ينظم نادي أبها الأدبي حلقة نقدية حول ديوان "وا فاطمة" للشاعر إبراهيم طالع، الفائز بجائزة أبها 2016، عند الساعة 10 من مساء اليوم. يشارك فيها الدكتور عبدالحميد الحسامي والدكتور فوزي صويلح وعبدالله شاهر وقصايد القحطاني، ويدير اللقاء الدكتور أحمد التيهاني. وحضرت كلمة "الموت" المباشرة أو ما يوحي إليها في قصيدة "وافاطمة" ، أكثر من 11مرّة ك:( الفناء - كفنتها – القبر، المقابر – الموت – اللحود – دفنتها – سكراته – الفراق الأبكما – أنا لا أعيش - أشلاء عمري - حنوطها )، كدلالة على الكم الهائل من الحزن الذي يحمله الشاعر في فَقْدِ "فاطمة" التي لم تكن أنثى فقط، بل وطن يُعطي الحياة أناس كي تستمر، اتخذ من "فاطمة" رمزا للوطن، وحاول أن يفرغ في قصيدته كل مابه من هواجس ومخاوف من القادم المجهول، من التبدلات القيمية المريبة التي تحملها التبدلات الجغرافية المتسارعة، وتداعيتها على كافة مناحي الحياة، هذه التبدلات التي تأتي كالجلطة دونما سابق إنذار، وأشار إليها ب: (كفنٌ رخيصٌ – قبور رديئة – فلاة ماؤها غورٌ- زائرها الوحوش – كل ما حولي بومٌ – يتلو الظَّلام – تغنّى مترفونا بالنِّفاق وبالظلام – عروبتي ماتت – فرّقتُ مواجعي). "كَفَّنْتُهاَ قَصِيْدَتِيْ واَفاَطِمَهْ آمَنْتُ أَنَّ عُرُوبَتِيْ ماَتتْ، ولَكِنْ كيفْ ليْ أَلاَّ أَرَى فِيْ كُلِّ واَدٍ غِنْوَةً مِنْ شِيْمَةٍ، أوْ دَمْعَةً مِنْ عَيْنِ كادحَةٍ تُطارِدُ خَطْوَتِيْ فِيْ كُلِّ واَدٍ هاَئِمَهْ؟؟ لاَ، لَمْ تَمُتْ والَموتُ لَيْسَ لَمِثْلِهاَ مَاَدَامَ ليْ فيْ فاَطماتيْ حالمهْ". فيما وَثّق الشاعر المكان في أغلب قصائده، تجلى بمحاكاته بوح شفيف لما له من أهيمة كبرى لديه، وتقاسم البلد الذي ولِدَ وعاشَ فيه، مع الجزائر الذي تربطه به علاقة حميمة أغلب القصائد، فلكل مكان ذكره ارتبط في ذاكرة نصوصه ك: (بلاد الشام – العراق–الجزائر"تلمسان، أوراس، العاصمة، وهران، عنابة "– القدس – أندلس – النجف – كربلاء – فلسطين – أصفهان "السراة – نجد – الحجاز – عسير – نجران - تهامة – طيبة – مكة - رجال ألمع" ). "يُجلْجِلُ في حمى (الأوراسِ) حُرٌ فتنتفِضُ الحجازُ لصوتِ ثائرْ فلا شعبُ الجزائرِ سوفَ يَنْسَى ولا قومي سينسونَ الجزائرْ". "أبلغْ تِهامةَ وعداً لانكوثَ لهُ إنّ المواعيدَ في أعمارنا قُبَلُ الوصلُ أنجزَنَا، والعشقُ موطنناَ أحبّ شيء إلى العشَّاق من يصلُ." وكشف الشاعر ماآلت إليه حال البلدان التي استباحها"ربيع الدم" –الربيع العربي- . "ضَحكَ الرّبيعُ على الشعوبِ وسامَهُمْ قانيْ الدّماءِ، كأنّنا لا نَعْرفُ.