قللت مصادر في الغرفة التجارية الصناعية بجدة من حظوظ المرشحات التسع للفوز بمقاعد في انتخابات مجلس الغرفة المقرر إجراؤها في ال6 من كانون الثاني يناير 2014، بعد أن شغلت المرأة مقاعد في المجلس لدورتين متتاليتين، مشيرين إلى أن ثماني من المرشحات يترشحن للمرة الأولى، وهن أسماء غير معروفة في أوساط مجتمع الأعمال والاقتصاد بجدة. وعلى رغم أن عدداً من المرشحين الرجال لانتخابات مجلس الغرفة رأوا أن حظوظ المرأة للفوز بمقعد في هذا المجلس مساوية لحظوظ الرجل، إلا أن البعض الآخر اعتبر أن فرص المرأة محدودة جداً، وذلك لعدم قدرتها على الحركة والتواصل في شكل فاعل مع مجتمع الأعمال مثل الرجل، مشيرين إلى أن مجتمعنا السعودي ما زال مجتمعاً ذكورياً بدرجة كبيرة، وأن التصويت في الانتخابات يتم عادة وفق العلاقات الشخصية للمرشحين، في حين يكون تأثير برامج المرشحين ضعيفاً في التصويت. وبينوا أن المرشحات التسع يخضن الانتخابات ضمن فئة التجار التي تضم 46 مرشحاً، ما يجعل من فرص فوزهن ضعيفة بسبب قوة المنافسة. وقال أحد المرشحين لخوض انتخابات مجلس الغرفة فضّل عدم ذكر اسمه، إن عدم فوز إحدى المرشحات يعني خلو مجلس الغرفة من الأسماء النسائية في الدورة ال21، بعد أن كانت المرأة حاضرة في الدورتين السابقتين. وأضاف:"بحسب الأنظمة يعيّن الوزير سيدات أعمال في عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بعدد اللاتي فزن، وفي حال عدم فوز إحداهن فلا تُعين امرأة في المجلس". وحول حظوظ المرأة في الانتخابات المقبلة، رأى أن"من الصعب فوز مرشحات في هذه الدورة الانتخابية التي تشهد تنافساً كبيراً بين مرشحيها، خصوصاً أن المرشحات التسع جميعهن ضمن فئة التجار التي تضم 46 مرشحاً، ما يؤكد أن المنافسة كبيرة بينهم ويضعف فرص المرشحات للفوز، خصوصاً أن ثماني منهن يترشحن للمرة الأولى، وأسماء المرشحات غير معروفة لمنتسبي الغرفة". وأكد أن هناك"صعوبة كبيرة في حصول المرشحات على أصوات كافية تؤهلهن للفوز، كما أن غالبية الأسماء المرشحة من السيدات غير معروفة في شكل كبير في مجتمع الأعمال والاقتصاد بجدة". ورأى أن"التصويت في الانتخابات يتم في المقام الأول وفق علاقات المرشحين بمنتسبي الغرفة، ولا يتم على أساس البرامج، ما يضعف فرص المرأة للفوز في الانتخابات". وقال رئيس الاتحاد العالمي للتجارة والصناعة والاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط المرشح في انتخابات هذه الدورة خلف العتيبي ل"الحياة":"إن توقعات البعض بعدم فوز المرأة في انتخابات غرفة جدة المقبلة يعود إلى أن الأسماء النسائية الموجودة بالقائمة تترشح للمرة الأولى في الانتخابات، إضافة إلى عدم معرفتهن من جانب الكثير من منتسبي الغرفة، ما جعل البعض يتوقع أن مجلس غرفة جدة في دورته المقبلة لن يشهد وجوداً للمرأة". غير أن العتيبي استدرك بالقول:"حظوظ المرأة للفوز في هذه الدورة الانتخابية مماثلة لحظوظ الرجل، فهي تدخل العملية الانتخابية مثل الرجل تماماً وتقدم برنامجها الانتخابي، والبرامج الجيدة تحصل على أصوات أعلى تؤهلها للفوز، سواء كان البرنامج لمرشح رجل أم امرأة". وتابع:"في العملية الانتخابية يحدث في الغالب غير المتوقع، وهناك عدد من المرشحات بدأن بالترويج عن برامجهن الانتخابية منذ ستة أشهر، وهن جادات لاكتساب أكبر قدر ممكن من الأصوات، وهو حق مشروع لهن في العملية الانتخابية". من جهته، رأى رجل الأعمال عبدالله الأحمري أن ما يخفض حظوظ المرأة في أية دورة انتخابية عدم قدرتها على الحركة والتواصل في شكل فاعل مع مجتمع الأعمال مثل الرجل. ويقول:"لا يزال مجتمعنا السعودي مجتمعاً ذكورياً بدرجة كبيرة، وهذا يقلل من فرص قيام المرأة بعرض وشرح برنامجها الانتخابي لأكبر عدد ممكن من مجتمع الأعمال والترويج لحملتها، في حين يستطيع الرجل عمل ذلك في شكل أكبر وأسهل منها، ما يزيد حظوظه ويضعف فرص المرأة في الفوز". وأشار الأحمري في حديثه إلى"الحياة"إلى أن المرأة في انتخابات الغرفة التجارية مثلها مثل الرجل تماماً، فهي تمتلك سجلاً تجارياً ولها صوت وتستطيع ترشيح نفسها لعضوية المجلس،"وكثير من سيدات الأعمال في غرفة تجارة جدة أثبتن جدارتهن في جميع الأعمال التي قمن بها، فمنهن من وصلت إلى نائب رئيس مجلس الإدارة، وبعضهن تولى رئاسة لجان داخل الغرفة وأخريات كن أعضاء فاعلات في اللجان". ولفت إلى أن قوائم المرشحين لهذه الدورة تتميز بالكثير من شبان وشابات الأعمال، وهذا مؤشر جيد يشير إلى دخول دماء جديدة لمجلس غرفة جدة. من ناحيته، رأى مستشار تخطيط المدن المرشح لهذه الدورة الانتخابية الدكتور حسين آل مشيط، أنه الصعب التنبؤ بخلو مجلس غرفة جدة القادم من العنصر النسائي، وقال في حديثه إلى"الحياة":"أتوقع أن يكون هناك دور للعنصر النسائي في هذه الدورة، فالتنافس مفتوح والعنصر النسائي أثبت وجوده في مجالات عدة، وقام بأدوار فاعلة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية كافة". وزاد:"يجب أن يكون التصويت للمرشحين الأكفاء والبرامج القوية المميزة، سواء كان صاحبها رجلاً أم امرأة".