بعد مضي أيام قليلة على انطلاق الحملة التفتيشية المنفذة من وزارتي الداخلية والعمل على مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، فجر عمال إثيوبيون عمليات شغب واسعة النطاق في حي منفوحة وسط الرياض أمس، إذ تسببت في وقوع إصابات بين المواطنين والمقيمين القاطنين بالحي والمارة، إضافة إلى رجال أمن. وكشف مصدر أمني موثوق ل"الحياة"عن مهاجمة بعض العمالة المخالفة القاطنة في الحي من الجنسية الإثيوبية لدوريات أمنية أثناء مرورها بالحي لممارسة مهماتها المعتادة، موضحاً أنه تمت مهاجمة الدوريات بالحجارة في بادئ الأمر. وقال المصدر فضل عدم الكشف عن هويته إن أحداث الشغب التي شهدها الحي طاولت بعض المارة بالحي وبعض السيارات والمحال التجارية التي تعرضت للتكسير والتحطيم. وأشار إلى أنه تم القبض على عدد من مثيري الشغب، مضيفاً:"ويوجد آخرون ممن شاركوا في الشغب تفرقوا بالأحياء المجاورة، وعمدت الفرق الأمنية إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى الحي والأحياء المجاورة له للسيطرة على مثيري الشغب والقبض على البقية منهم". من جهته، أكد مصدر مطلع في وزارة الصحة ل"الحياة"أن عدد حالات الإصابات تجاوز العشرات مبيناً أن مستشفى الإيمان استقبل أكثر من 6 حالات من بينهم حالة حرجة، مشيراً إلى أن جنسياتهم لم تحدد. وعند سؤال المصدر عن طبيعة الإصابات وهويات الحالات التي استقبلتها المستشفيات، أفاد بأن عمليات الحصر والتثبت من البيانات تجري وسيعلن عنها في حال اكتمالها. بدوره، أوضح مدير المركز الإعلامي المشترك في وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية تيسير المفرج ل"الحياة"أن الوزارة أرسلت مفتشيها من أول يوم في الحملة إلى أحياء عدة في مدينة الرياض من ضمنها حيا منفوحة وعتيقة، ولم يتعرضوا لإساءات أو مضايقات. وأشار المفرج إلى أن التفتيش داخل المنشآت التجارية"وما يحدث في الشارع من اختصاص الجهات الأمنية". وشهد حي منفوحة، وهو أحد الأحياء العتيقة في العاصمة، أعمال شغب طاولت ممتلكات المواطنين من مركبات ومحال تجارية تتوسط الحي، ولم يسلم المقيمون الذين يمثلون غالبية سكان الحي من الأذى الصادر من العمالة المخالفة التي استعانت بأسلحة بيضاء سكاكين، سواطير للهجوم على رجال الأمن والمارة بالطريق المعروف شعبياً باسم شارع ال20 ورسمياً بشارع قتيبة بن مسلم. ووقف نائب أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله ميدانياً على حي منفوحة الذي شهد عمليات الشغب مساء أمس، وتابع الخطوات الأمنية المتخذة للسيطرة على الوضع. ورصدت"الحياة"ميدانياً عدداً من الشبان السعوديين يحملون عصياً متجاوزين الدوريات الأمنية على مدخل شارع ال20 على رغم تحذيرات رجال الأمن، للسيطرة على الوضع ومعاونة السلطات الأمنية في القبض على مثيري الشغب. وغادرت بعض الأسر الحي بعد انطلاق أعمال الشغب التي بدأت عصر أمس، إذ اضطر معظمهم إلى السير على الأقدام خارج الحي في ظل إغلاق الطرق المؤدية وصعوبة قيادة مركباتهم وسط أجواء الشغب. مشاهدات أكدت مصادر مطلعة أنه تم احتجاز رائد في الدفاع المدني من العمالة الإثيوبية، وأنه صدر أمر بإطلاق النار الساعة ال10,30. أصيب مقيم بطلق ناري في ساقه، وفي حديثه مع"الحياة"قال:"لا أعرف من أصابني". شوهد عدد من العمالة مضرجين بدمائهم يقاومون الاعتقال، ويطلقون ألفاظاً مسيئة للسعوديين. أغلق شارع ال20 منذ ال5,00 عصراً، ورجال الأمن يخلون مسؤوليتهم عمن يصر على دخول"منطقة الشغب". غادر الكثير من العائلات التي تقطن حي منفوحة مشياً على الأقدام بعد أن احتجزت سياراتهم داخل شارع ال20. رفض رجال أمن توسلات مواطن يريد أن يخرج أخواته من شقته في شارع ال20، وبرر رجال الأمن أن المنطقة خطرة ولا بد من الانتظار. بعض المحال التجارية لم تقفل أثناء فترة الحصار، وشوهد أصحابها يحملون"الهراوات"حماية لمتاجرهم. استنكر معظم مواقع التواصل في الإنترنت أعمال الشغب وطالبوا بتغليظ العقوبة على المخالفين"هاشتاق #مظاهرات_منفوحة_من_إثيوبيين". ربط الكثير من المغردين تخوفهم من الجنسية الإثيوبية بما حصل أخيراً من عمليات القتل التي قامت بها عاملات منزليات. لم تختفِ الطرافة عن المشهد إذ قال مغرد:"مظاهرة مصريين في مصر وفهمنا، ومظاهرة سوريين في سوريا فهمنا، مظاهرة إثيوبيين في السعوديه سلامات!!".