نوارس الأوراس

أُوْرَاسُ ما اصطبرَتْ بِصبرِكِ أنفُس
إلاَّ زَهَتْ! ومَدَارُ صَبِرِكِ أنْفَسُ
أُوْرَاسُ قلبي ظامِئٌ يشكو الصَّدى?
يَسْتنْطِقُ الوادِي وغُصنِي أيبَسُ
وورودُ عُمْري قَدْ ذوتْ أحلامُها
والرُّوحُ قد شَاختْ وشَجْوِي حِنْدِسُ
أُورَاسُ قُدِّينِي وفَتْقِي فارتُقِي
فالوعدُ سِرْبالٌ وصِدقِي مَلبسُ
بَغدَادُ نَزْفٌ والكِنانَةُ وَجْعُها
بيْروُتُ جُرْحٌ غائِرٌ والمَقْدِسُ
صَنعاءُ تنعَى شامَها بتوجُّعٍ
والأردنُ البتراءُ وعدٌ أقدسُ
أجزائرَ الأحْرارِ رُدِّي زهونَا
فالرَّكْبُ يحدُونا وحُلْمٌ مُشمسُ
بلدَ الشهيدِ الحَيِّ هُزِّي طلعَنا
فلابنُ بَادِيسَ انتِصارٌ أشْوَسُ
النَّصرُ للأحْرارِ ثورةُ نائِلٍ
والثَّائِرونَ نَوارِسٌ تَتفردَسُ
حيِّ الجزائرَ حُرَّةً تَوَّاقَةً
تَمتَاحُ زَهْواً والشَّهادةُ سُندسُ
هَذِي العُروُبَةُ تَستغِيثُ ذِمَامنَا
تَستَلهمُ الذِّكرى انتِشاءً تنبسُ
تتأمركُ الأعرابُ والقومُ ارتأوا
نأيَ المَدَى والحُرُّ لا يتَفَرنَسُ
إيْهٍ فرنسا فالجزائرُ حُرَّةٌ
والشَّعْبُ إسْلامٌ سَلامٌ مُؤنِسُ
عَربيَّةُ الحَرفِ النَّضيدِ مُؤدلَجٌ
طَابتْ وطابَ بهاؤُهَا والمَنفَسُ
شُمُّ العَرانينِ استَفاقَتْ صَرخةٌ
تَسْتنهِضُ الثُّوارَ إذْ مَا قدْ نَسُوا !
رَسَمُوا البُطولةَ والفِدَائيُّ اشتهَى?
أملَ الشَّهادةِ والشَّهادةَ قَدَّسُوا
مِليونُ حُرٍّ زُفَّ والنِّصفُ اقتفى
زُمُرَ الكَرامةِ واسْتكانَتْ أنفُسُ
و نوارسُ الأُوْرَاسِ أيُّ نَوارِسٍ
سِرٌ تجسَّدَ والخلُودُ تَفَرُّسُ !
لَقِبلةُ الثُّوَّارِ أنتِ مَقَامُنَا
عَبدُ الحَمِيدِ مُصَانُ فيكِ وبُطْرُسُ
أعْشَاشُ جُندِ الحَقِّ فيكِ تَبرعمتْ
وتَفتَّقَ العُمُرُ النَّدِيُّ الأَميسُ
وَادِي الهَوى? بَلَدُ الهَوا تلكَ التي
من صَبْوِها قُدَّ الجمالُ الأقدسُ
تَتَمايدُ الأفنانُ فوقَ جُسُورِها
جِسْرٌ تَفرَّعَ واستَطابَ المَجلَسُ
أسَرَتْ عِذَابَ الحُسْنِ والحُسْنُ ارتوى?
يَشْتَاقُها الوردُ الرَّوِيُّ ويَأنَسُ
وتَبَسَّمَ الصَّخرُ الأشَمُّ بِرَحْبِها
وانثَالَ وَعْدٌ واستَطَابَ المَغْرَسُ
تتَناغَمُ الأنْدَاءُ وَجداً بينهَا
والطّيرُ يَشْدُو واستَفَاقَ النَّرجِسُ
وَتَراقَصَ الحُلْمُ الفِدائيُّ الذي
تَاقَتْ لهُ النَّفْسُ الأبيَّةُ تَهمُسُ
إنَّ الحَرَائِرَ في الجزائِرِ ثَوْرةٌ
قُدْسِيَّةُ الأصْدَاءِ خَطْوٌ مُترَسُ
قد صَاغَها الفِكرُ المُناضِلُ شُعْلةً
مِنْ بَينِ عَرشِ نِضَالِها تَتَأَرْنَسُ
فَوَّاحةُ الأشْذاءِ حُلٌْ زَهْوُها
وَمِزَاجُها الشَّهْدُ استَفَاضَتْ أكْؤُسُ
فَجٌْ تَغَنّ للنِّضَالِ وَ شَدْوُهُ
قَسَماً بِنَازِلَةِ العُروبَةِ نَأنسُ
بالنَّازِلاتِ الماحِقَاتِ دِماؤُنَا
وَجَمِيلةُ الفِردَوسِ حقٌّ أشرَسُ
ويَقينُ صِدقٍ واعتِقاداتُ الرِّضَا
صَلواتُ وَحْيَّ الحُبِّ آيٌ يُدْرَسُ
قسنطينة/ الجزائر