ختتم ماراثون انتخابات الغرفة التجارية والصناعية في الرياض مساء أمس، وبدأت عملية فرز الأصوات"الكترونياً ويدوياً"، وسط حال من القلق في أوساط المرشحين، انتظاراً لإعلان النتيجة. انتخابات مجلس"غرفة الرياض"شهدت تنافساً شديداً بين المرشحين، واتسمت بالبذخ الشديد الذي ظهر واضحاً في الهدايا العينية التي كانت تقدم للناحبين لكسب أصواتهم، إضافة إلى الوعود بخدمات ودعم، وبخاصة لشباب الأعمال بعد الفوز في الانتخابات. وتكتمت اللجنة المشرفة على الانتخابات بشأن الإدلاء بأية معلومات أو بيانات حول العملية الانتخابية، وأعداد المقترعين رسمياً، في الوقت الذي نشطت ماكينات التوقعات بشأن المرشحين الأوفر حظاً والأقرب إلى الفوز في الانتخابات. وسجلت الساعات الأخيرة هجوماً كبيراً من المقترعين، إذ قفز عدد الناخبين في ساعة إلى أكثر من 300 ناخب، وبلغ عدد المقترعين قبل نهاية موعد الاقتراع 4500 صوت، وسط توقعات بأن يتراوح العدد الإجمالي للناخبين بين 6 و 7 آلاف ناخب، بينهم 58 صوتاً نسائياً فقط من إجمالى 2600 صوت، وفق ما أعلنته اللجنة المشرفة على الانتخابات في الفرع النسائي. الانتخابات شهدت تنافساً حاداً بين تكتلين رئيسيين، هما تكتل التطوير الذي يضم غالبية أعضاء مجلس الإدارة السابق، ويهدف بحسب برنامجها الانتخابي إلى تحسين بيئة الرياض الاستثمارية، واستقطاب مزيد من المستثمرين وتعزيز القدرات التنافسية. أما التكتل الثاني فهو"المنتسبين"ويضم أعداداً كبيرة من شباب الأعمال، ويسعى بحسب برنامجه الانتخابي إلى دعم الفروع بشكل جاد وليس بالوعود فقط. كما أن هناك المستقلين الذين برزوا بقوة، ومنهم رئيس مجموعة الشبيلي العقارية خالد الشبيلي، الذي قال ل"الحياة"ان سبب ترشيحه مستقلاً هو أنه فكّر في خوض الانتخابات متأخراً، وأعلن ذلك قبل الانتخابات بأسبوعين فقط. أما النساء اللاتي يشكلن نحو 50 في المئة من السجلات التجارية في"غرفة الرياض"فلم يترشح منهن سوى ثلاث سيدات فقط، وهي المرة الأولى التي يسمح للمراة بخوض الانتخابات في"غرفة الرياض"كمرشحة، وكانت من بينهن رئيسة اللجنة الوطنية النسائية في مجلس الغرف للدورة الماضية هدى الجريسي، التي خاضت الانتخابات بعيدة عن قائمة والدها الذي يقود مجموعة التطوير. وجاء إقبال سيدات الأعمال على الاقتراع في اليوم الثاني من انتخابات"غرفة الرياض"أمس، خارج التوقعات، ولم يعكس حضورهن حجم مطالبهن بإتاحة الفرصة لهن في العمل ومنافسة الرجال. تقول إحدى سيدات الأعمال إن ما حصل في انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض لم يعكس حرص سيدات الأعمال على تقلد مناصب قيادية، إذ إن عدد اللاتي أدلين بأصواتهن بلغ 85 صوتاً من أصل 2600 سيدة لهن حق التصويت. ويرى رجال أعمال أن حظوظ فوز العنصر النسائي في هذه الانتخابات ضعيف، بسبب قلة الخبرة، باعتبار أن تلك أول دورة يتاح لهن خوض الاتخابات كمرشحات، مطالبين وزير التجارة والصناعة بتعيين سيدتين في المجلس في حال عدم فوز إحدى المرشحات الثلاث. وسجلت الانتخابات زيادة في وعي الناخبين خلال هذه الدورة بحسب حديث أحد أعضاء اللجنة المنظمة للانتخابات والذي عاصر أكثر من أربع دورات انتخابية. وقال العضو الذي فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة"ان أعداد الناخبين في زيادة مستمرة، وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها عدد المسموح لهم بالاقتراع إلى 41 ألف مقترع، إضافة إلى أن المنتخبين بحسب ما نراه لا يقومون بالتصويت لقائمة موحدة، وإنما يقومون بعملية انتخاب بين المرشحين ال37، وهي تنم عن وعي من جانب الناخبين". وكان من اللافت أمس اشتداد الدعاية بين المرشحين باعتباره يوم الحسم، وهو ما تسبب في خلق نوع من الفوضي وعدم التنظيم داخل"الغرفة"وخارجها، وهو ما اشتكى منه الكثير من الناخبين والناخبات.