تواصل"الحياة"اليوم طرح"الحلقة الثانية"من"قضية"الإعلام الرياضي. هل هو شريك للنجاح أم قائد للفشل؟! وذلك باستطلاع آراء مختصين وخبراء رياضيين وإعلاميين، إذ أكد رئيس قسم الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله الرفاعي على أن دور هيئة الصحافيين السعوديين تجاه ما يحدث في الإعلام الرياضي لا وجود له، مطالباً بدور فعّال من الهيئة يحافظ على المهنية الإعلامية التي أكد بأن غيابها أسهم في ضعف مستوى الطرح الإعلامي. في حين، أكد وكيل الرئيس العام الأسبق الرياضي الخبير الدكتور صالح بن ناصر أن الحوارات التلفزيونية الخارجة عن النقد البناء والهادف لا تفيد الرياضة السعودية وشبانها، مطالباً وزارة الثقافة والإعلام بالعمل على معاقبة كل ما يسيء للآخرين عبر وسائل الإعلام الرياضية بالعودة إلى تطبيق الإجراءات النظامية القانونية تجاه المخالفين. بينما أوضح نائب رئيس تحرير صحيفة"اليوم"الزميل محمد البكر أن الإعلام الرياضي يعد مدرسة تربوية، لها رسالة سامية في توجيه المجتمع وتثقيفه، فهو وسيلة ناجحة ومؤثرة، تحقق كثيراً من الغايات، متى استخدم استخداماً سليماً بكل فروعه المرئية والمقروءة والمسموعة والإلكترونية، كذلك شاطره الرأي رئيس القسم الرياضي في صحيفة"الرياض"الزميل عايض الحربي، عندما أكد أن الإعلام الرياضي شريك في الإنجازات الرياضية من خلال إبرازها وإظهار السلبيات ووضع حلول معالجتها أمام المسؤولين، متمنياً أن يعاد النظر في آلية اختيار الإعلاميين الذين يظهرون عبر شاشات البرامج الرياضية الفضائية. وشدد الناقد الرياضي عثمان أبوبكر مالي على أن الإعلام الرياضي له تأثير مباشر في المجتمع يتفوق على غيره. طالب"وزارة الإعلام"برفع يدها عن"القضايا"پ الرفاعي: هيئة الصحافيين لم تنجح في وقف التجاوزات...والمهنية في انحدار من الإعلامي نفسه تبدأ عملية بناء الإعلام الرياضي أو تصحيحه، ذلك أن الإعلام أداة يفترض بها الحياد، والابتعاد عن الميول وتغييب أي آيديولوجية خاصة، من دون ذلك، يفترض ألا نطالب الإعلام بلعب دور رياضي فاعل، هذا على الأقل ما يصر عليه رئيس قسم الإعلام في جامعة الإمام الدكتور عبدالله الرفاعي، الذي يقلل من دور هيئة الصحافيين التي يؤكد أنها ولدت معاقة، مطالباً"بقبرها"والبحث عن بديل قادر على الإضافة للمهنة. ويزيد الرفاعي في حديثه إلى"الحياة":"نعاني من ضعف المهنية، فيغيب عن إعلامنا الرياضي الحياد، ببساطة هو إعلام مؤدلج، لذلك يكتب معظم الإعلاميين الرياضيين ما يكتبون من منطلق ميولهم، عموماً كل الإعلاميين حول العالم يملكون ميولاً رياضية، لكن المهنية الموجودة في الغرب تمنع الصحافيين من تلوين المعلومات". ولا يرى الرفاعي أن هيئة الصحافيين نجحت، ومن خلال الصلاحيات الممنوحة لها في تطوير العمل الصحافي الرياضي أو وقف تجاوزاته، ويضيف:"بحثت الهيئة عن حماية الصحافيين، وتناست حماية المهنة من تسلط الصحافيين، هذه الهيئة ولدت معاقة إعاقة شديدة، ولا ينفع مع هذه الهيئة إلا أن تقبر لعل الله يبدلنا خيراً منها"، ويتابع:"هيئة الصحافيين لم يستفد منها سوى أعضاء معينون، والبعض أخذها كنوع من"البرستيج"، وحققت الهيئة إنجازاً كبيراً بمبنى لم يتم الاستفادة منه، وأنا أدعوا ولاة الأمر بأن يوجدوا بديلاً للمجلس الأعلى للإعلام، لأن وجوده كان له دور في انضباط وارتقاء الإعلام، وعندما ألغي وجدنا هذا الانفلات، وعلى هيئة الصحافيين حماية المهنة من المتطفلين، فدخول أعداد هائلة للوسط من دون حسيب ولا رقيب هي نتيجة طبيعية لغياب هيئة الصحافيين، وتفرغ وزارة الإعلام للرقابة فقط، واليوم يدير الصحف أشخاص لا علاقة لهم بالإعلام بل قادتهم معارفهم الشخصية إلى المنصب من دون تدرج وظيفي، ما أدى إلى تلاشي المهنية. ويشدد الرفاعي على أن التدرج المهني الطبيعي عن المحررين الرياضيين يقود في نهاية الأمر إلى بناء إعلاميين عاجزين عن التطور وإدارة المهمات اليومية ويضيف:"الوضع الإعلامي السعودي محبط ببساطة، لأن البعض يتدرج من مراسل إلى محرر حتى يصل إلى مدير تحرير، ثم يتفاجأ بنزوله عبر"براشوت"إلى كرسي رئاسة التحرير من دون أن يعيش مراحل التدرج المهني الطبيعية"، ويزيد:"العمل الإعلامي في السعودية كان أرقى مما هو عليه الآن، لكننا نعاني اليوم من غياب الرادع، وهو ظاهرة خطرة، لأنه لا يوجد لدينا من يعاقب، وأنا من خلالكم أدعوا وزارة الإعلام إلى أن ترفع يدها عن القضايا الإعلامية وتتركها للقضاء، لأنها أثبتت فشلها من خلال اللجان التي وضعتها، وهذا ساعد في زيادة الانحراف الإعلامي، على ألا يتم اللجوء إلى القضاء إلا في حال جناية كالقذف والسب". دخول أصحاب المال للسوق الإعلامية لم يكن عاملاًَ إيجابياً بحسب الرفاعي الذي يضيف:"للإعلام وهج كبير، لذلك فكل من أراد أن يلامس الشهرة أو أراد تحقيق مصالح خاصة، فالطريق سريع وسهل جداً عبر الإعلام، انهيار القواعد المهنية الأساسية في العالم العربي، بدأ مع دخول أصحاب المال والنفوذ إلى المهنة الإعلامية لتحقيق مصالحهم الاقتصادية والشخصية من خلال إنشاء القنوات والصحف، من دون ضابط في ظل غياب كلي من الهيئات والنقابات الصحافية". ضغط الصفحات اليومية وأعباء ساعات البث الطويلة في البرامج التلفزيونية تمنح فرصة الظهور في الكثير من الأحيان لمن لا يستحقون الفرصة، ليقع الضرر الأكبر على المهنة والقائمين عليها والمتابعين ? بحسب الرفاعي ? الذي يستشهد بما صاحب تغطية الفضائيات لبطولة كأس الخليج الأخيرة إذ يقول:"أشخاص معينون شاركوا في الإشكالات الإعلامية التي حصلت في دورة الخليج، ولو حللت تصرفاتهم فستجد انحداراً في مستواهم المهني، إذ كانوا أكثر مهنية وانضباطاً قبل 10 أو 15 عاماً، يأتي بسبب بعد الأضواء عنهم، لأن المهنية لم تعد معياراً للحصول على فرص جديدة"، ويتابع:"أخطاء فادحة وقعت في تغطية كأس الخليج إعلامياً تضمنت قذفاً وتشكيكاً في وطنية اللاعبين بطريقة"فجّة"، وعلى الصحافيين ألا يكتبوا شيئاً من دون أن يملكوا دليلاً يثبته، فمستوى الطرح الذي شاهدناه في تلك البطولة يعكس جزءاً مما يعيشه المجتمع، فهناك نوع من التحريض يمارس ضد المواطن السعودي، وهناك حدّة في السلوك العام، وما يطرح الآن في الإعلام الرياضي لا يوصف إلا بال"صفاقة"، ونشاهد في إعلامنا اليوم من يقذف قذفاً صريحاً، ومن يهدد الآخرين بفضحهم وفتح ملفاتهم القديمة وهذا خطر جداً، ويجب على من يقوم بهذه التصرفات أن يحاكم مهنياً، فإن كانت لديه ملفات تهم الجمهور ولم ينشرها، فهو متستر عليها، وإن كان هذا الإعلامي يملك معلومات قديمة وانتهت فليس من أخلاقيات الإعلامي المهني فتحها والتهديد بها، وهذا سلوك مشين، وليس من مهمات الإعلامي أن يهدد الآخرين، لأن المهنة أشرف وأرقى من هذا الأسلوب، والمحزن أن مثل هؤلاء الأشخاص كانوا معياراً للممارسة المهنية، وما شاهدته في الفترة الأخيرة ليس له علاقة بالإعلام فهذا"ردح"وخروج سافر على الممارسة الإعلامية المهنية". وعلى رغم أن البطولة الخليجية أسدلت ستارها إلا أن الرفاعي يشدد على حق الأطراف الرياضية المتضررة مما حدث إعلامياً في رفع قضايا ضدّ من أساؤوا. ويقول:"على لاعبي وإداريي المنتخب الذين تعرضوا لإساءات إعلامية أن يلاحقوا الإعلاميين الذين أساؤوا لهم بالسب والقذف قضائياً، بل أتمنى أن يحتسب شخص ويقاضي المسيئين نيابة عنهم إذا لم يتفرغوا لمقاضاتهم، وإذا لم نصلح حال الإعلام الرياضي فستنتقل عدواه إلى الإعلام السياسي"، ويتابع:"الممارسة المهنية الإعلامية المصاحبة لدورة الخليج كانت"مستفزة"، لأنها خرجت عن الأطر المعروفة للممارسة المهنية، وما نشاهده في الإعلام المرئي والمقروء بعيد عن الاحترافية والمهنية، وأؤكد ذلك باعتباري أكاديمياً وصحافياً، والكثيرون اليوم تطفلوا على المهنة الإعلامية في العالم العربي وخصوصاً في السعودية، وهي المنطقة التي تهمني كثيراً".