"جاهزون لكل شيء"بهذه العبارة يمكننا أن نلخص إجابات المسؤولين في قطر حول كل ما يتعلق بالمتغيرات التي يمكن أن يطالب بها الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا قبل إقامة مونديال قطر 2022، فعلى رغم عدم وضوح الصورة حول الفصل المنتظر تنظيم التظاهرة الكروية خلاله والأحاديث عن احتمال زيادة عدد الأندية وشروط الملاعب المستضيفة للمباريات، فإن مدير الاتصالات والتسويق في اللجنة العليا لمونديال قطر 2022 ناصر الخاطر واثق من قدرات بلاده على الظهور في أفضل شكل ممكن. ومع كل العوائق الواردة والتي حاولت"الحياة"الاستفسار عنها فإن الخاطر كان يؤكد جاهزيتهم لكل الظروف، إذ يقول عن القرار المنتظر صدوره عن موعد إقامة البطولة:"القرار ما يزال غير واضح، فذلك يحدده اجتماع بين"فيفا"ورابطة دوري المحترفين الإنكليزي، لكننا جاهزون لاستضافة المونديال في أي من فصول السنة"، مضيفاً:"إن أقيمت البطولة صيفاً فملاعبنا مجهزة بأنظمة تبريد قادرة على ضبط درجة الحرارة في الملعب عند حد نختاره، ما يسهل مهمة اللاعبين أياً كانت الأجواء الخارجية". أعداد الملاعب التي يطالب بها"فيفا"الدول المستضيفة للمونديال تشكل عائقاً حتى أمام الدول ذات التاريخ العريق في كرة القدم مثل البرازيل التي تعاني من تأخر تسليم ملاعب مونديال 2014 المنتظر، تلك النقطة لا تشغل بال الخاطر وزملائه، إذ يعلق بالقول:"الاتحاد الدولي لكرة القدم طلب منا تجهيز ما بين ثمانية إلى 12 ملعباً، والعدد الكامل سيكون جاهزاً في قطر بنهاية عام 2020، كما طلب"فيفا"أيضاً توافر 90 ملعباً للتدريبات، ونحن جاهزون أيضاً لتنفيذ ذلك الطلب، إذ نملك عدداً كبيراً من الملاعب في الفترة الحالية، وهناك ملاعب أخرى في طور الإنشاء، وسيكشف عنها في الفترة المقبلة وفق تصميمات مميزة، وكنا - كما شاهدتم - كشفنا عن ملعب الوكرة أخيراً". 40 ألف متفرج هو الحد الأدنى للسعة الاستيعابية لملاعب المونديال بحسب ما يؤكده الخاطر الذي يوضح أنهم قادرون على توفير ذلك، ويتابع:"نعمل بناء على متطلبات"فيفا"، بالنسبة إلى الملاعب الموجودة حالياً فنحن سنرفع طاقتها الاستيعابية عبر زيادة أعداد الكراسي قبل أن نعيدها إلى سابق عهدها مع نهاية البطولة في 2022، والملاعب الجديدة كافة ستكون قادرة على استيعاب ذلك العدد فور تسليمها". ويدرك مدير الاتصالات والتسويق في لجنة المونديال ضخامة أعداد الضيوف الذين ستستقبلهم بلاده خلال المونديال، إذ يقول:"نتوقع ألا يقل عدد الحضور عن مليون نسمة، ونحن نعمل من الآن لتجهيز كل العوامل المساعدة في مواكبة حدث بهذه الضخامة، وضعنا حلولاً عدة لاستضافتهم بأفضل صورة ممكنة، من بينها الفنادق العائمة، وعموماً أؤكد أننا سنصل إلى تغطية حاجاتنا السكنية كافة قبل بدء الحدث بفترة، ونحن في قطر نراهن على ذلك، وبالنسبة إلى الخدمات وضعنا استراتيجية بهذا الخصوص ومنها توفير أعداد كبيرة من المتطوعين، وستتم الاستعانة بمواطنين من دول الخليج أيضاً". إن كوادر بهذا العدد تتطلب بلا شك عملاً جباراً قبل تجهيزها، وهو ما لا ينكره الخاطر:"نحن الآن بصدد افتتاح مركز خاص بتقديم الدورات سيتم عبره تطوير الراغبين في المشاركة كافة، والفائدة لن تكون حكراً على القطريين، بل سيستفيد منها أشقاء من دول الخليج من الراغبين في تطوير قدراتهم، نحن نعرف أهمية صقل الكوادر الإدارية، ولذلك أولينا هذا الملف اهتماماً كبيراً، إذ بدأنا العمل عليه بعد فوز قطر بحق تنظيم المونديال مباشرة، فأرسلنا عدداً كبيراً من المهتمين بالمشاركة في أعمال المونديال لمراقبة بطولات مثل كأس العالم للأندية وبطولة أوروبا، كما سنرسل آخرين إلى مونديال البرازيل بهدف الاستفادة من التجارب المتوافرة كافة". تنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد عام 2015 إضافة إلى تنظيم دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 والدورة العربية عام 2011، كلها تجارب تخدم قطر قبل تنظيم المونديال بحسب الخاطر الذي يقول:"استفدنا من دورة الألعاب الآسيوية ونجحنا في اختبار مهم عام 2006 وحتى في الدورة العربية فالأمر ذاته ينطبق على كأس العالم لكرة اليد، فعلى رغم الفوارق الكبيرة بينها وبين مونديال كرة القدم فإننا سنخوض تجارب مهمة في مواضيع استقبال الجماهير والعمل الإعلامي المصاحب للبطولة والكثير من الجوانب التي تزيد من خبراتنا في هذا المجال". لكن الخاطر يستبعد تطبيق قرار زيادة أعداد المنتخبات الذي يدرسه"فيفا"في الفترة الحالية في مونديال قطر ويعلق:"من المستبعد أن يشمل قرار الزيادة مونديال روسيا 2018، أو حتى قطر 2022، لكن إن حدث ذلك وتم رفع عدد المنتخبات المشاركة فنحن جاهزون لاستقبال الجميع وتنظيم المونديال بأفضل صورة ممكنة". المنتخب القطري مستضيف البطولة وأحد أهم أركانها يشكل جزءاً مهماً من المعادلة لكن الحديث عنه يغيب كثيراً متى نوقش تنظيم قطر للمونديال، لكنه يغيب عن الخاطر:"آمل بأن نكون ضمن المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا، ونأمل من الاتحاد القطري لكرة القدم بأن يضع خطة مع الأندية وأكاديمية"اسباير"لتحقيق ذلك، إضافة إلى الخطط الحالية التي يعمل عليها الإخوة في الاتحاد القطري، ما أنا واثق منه هو أننا سنشارك في كأس العالم 2022 لأجل المنافسة لا الاكتفاء بالمشاركة ونيل شرف الاستضافة فقط، فاليابان بعد أن منحت شرف الاستضافة ظهر منتخبها في شكل جيد للغاية وسنحذو حذوهم".