الفريق بثلاثي في خط الدفاع، لتعويض غياب مشعل السعيد وحمد المنتشري وإبراهيم هزازي،"وتدعيم الفريق بأربعة لاعبين مميزين في الموسم المقبل، بجانب الموجودين حالياً سعود كريري وأسامة المولد وأحمد الفريدي ومحمد أبوسبعان وفهد المولد ونايف هزازي وأحمد عسيري". جميل: محبطة للاعب قدّم عطاءً لأعوام لا يتفق قائد فريق الاتحاد الأسبق أحمد جميل حامل"الثلاثية"الاتحادية من البطولات مع طريقة الإبعاد التي انتهجتها إدارة"العميد"، ويشدد على أنه يخشى أن تظلم اللاعبين أو تهضم حق الإدارة، غير أنه أوضح بأن مثل هذه القرارات التي تأتي بهذه الطريقة تكون صعبة ومحبطة للاعب الذي قدّم عطاءات لناديه لأعوام، وأضاف:"لا شك أن لاعبي الخبرة يبثوا الحماسة في نفوس زملائهم الشباب، لكن لكل لاعب نهاية والاتحاد يمرض ولا يموت، من المهم ألا تقتل اللاعب بهذه الطريقة، إذ تجعله يتدرب معك، لحين ينتهي الموسم، ومن ثم تقوم بالإجراء النظامي وفق لوائح الاحتراف، فهم خدموا ناديهم، وألا يكون الإبعاد بهذه الطريقة من دون أن تعطيهم الفرصة في حق أن يتدربوا مع الفريق، على رغم أن مستوياتهم لم تكن في مستوى التطلعات في استحقاقات الموسم الحالي، وعليهم أن يُعيدوا حساباتهم". إدريس والقرني يرفضان التعليق رفض مهاجم الاتحاد السابق حمزة إدريس الحديث عن قرارات إبعاد عدد من نجوم الفريق، مفضلاً عدم الخوض في أحاديث تخص الفريق الاتحادي. وأكتفى حمزة بالقول:"أعذرني، لا أحبذ الحديث عن هذه القرارات، لا أريد أن أتكلم عن الأمور الاتحادية". وعلى النهج ذاته، سار رئيس رابطة جمهور الاتحاد صالح القرني الذي رد على تساؤلات"الحياة"بقوله:"رأيي نقلته إلى إدارة النادي في اليوم التالي من إعلانها قراراتها اتجاه اللاعبين المبعدين، وبالنسبة إليّ فقد تعودت على أن أقول رأيي في قرارات أية إدارة اتحادية، وليس لدي ما أقوله للآخرين". اليامي:"القرار ضحك على الذقون" يرى قائد الفريق الأسبق باسم اليامي الذي رافق اللاعبين محمد نور ومبروك زايد ورضا تكر وحمد المنتشري في حصد البطولات، أن قرار إبعادهم قرار متهور ومجحف في حق اللاعبين، مؤكداً أنه مع التغيير العقلاني التدريجي"جميعنا يؤيد إعطاء الفرصة للاعبين الشباب، ويكون بشكل تدريجي، على أن تصعّد ثلاثة أو أربعة لاعبين مع وجود لاعبي الخبرة، والاستفادة بصورة إيجابية من العنصر الأجنبي، وتستقطب لاعبين محليين بحسب حاجة الفريق، فدمج اللاعبين الواعدين بعناصر الخبرة هي الطريقة الأمثل التي كان يستوجب على الإدارة فور انتهاء الفرصة للفريق في الدوري، أن تبدأ بإعطاء اللاعبين المصعدين الفرصة مع عناصر الخبرة الموجودة، حتى يكونوا في الموسم المقبل بعطاء أفضل، وتجتمع باللاعبين قبل اتخاذ القرار، ليخرجوا من ناديهم مرفوعين الرأس". ووصف الكابتن باسم اليامي قرارات إبعاد اللاعبين إلى نهاية الموسم ب"الضحك على الذقون"، إذ قال:"يضحكون على مَنْ؟ ليس هناك شيء اسمه إجازة إلى نهاية الموسم، تأتي بمحض الإدارة من دون التنسيق مع اللاعب، ولهؤلاء اللاعبين تضحيات كبيرة، يجب أن تقدر، ويشكرون عليها، لا بالخروج من ناديهم بطريقة خاطئة، لا سيما أن محمد نور ومبروك زايد ورضا تكر وحمد المنتشري من اللاعبين المخلصين، وأسهموا في تحقيق إنجازات غير مسبوقة للنادي".