تغلق اللجنة المشرفة على انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في جدة اليوم باب استقبال طلبات الترشح لمجلس إدارة الغرفة في دورته ال 20. الانتخابات التي أثارت الكثير من التساؤلات حول إمكانات المتقدمين وما إذا ماكانوا يستطيعون خدمة صاحبات وأصحاب الأعمال في بيت التجارة العريق «غرفة جدة» التي استطاعت خلال ستة عقود تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات التي لم تكن لتحقق لولا انسجام وتمازج أعضاء مجلس الإدارة، تطرح سؤالا حول جدوى الانتخابات في اختيار عناصر فعالة ومؤهلة لقيادة الغرفة للفترة المقبلة. فبعد صدور قرار بتعديل نص المادة 32 من اللائحة التنفيذية لنظام الغرف التجارية والصناعية تلزم الناخب بترشيح شخص واحد من مجموع المرشحين لعضوية مجلس، لوحظ من خلال قائمة أسماء المرشحين إحجام الكثير من البيوت التجارية العريقة في جدة عن ترشيح أبنائها لاقتناعها بعدم جدوى الترشح في ظل التعديلات الجديدة. «عكاظ» رصدت ردود الفعل على القرار إلى ماقبل إغلاق باب الترشح بساعات من قبل معظم المتقدمين الذين انقسموا بين مؤيد يعتبر أن القرار صائب ومهم، كونه يعطي فرصة متساوية لدخول جميع التجار إلى عضوية الغرفة، عبر صوت انتخابي حقيقي. ومتخوف يخشى من وصول من هو غير كفوء يهدف من الوصول إلى عضوية مجلس الإدارة لتحقيق أهداف شخصية، ما يعني وصول مجلس غير متجانس فكريا ينعكس على أدائه ولا يخدم أصحاب الأعمال. فمن جهته يرى زياد البسام عضو مجلس الإدارة الحالي والمرشح للدورة المقبلة أن القرار له إيجابيات وسلبيات ولم يتخذ إلا بعد إن أجريت عليه دراسات مستفيضة، فمن هذه الإيجابيات أنه يجعل تركيز من يدخل الانتخابات لخدمة المنتسبين والعمل بجد لأن من انتخبه في هذه الدورة هو من سينتخبه في الدورات المقبلة، فإذا لم يعط ويخدم بشكل جيد ومناسب فلن يجد من يرشحه في الدورات المقبلة، وكذلك يعطي تنوعا فيجد كل قطاع من يمثله، ويقضي على إمكانية إقصاء بعض الكفاءات المميزة من خلال قيام التكتلات، فقد أصبحت الفرص متساوية. وقد يقول قائل إن دخول مجموعة مختلفة قد لا يكون بينها انسجام يؤدي إلى المشاكل، هذا الطرح مردود عليه طالما أن هناك نظاما موجودا، والاختلاف للمصلحة العامة وفق الآداب والأسس العلمية فهذا اختلاف تنوع ليس الهدف منه الاختلاف ولكن الهدف منه فائدة المنتسبين. من جهتها، ترى مضاوي الحسون أنها مع تقليص التكتلات لكن لا يتم حصرها في التصويت لمرشح واحد فقط. وتضيف، إن اللائحة الجديدة التي تطبق للمرة الأولى في انتخابات غرفة جدة لن تقف عائقا في طريق المرأة السعودية في التواجد القوي في المجلس الجديد، معترفة أن النظام الفردي (مؤلم) جدا للمرأة التي لم تدخل مجلس الإدارة سوى في الدورة الماضية، في حين أن الرجل متمرس على الانتخابات منذ أكثر من 60 عاما. وقالت: في المرة الماضية دخلت المجلس مستقلة وحصلت على 750 صوتا، وأملك الكثير من التفاؤل لتحقيق النجاح في الانتخابات الجارية بجهودي الفردية، لاسيما أننا حققنا الكثير من الإنجازات في الدورة الحالية ونأمل في تكملتها. واعترفت أن المرأة ستواجه معركة صعبة في الانتخابات وأن اللائحة الجديدة تعد عاقا لها، واستدركت قائلة: كان يفترض أن تتاح الفرصة للمرأة بشكل أفضل.. بحيث يجري التنافس على ثلاث فئات (تجار صناع نساء) وهو الأمر الذي كان سيساهم في فرص أكبر للمرأة التي تمثل قطاعا مهما من المجتمع. من جهته يرى المرشح لانتخابات الغرفة التجارية بسام أخضر أن قرار التصويت الفردي في الترشيح لهذه الدورة الانتخابية قرار صائب ومهم، كونه يعطي فرصة متساوية لدخول جميع التجار إلى عضوية الغرفة، عبر صوت انتخابي حقيقي. وقال: إنها المرة الأولى التي يستحق أن نقول عنها إنها انتخابات شفافة، مرجعا ذلك إلى أنه في الماضي كانت هناك تكتلات لبعض الأسماء الكبيرة من التجار الذين كانوا يحملون معهم بعض الأسماء الضعيفة، بحيث يشكلون بعد أن ينجحوا تكتلا واضحا داخل الغرفة، أما الآن فلا يمكن لهم ذلك وهو ما يعني إتاحة الفرصة أمام الجميع. وأشار أخضر إلى أن قرار التصويت الفردي هو ما شجعه على دخول الانتخابات، ويعتبر نفسه صوتا مستقلا يحمل ملفات ساخنة ستثير الكثير من الجدل داخل الغرفة. وأكد أنه من خلال قرار التصويت الفردي، فإنه لن يعتلي كرسي التجارة إلا شخص يستحقه. أما عن تأثير قرار التصويت الفردي على دخول المرأة، فقال أخضر آمل أن يفوز في مقاعد الغرفة من يستحقها، سواء كان رجلا أم امرأة. ومن جانبه يرى عبد الله بداح السفري مرشح لخوض الانتخابات أن القرار فيه الكثير من المعطيات التي يرى أنها صائبة، وأضاف: القرار فيه إنصاف، مشيرا إلى أنه ضد كل من يشكك في قدرات أصحاب المنشآت الصغيرة الذين يمثلون أكثر من 90 في المائة من اقتصاد الوطن. وكذلك أبدى رجال وسيدات أعمال فضلوا عدم ذكر أسمائهم تخوفهم من أن لا يخدم القرار بيت التجارة بشكل عام لأنه قد يجعل الكثير من رجال الأعمال الكبار الذين يملكون الخبرة يبتعدون عن الغرفة. وتوقعوا إن تأتي الانتخابات بأشخاص متضاربين في الآراء والفكر فيكون أحدهم مع المرأة والآخر على النقيض، فيصل من هو غير كفوء لإدارة غرفة تجارة بحجم غرفة جدة. وأضافوا، أن الملاحظ على قائمة الأسماء المنشورة غياب الكثير من البيوت التجارية الكبيرة التي كانت تعتبر ضامنا لسير عمل بيت التجارة.